Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حكومة المالكي اجرت اتصالات مع البعثيين من جماعة محمد يونس الاحمد

27/04/2007

الجيران/
خوّلت الحكومة العراقية رئيس الوزراء "نوري المالكي" القيام بمفاتحة جناح حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يقوده "يونس الاحمد" لإجراء مفاوضات بشأن العودة للعمل السياسي. بينما اعتبر مسؤولون في الحكومة التعامل مع الجناح الذي يقوده "عزت ابراهيم الدوري" محرّماً.
وكشفت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" في تقرير كتبه المحللان السياسيان "بيتر سبيغل و نيد باركر" أنّ الحكومة العراقية والمسؤولون الأميركان يتطلعون الى انّ الانشقاق في حزب البعث الذي جرى خلال اجتماع في مدينة "حلب" يمكن أنْ يخدم حالة الاستقرار في العراق، لكنّ هناك من يتخوف من أنْ يكون "يونس الأحمد" يتآمر مع عزت ابراهيم على خطة للعودة الى السلطة بسبب معرفة الأخير انه مطلوب للأميركان منذ أربع سنوات، وأن الحكومة ذات الأغلبية الشيعية تعد التعامل معه مستحيلاً.
وفي معلومات وكالة ( الملف برس ) ان الانشقاق نهائي ولم يعد هناك اية علاقات بين جماعة الاحمد وجماعة عزت ، بل ان هناك محاولة كسب تنظيمية يقوم بها الطرفان لكسب الاعضاء البعثيين كل طرف الى مجموعته ، وشهدت العديد من المدن السورية اجتماعات غير رسمية بين الكثير من البعثيين من كلا الطرفين ومن اعضاء لم يحسموا انتماءهم لاي من الجانبين لمحاولة مناقشة هادئة وسلمية لما سمي حزبيا بالانشقاق وبقيت هناك نقاط كثيرة موضع خلاف ، وان كان هناك شبه توافق على ضرورة عدم تعميق الانشقاق والعمل على اعادة توحيد الحزب على اساس انتظار نتائج ماقررته مجموعة الاحمد لغاية اجتماع مشترك لكلا القيادتين وتقرير المسلك اللاحق ولكن عقد مثل هذا الاجتماع متعذر .
ووفقا لمصادر ( الملف برس ) فان هناك اتصالات سرية جرت بالفعل بين اركان حكومية عراقية قريبة من المالكي ومصادر من التنظيم البعثي الجديد الذي يقوده يونس الاحمد برعاية سورية غير مباشرة ، ولكن لا يعرف حتى الان نتائج او تأثيرات هذه الاتصالات . ولم تعرف لحد الان نتائجه او تأثيره على العملية السياسية التي يقودها المالكي في بغداد
ويخشى مسؤولون أميركان وعراقيين أن يكون أتباع "يونس الأحمد" لا يشكلون خطراً، وأنّه خاضع لنفوذ السوريين، فيما يبقى الجناح الذي يسيطر عليه "عزت ابراهيم الدوري" صاحب النفوذ في تنظيم البعث في العراق. من جانب آخر يعتقد ضباط مخابرات أميركان ومسؤولون عسكريون أنّ الأحمد يمثل الجناج العسكري للحزب وأنه ذو نفوذ واسع بين المتمردين السنة . فيما يتولى "عزت ابراهيم" مسؤولية الجناح السياسي.
وبحسب معلومات( الملف برس ) ان الكثير من الاسماء التي قادت التوجه الجديد هم من المكتب العسكري السابق للحزب ولاسيما غزوان الكبيسي الذي اصبح عضو قيادة قطرية في تنظيم الاحمد ، ولكن هناك الكثير من الاعضاء السابقين في القيادة القطرية من المدنيين كما ان ثلاثة على الاقل من اعضاء قيادة قطر العراق تحت رئاسة صدام هم من المشاركين في التنظيم الجديد .
ومن المعلوم ان محمد يونس الاحمد عضو قيادة مع صدام الا انه كان مجمدا واقعيا وليس بقرار لان صدام كان يخشى منه كثيرا لصراحته وانتقاده الكثير من المواقف داخا صفوف الحزب وربما كان صدام يخطط لتصفية الاحمد لو بقي في السلطة ، ولكن ووفقا لمصادر ( الملف برس ) " ان الاحمد هو العضو الوحيد من اعضاء القيادة القطرية الذين اجتمعوا مع صدام قبل اعتقاله وانصاع مرتين لامر صدام من سجنه بعدم مخالفة عزت الدوري وفي مرة امره صدام من السجن بتقديم اعتذار للدوري " .
