Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حقوق المدنيين أثناء الحروب - رؤية مسيحية

المقدمة : بات معروفاً للكثيرين بأن المصدر الرئيسي للشرعية الدولية تتمثل في الاعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1948، يضاف اليها وثيقتين دوليتين ترتكزان على الحقوق التي تؤدي بها الى الاعلان العالمي، هما : العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية - والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وقد اعتمدتها الأمم المتحدة عام 1966، وهنا لا بد الاشارة الى المبادئ الاساسية للإعلان العالمي حيث تؤكد مادته الاولى "يولد الناس أحراراً، متساوون في الحقوق والكرامة، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم ان يعامل بعضهم بعضاً بروح الاخاء" علماً بان ثلث العالم قد صادق على هذه الوثائق، وابرم اتفاقان آخران يضيفان للشرعية الدولية لحقوق الانسان وهما البروتوكولان الاضافيان لعام1977، وتعد كافة الدول ملزمة بهذه الاتفاقيات وتكميلها
الموضوع : هناك صكوك تحظر استخدام اسلحة وخططاً عسكرية معينة والتي تحمي المدنيين اثناء الحروب، وهذه الصكوك (الاتفاقيات) هي :
**اتفاقية لاهاي 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح وبروتوكولاتها، حيث تنص المادة الاولى والخامسة من الاتفاقية على ما يلي :-
يقصد من الممتلكات الثقافية، بموجب هذه الاتفاقية، مهما كان أصلها أو مالكها ما يأتي
الممتلكات المنقولة أو الثابتة ذات الأهمية الكبرى لتراث الشعوب الثقافي كالمباني المعمارية أو الفنية منها أو التاريخية، الديني منها أو الدنيوي، والأماكن الأثرية، ومجموعات المباني التي تكتسب بتجمعها قيمة تاريخية أو فنية، والتحف الفنية والمخطوطات والكتب والأشياء الأخرى ذات القيمة الفنية التاريخية والأثرية، وكذلك المجموعات العلمية ومجموعات الكتب الهامة و المحفوظات ومنسوخات الممتلكات السابق ذكرها

** اتفاقية عام 1972 بشأن الاسلحة البيولوجية، وهنا ما اكدته اللجنة الدولية للصليب الاحمر في ندائها بشأن تطبيق الاتفاقية الى كافة الدول على :د عززت اتفاقية عام 1972 الخاصة بالأسلحة البيولوجية على نحو كبير هذا الحظر بتحريم تطوير الأسلحة البيولوجية وإنتاجها وتخزينها والاحتفاظ بها ونقلها

