Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

حوار تسوية ... ليس تسلية .. ! !

إذا كان البعض ينظر في نهاية كل التقاء ،وصـفة سحرية، تقـدم له العـلاج المؤكـد، لتحقيـق أفضل نتائج ،ممكنة في أي حــوار.
ربما يكون هـناك خـطأ مــا، نأمـل ألا نقـع فيه ، حيث أننا نعتـبر كل جــزء في مرحــلة الحوار ،لا يمكن الاستـغناء عــنه .
ينــبغي علــينا أن نجعل من تـلك النتائج السـابقة بالغة التعـميم ويمكن توظيـفها فقط، لحـلول استرشادية .
لذا: يمكن القول أن الوصـفة السحرية ليست مـطلقة أو مضمونة بشكل كامـل قد ثــبتت على مــر العصور أن الوصـفة في عــالم السياسة، أمـر غـير وارد ولا مستحـب في الوقـت نفـسه .
وإنما هي بمثابة الخـطوط العريضــة الاسترشادية ، التي تجــعل أطــراف الحــوار ،أشـمل وأكــثر نجــاحاً. أن الأبعاد الأسـاسية التي ترتكز عليها هـذه المرحلة، أو قد نسميها الظاهــرة ( الحوار ) أنها شـديدة التعـقد، ومتعـددة الأبعاد، وأن التحليل النسبي لأبعاد ومكونات عنصر القـوة، لا تعد هي المفتاح الحقــيقي، لبــلوغها الأهــداف و الغايات ، وليس المفــتاح السحـري .
إن فهمنا تلك الأمور، وتوصيف المهمة، والدور، يجعلنا أكـثر عمقاً، وشمولاً، لهذه الظاهـرة التي من شأنها تحقيق أفضل النتائج الممكنة .
لذا: فإن فهمنا الادراكي لأهـمية المهمة و الدور يجعلنا نمعـن النظـر، ونتريث قبل البدء والشروع ،لأي عملية حــوارية .
فإن ميــزة الاحترافية للمحاور أو المفاوض توصله إلى تحقيق مصالح جماعة ،أو بلاد، بشكل أفضل , والناي بها عن تلك الأخـطار و الكوارث التي قد توصلهما إلى ما لا يحمد عقباه.
فلابد من الإشارة هــنا إلي امرأ هما وضروري يتعلق بنجاح التسويات والمفاوضات وهي تلك المصفوفة
من شـروط ،و خصائص ،وسمات المحاور المحترف، والمتمثلة بالقدرة على التحليل الدقيق للمشكلة، محل الحـوار، والتحديد الدقيق وتفصيلي للأهــداف . وصـياغـتها باعـتبار كافة أبعاد الموقـف الداخــلي ،واستطلاع آراء كـافة اللاعبــين الوطنيــين الآخــرين ، وأن يتحــلى العـضـو المحـاور بالصـبر والتحمل والـقـدرة على التواصـل في إطــار الفـــريـق أو المجموعة و الطـرف الآخـــر.
أن أهـمية التركيز الانـتباه والـفهم الدقــيق لنوعــية المهمة و أهــدافها ومـناورات الأطــراف الأخــرى، وكــذا أن إدراك العــمق الشــامل للـتواصــل إلى أشـــكال السلوك الحـــواري لـطــرف أو الأطــراف الأخـــرى .
و استلهام التـــجارب الـــتاريخـــية .
ومن النصائح التي ينـــبغي الأخــذ بها تجــنب الأحــكام المطــلقة والرؤية الضــيقة ،الغــير شــاملة للأمــور والبــعد عن التعــمـيم وجــعل الموضوعــية هي أبـرز سـمات هـذه الـظاهـــرة.
وفي حــالة التوصــل إلى صــيغه ومـبادئ عــامة للاتـفاق بــين شــركاء الـيوم ،وخصــوم الأمـس، يعــد أمــر ضـروري في أغــلب الأحــيان ،قــبل تــتويج الاتـفاق الـنهائـي على التفاصــيل . أن فـي هــذه الـمرحــلة يسـودها اللـجوء إلى الغــموض استــبعاد البعـض لبــنود أتــفاق أكــثر من مــزايا عــدم الاتــفاق .
ويمكن القــول أن المحاور ( المفاوض) الجــيد و المــاهـر الــذكي هــو الـذي يفسح المجـال للـطرف الآخــر للحـديث ،ولـيس الـذي يقـضي على فـرص الحــديث والحـوار مـعه مســتقبلاً . وهــذا الأمــر يـعـد صــعباً في مثل هــذه الأيام في ظــل ثقـافة الأقـصى والاجتثاث للأخــر .
أن الإبقاء على خطوط اتصال، ولو ضعيـفة ، أفضل بكثير من قــطع كل الخــيوط ، تعـقد العـلاقة المستقبلية بـين الطرفين أن عـالم السياسة و الإدارة والتـفاوض يمنح الفرص لمن يعـد ملفاته وأوراقه بشكل دقـيـق وصحيح ويحــدد أهدافه بوضوح ويصنفها ويرتبها وفـــقاً لأولوياته . و من ثم ينـتقي أدواته بعناية فائـقة بما يتناسب مع أهـدافه .
فـليس هـناك أسلوب نظـري، وأخـر عملي، وليس هناك أسلوب عـلمي، وأخـر غـيـر عـلمي، إنما هـنا طـريق واحد فقـط للنجاح ،في أي حــوار، هـو طريق واضـح لمن لديه الرغبة، والقناعة التامة، والإرادة الكامــلة للســير فيه.
لابد من النظر إلى هــذه الظاهــرة على أنها أخـر أساليب التسوية، وليست فصلاً من فصــول مسرحية هزلية عبثية الغـرض منها التسلية وتضيع الوقت ... ! !

كاتب وباحث
Opinions