أما "لوس أنجلوس تايمز" فقد أكدت أن مسؤولي المخابرات والجيش الأميركي ما زالوا يناقشون فيما إذا كانوا يرحبون بصراع السلطة الداخلية في حزب البعث أم يتخوفون منه. لكنهم يوافقون على أن الحصيلة يمكن أن تؤثر بقوة في التمرد الذي يقوده السنة ضد الحكومة العراقية المدعومة من الأميركان.
فعلى جانب من هذا الصراع يقف "عزت ابراهيم" يد صدام الأولى خلال حكمه والذي تجنب الوقوع في الأسر منذ اربع سنوات. وهو في اعتبارات سلطة بوش "ملك النوادي" في شدة ورق اللعب. التي صورت أعضاء السلطة السابقة المطلوبين للأميركان. وأصبح"عزت ابراهيم" في نظر الأميركيين زعيم عصابة التمرد في العراق. وقالت الصحيفة إن ضباط القوات المسلحة السابقين في حزب البعث يريدون كما يبدو طرد عزت ابراهيم من قيادة الحزب. وهؤلاء يقودهم جنرال سابق عمل لفترة طويلة في قيادة صدام هو "محمد يونس الأحمد"
وعلم المسؤولون الأميركان بالمشاكل الداخلية -حسب لوس أنجلوس تايمز- بعد اجتماع عقد بمدينة "حلب" التي تقع شمال غرب سوريا. ويُعتقد أن مسؤولي سابقين في الجيش والمخابرات العراقية مشتركون ضمن زعامة الحزب. وعقد الاجتماع في كانون الثاني الماضي بعد فترة قصيرة من اعدام صدام وأدى الى انشقاق ظاهر في الحركة. ويعتقد بعض القادة الأميركان في العراق أن ذلك الانشقاق تطور سار بالنسبة لهم. إنهم يرون عزت ابراهيم وأتباعه عناصر عنيدة مخلصة لصدام وتسعى لإعادة سيطرتها على العراق. ويتمنى القادة الاميركان أن تكون"مجموعة يونس الأحمد" أكثر رغبة في السلام وفي التعامل مع الحكومة التي يدعمونها في العراق.
ويرى اخرون بضمنهم مسؤولون في المخابرات الأميركية أن بعض المسؤولين العراقيين قلقون جدا، وهم يرون ان المعركة الداخلية في حزب البعث كمحاولة لوضع وجه جديد على رأس الحزب تبقى تهديدا خطيراً لوجود الشيعة في الحكم. وقال مسؤول عسكري أميركي، محاولاً توضيح بقاء خوف الأكثرية الشيعية من انبعاث حزب البعث من جديد: "هؤلاء الأشخاص أولاً قادرون جداً، هم يعرفون كيف يقودون، ويعرفون كيف يسيطرون، ويعرفون كيف يفرضون هيمنتهم، ويعرفون كيف ينفذون انقلاباً". المسؤول رفض كالأخرين الكشف عن اسمه بحجة أنه يناقش تقييمات استخبارية.
الا انه ووفقا لمصادر ( الملف برس ) أن هناك الكثير من اعضاء القيادة الشيعة في التنظيم الجديد ولاسيما ان عدد المستوى الثاني بعد القيادة يكاد يغلب فيه عدد الشيعة على السنة في تنظيم الاحمد، ولذلك فليس من المنطقي ان يكون هؤلاء يعملون ضد الشيعة كما يصور ، ولكنهم يمكن ان يكونوا اكثر خطورة على حكومة من الاحزاب الدينية الشيعية الحالية التي تمسك الحكم لانهم سيقوضون اساس ادعاءاتها الطائفية في التمثيل الشيعي وفي الترديد المستمر لهم بان البعثيين يمثلون السنة فقط - اخر احصائية رسمية قبل الحرب كانت : الاعضاء الشيعة 54% من مجموع اعضاء حزب البعث .
ويقول مسؤولون عراقيون أن الحكومة في بغداد تفكر في مسالة مد اليد الى يونس الاحمد كجزء من جهودها لمراجعة سياساتها بشكل شامل خاصة تلك التي تمنع البعثيين السابقين من المشاركة في نشاطات الحكومة. وأكد احد مسؤولي الحكومة إن رئيس الوزراء "نوري المالكي" خوّل بالقيام بمفاتحة أولية ليونس الأحمد، بينما اعتبرت الحكومة العراقية أي اتصال مع عزت ابراهيم محرماً "تابو". ولاحظ المسوؤل أن امتدادات هذه القضية لن تذهب بعيدا. وكشف أنّ كل جهود المالكي لتخفيف سياسة اجتثاث البعث عرقلت أو منعت بثبات من قبل عناصر شيعية في حكومته التي تهيمن عليها الاحزاب الشيعية.