** اتفاقية 1980 بشأن الاسلحة التقليدية فقد تم تعديل المادة الاولى من الاتفاقية بتاريخ 11 - 21/ 2001، وهذا ما يهمنا في دراستنا هذه، وكالاتي : ان الاطراف السامية المتعاقدة إذ تذكر بأن على كل دولة، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، أن تمتنع في علاقاتها الدولية عن تهديد بالقوة أو استعمالها ضد سيادة أية دولة أو سلامتها الإقليمية أو استقلالها السياسي، أو على أي نحو آخر يتنافى مع مقاصد الأمم المتحدة، وإذ تشير كذلك الى المبدأ العام القاضي بحماية السكان المدنيين من آثار العمليات العدائية، مع استنادها الى مبدأ القانون الدولي القائل: المبدأ الذي يحرم أن تستخدم في النزاعات المسلحة أسلحة وقذائف ومعدات وأساليب حربية يكةن من طبيعتها أن تسبب أضراراً مفرطة أو آلاماً لا داعي لها
** وهناك اتفاقية عام 1993 بشأن الأسلحة الكيميائية + معاهدة اوتاوا لعام 1997 بشأن الالغام المضادة للأفراد + البروتوكول الاختياري لعام 2000 المتصل بشأن مشاركة الاطفال في النزاعات المسلحة، وهذه القوانين مقبولة اليوم كقانون عرفي، ما معنى ذلك؟ معناه انها قواعد عامة تسري على كافة الدول
*** رؤية مسيحية : هنا لا بد من توضيح نقطة بخصوص كلمة "مسيحية"، التي أتت بعد كل مقال سبق وان طرحناه بخصوص حقوق الإنسان،( - حقوق المرأة في المسيحية - حقوق الطفل - حقوق الفقراء - والان حقوق المدنيين أثناء الحرب)، وهنا تعني ان المسيحية هي ينبوع من ينابيع أخرى يُغرَف منها حقوق الإنسان، كل إنسان مهما كان دينه ولونه وشكله وجنسه، المهم ان تكون هناك رؤية لدى الآخر ما تتضمنه إنسانية الدين الآخر بخصوص تساوي كرامة الإنسان مع كرامة أخاه الإنسان الآخر، وبهذا لا تكون هناك أمة أَخْيَرْ (إن صح التعبير) من أمة أًخرى ما دام هناك " نفخة لإله واحد، أي لا يمكن ان يكون هناك نفخة للرب أكثر للمسلم منها عند المسيحي واليهودي واليزيدي والذي بدون دين حتما! والا لكان هذا الاله غير عادل بدون شك، والنتيجة أي واحد أو مجموعة أو حزب أو تيار أو مذهب أوطائفة أو،،، يكون أعلى شأناً، أو أحسن أمة، أو مثال للقيم والأخلاق الحسنة،،،، متى تكون هناك أحسن أمة أُخرِجت للناس؟ عندما تدافع عن حقوق الإنسان كل إنسان، عندما تساوي المرأة مع الرجل في كل شيئ كونها "روح العالم"، عندما لا تزج الأطفال دون 18 سنة في النزاعات المسلحة، عندما تطبق اتفاقيات ومعاهدات القوانين الوضعية الوطنية والدولية وخاصة اثناء الحروب، (موضوع حماية المدنيين اثناء الحروب، وعدم تجنيد الأطفال، وحماية ثقافة اللاعنف بعدم تربية الاجيال على الثأر والقتل بأسم الله،،،،،)، أي ايها المسلم تكون أحسن من المسيحي عندما تقدم الخيرللآخرين أكثر، وعندما تسامح وتتسامح أكثر، وعندما تحب أكثر، وعندما تقبل الآخر وتعترف بكل الآخر (سني وشيعي) مسيحي ويزيدي وبدون دين، عندما تدافع عن الحق أكثر من غيرك، عندما تحافظ على الاطفال والنساء والشباب والممتلكات أكثر،،،،،وهكذا سيدي تكون خيرأمة أخرجت للناس، وليس بالكلام وحسب
*** النتيجة : القتل بالجملة والتعذيب والترهيب والمعاملة اللاإنسانية وخاصة في الظروف الاستثنائية هي إنتهاك لحقوق الإنسان، "عندما صلب يسوع ووضع بسامير في يديه ورجليه بسمك 2سم!" وكذلك "هروب يسوع وهو طفل وقت الاضطهاد الى مصر، وعند اعتقال يسوع "ضرب احد من كان مع يسوع خادم رئيس الكهنة فقطع له أذنه! فنهره يسوع وقال : رد سيفك الى مكانه- فمن يأخذ بالسيف بالسيف يهلك- وأخذ يسوع اذن الرجل وارجعها الى مكانها! را/ متى 26 ولو22 من هنا كانت الرؤية في القانون الانساني لحقوق الانسان
*من هنا نقول ما هي الرؤية المسيحية؟ وكما يعرف الكثيرين ان هناك معايير قانونية لعالمية حقوق الانسان، لان المبادئ الاساسية لهذه المعايير وخاصة في القانون الدولي الانساني هي الموازنة بين مصلحتين : من ناحية مراعاة الضرورات العسكرية، ومن ناحية أخرى حماية مبدأ الإنسانية في الصراعات المسلحة، من هنا ينتج بعض المبادئ الأساسية للقانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الدولي الإنساني، يعتبر محرماً استخدام كل الاسلحة وطرق الحرب التي تسبب الجروح الزائدة والمعاناة غير الضرورية، عليه وجوب عدم الاعتداء والهجوم على المجتمع المدني والافراد وممتلكاتهم، وهذا يشمل جميع اطراف النزاع، لذا تأسس الصليب الاحمر واتفاقية ينيف الاولى لعلاج المصابين عام 1863 واتفاقية لاهاي للإدارة المشروعة وغير المشروعة للحروب لعام 1899 و1907، وتوالت بعدها المعاهدات والاتفاقيات الدولية كما نوهنا في المقدمة ولحد يومنا هذا، والسؤال الذي يطرح نفسه أين نحن من تطبيق هذه الاتفاقيات في ظرفنا الاستثنائي في العراق؟ فهل من متابع؟
shabasamir@yahoo.com
Opinions