وقال المسؤول العراقي الذي تحدث باشتراط عدم الكشف عن اسمه لأنه لم يكن مخولاً لمناقشة المفاتحات بشكل علني"نحن ننتظر لنرى فيما إذا كانت مجموعة "يونس الاحمد" تتقدم بأي عرض سيكون مفيداً. وقال: "إذا استطاعوا ان يثبتوا بأنهم ليسوا جماعات صدامية، فأنا اعتقد أن هناك سابقة قانونية لمباشرة الحديث معهم، بشرط ان يثبتوا ان الحديث معهم سيكون مفيدا".
وعلى الرغم من أن الأميركان أظهروا لفترة غير قصيرة أنّ انزواء "عزت ابراهيم" يدل على انه ميت، إلا أنّه ظهر في الأقل زعيماً فخرياً لحزب البعث، ويعتقد المسؤولون الأميركان أنّ مجموعته تسيطر على كمية هائلة من أموال الحكومة السابقة وممتلكاتها وأنّ مصادر مالية جديدة كسبتها من نشاطاتها الجديدة في العراق.
وقالوا إن "عزت ابراهيم" قد يحظى باحترام كبير خاصة من قبل النخب السياسية الرفيعة في حزب البعث والسلطة السابقة التي خلفها نظام صدام. ويرى مسؤولون عسكريون واستخباربون أميركان أنه على الرغم من ان الحسابات تفاوتت في اجتماع "حلب" فإن العسكريين الموالين لـ"يونس الأحمد" اختطفوا الجسلة وطردوا عزت ابراهيم والآخرين الذين حضروا معه. ثم اعلن الجنرال السابق "محمد يونس" زعيماً جديداً للحزب.
وقال مسؤول عسكري أميركي إن "عزت ابراهيم الدوري" الذي لم يحضر اجتماع حلب وأنه أصدر بسرعة بياناً أدان فيه "يونس الأحمد" معلناً أنه لم يعد عضوا في حزب البعث. وقاد "الأحمد" الاجتماع من دون ان يحصل -كما يبدو- على اذن مسبق من "عزت ابراهيم". وأوضح المسؤول الأميركي إن الاجتماع شهد انسحاباً من قبل أتباع عزت ابراهيم . أو أنهم اعتقدوا أن الاجتماع سيكون مؤذياً لعزت ابراهيم ومصالحهم هم. فتركوا الاجتماع ايضا. ولهذا حصل الانشقاق.
وبحسب مصادر وكالة ( الملف برس ) أن الدوري عاد عن قراره بطرد 150 عضو ممن شارك في اجتماع القيادة الجديد واصدرقرارا لاحقا بتجميد 50 من هؤلاء من بينهم الصف القيادي الاول وبعض الاعضاء الاخرين وهذا يعني انهم حسب قرار الدوري بقوا تنظيميا داخل صفوف الحزب الذي يقوده الدوري وكالة الى ان تجتمع القيادة القطرية التي باستثناء الاعضاء الذين اشتركوا مع الدوري في اغلبهم ، فان الباقين هم قيد السجن ، ويقال ان المكلف من صدام في المفاوضات التي اجريت باسم الحزب من السجن كان لطيف نصيف جاسم بتفويض من صدام وان لطيف عقد العشرات من الاجتماعات مع الاميركيين ولكنها لم تفضي الى نتيجة لانه كان متشددا ولم يقدم أي مرونة في موقف حزب البعث في جميع القضايا.
وبحسب صحيفة اللوس انجلس تايمز تعتقد المصادر الاميركية المعنية ان الانقسامات في صفوف حزب البعث يمثل تطورا ايجابيا وان الانشقاق يعكس اعترافا من قبل البعثيين بأن الحكومة العراقية الحالية لن تتصالح ابدا مع تيار يقوده "عزت ابراهيم" بسبب ارتباطاته الوثيقة بصدام، وهذا ما أكده مستشار وزارة الدفاع الأميركية الذي أطلعه ضباط المخابرات الأميركية على تفاصيل كثيرة خلال زيارة أخيرة الى بغداد.
وقال المستشار: إن ادراك حزب البعث ان الحكومة العراقية بسيطرة الشيعة سوف لا تتعامل مع الصداميين السابقين الذين تلطخت اياديهم بدماء الشيعة. لكن المسؤول العسكري الأميركي عبر عن رأي ضباط المخابرات الأميركية والبنتاغون الذين مازالوا متشككين بيونس الأحمد. هؤلاء المسؤولون قلقون من أن قيادي البعث التابعين لمجموعة "الأحمد" يمكن أن يكونوا متآمرين مع حزب البعث لاستعادة السلطة.
وقال مسؤول أميركي مشيراً الى الانقلابات التي نفذت سابقاً من قبل البعثيين العراقيين: إن الشيعة يخشون كثيرا من سيطرة البعث. وأضاف: إنهم لا يريدون حزب البعث قريباً منهم بأي شكل من الأشكال لإنهم رأوا منه ما رأوا خلال 1963، و1968، و1979.
ويقود عزت ابراهيم كما يعتقد مسؤولون اميركان الجناح السياسي لحركة البعث فيما يبدو أنّ دور "يونس الاحمد" أقل وضوحاً. ويعتقد مسؤولين أميركان آخرون أنه يقود الجناح العسكري في الحزب. وانه كان لاعباُ نشطاً في قيادة التمرد السني، لكن بعض المسؤولين العراقيين وناطقين باسم التمرد يعارضون هذا الرأي. على الرغم من أن كثيرين منهم يبقون حذرين من "يونس الأحمد".
وبحدود شهر شباط 2004 وضع القادة الاميركيون "يونس الأحمد" في مقدمة قائمة المطلوبين الـ 32 من زعماء المتمردين. وعرضوا مليون دولار لمن يأسره ووصفوه بأنه منظم رئيس لخلايا حرب العصابات في العراق. وبعد سنة تحركت وزارة المالية الأميركية لمنع ممتلكاته وسمّت الأحمد "قائدا عملياتيا وماليا" لحزب البعث ودُعمت تلك العملية من قبل منظمات دولية بضمنها الاتحاد الاوربي. وتقول وزارة المالية في بيان صدر في ذلك الوقت: "انه ذو دور فعال في توجيه المساعد المالية التنسيق بين هجمات المتمردين في جميع انحاء العراق"
والمسؤولون العراقيون -حسب الصحيفة- قلقون ايضا من روابط "يونس الأحمد" بسوريا (يقيم فيها منذ سنوات) ويعتقد العراقيون انه يعمل هناك بموافقة ضمنية من الحكومة السورية التي تمارس أيضا نفوذها على نشاطاته. وقال مسؤول حكومي عراقي إن "عزة ابراهيم" كان اقل اعتماداً على سوريا من يونس الأحمد لإن أموال الحزب وممتلكاته تحت سيطرته بينما يفتقر "يونس الأحمد" الى قاعدة استقلال مالية. وأخبر وسطاء لمسؤولين العراقيين بأنهم يجب أن يلبوا بعض المطالب السورية قبل أنْ يبدأوا المحادثات مع مجموعة "يونس الأحمد".
ويؤكد المسؤول الحكومي العراقي أن السوريين يريدون "العائدات" أي "المكاسب" من وراء وساطتهم ، وفي المقدمة من هذه العائدات تغيير السياسة الأميركية المتشددة ازاء سوريا، ويطالبون بتنازلات من وزارة الخارجية العراقية (لم تحدد نوعيتها) وقال إنهم يريدون أيضا تنازلات اخرى نحن لا نستطيع اعطاءها.
وتقول صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن الروابط مع سوريا جعلت من "يونس الأحمد" مشكوكاُ به في عيون المتمردين السنة الذين ينقادون جزئيا بالمشاعر القومية ولذلك فهم يشككون في نفوذ دمشق. ونقلت الصحيفة عن "ابو مروان" الناطق باسم القادة العسكريين العراقيين للقوات المسلحة السابقة إنّ الموالين السابقين لصدام حسين يتجنبون العلاقة مع مجموعة "يونس الاحمد". وأكد "ابو مروان" إن جناح محمد يونس الاحمد ربما يكون متورطاً في لعبة سياسية في العراق، لكن الشيء المهم أنه لا يقود مجموعة كبيرة من عناصر حزب البعث، فمعظم أعضاء حزب البعث يناصرون عزت ابراهيم.
ولوحظ مؤخراً -حسب الصحيفة- أن أنصار عزت ابراهيم يستخدمون مواقع الانترنيت للتعبير عن ولائهم له ونقدهم ليونس الاحمد. وأحد هذه المواقع لاحظ ان الأحمد حاول الاستيلاء على سلطة الحزب في وقت اعدام صدام حسين وبدء جهود المالكي لعرض مراجعة لقوانين اجثتاث البعث، وهي محاولة يبدو انها تسعى الى ربط حركة يونس الاحمد بالحكومة الشيعية. Opinions