حينمـا تتطاول الحصى على الجبال
اثارت تصريحات احد حصاة السعودية على امام الشيعة السيد علي الحسيني السيستاني الكثير من الغضب على كافة المستويات , حيث استقبلت معظم الأوساط في السعودية نفسها وبقية الدول آراء العريفي بالإستياء معتبرة إياها تشدداً غير مقبول لا يخدم الأجواء الإيجابية التي خلقتها آراء معتدلة سعت للتقريب بين السنة و الشيعة في الاونة الاخيرة .فقد قال الشيخ العبيكان المستشار في الديوان الملكي " إن ما قاله العريفي لا يمثل رأي الحكومة السعودية " كونها تسعى مؤخرا الى نبذ الطائفية بين المسلمين كما يقولون !!! , من جهته قال الشيخ المحفوظ " أعتقد أن ما تفوه به العريفي مسيء ويجب استنكاره داخل وخارج السعودية " , وغيرهم الكثير ممن يمثلون الحكومة وغير الحكومة والكثير من النقاد والمثقفين من داخل السعودية وخارجها قد رفضوا تصريحات هذا النكـرة التـي تطـاول فيهـا على اكبـر اعمـدة الشيعة في العالم الاسلامي , بحيـث اتهموه بمحاولة شق الصف الاسلامي في هذا الوقـت الحسـاس الذي نحـن بامس الحاجـة لـه .
ومن الجدير ذكره ان هكذا تصريحات تتناول المذهب الشيعي واتباعه وعلماءه قد تصاعدت في الآونة الاخيرة حيث سبق هذا التصريح تخرصات من الكلباني والذي عوقب بطرده من امامة الحرم الملكي كون الاخير اشرف من ان يدنسه هكذا اشخاص كالكلباني والعريفي وغيره , نقول لماذا تتردد مثل هكذا تصريحات ولا يوجد من يردعها او يواجهها ولا يوجد نطاق خاص بتصريحات خطب الجمعة في السعودية ولا يوجد حدود للتجاوزات التي يتلفظها خطباء الجمعة هناك ( هذا لا يعني ان يتجاوزوا على حكومتهم ان ذلك يعني نفيهم عن وجه الحياة كلها ) , اي لا يوجد ضوابط اخلاقية ولا سياسية ولا اجتماعية يمكن ان تسيطر على هكذا خطب وتصريحات وتقوم بدور الرقيب عليها , اضافة الى اننا لا نعرف ما هو دور الخطيب في السعودية فمن المفترض ان يركز كلامه على علاج المشاكل والقضايا التي تهم سامعيه بشكل عام وان يقوم بتصحيح القضايا الخاطئة , ومخاطبة الناس باختلاف مستوى فكرهم , بالاضافة الى ان الاجدر بهم ان يرفعوا عنهم هذا الفكر الذي يحلل قتل المسلمين بغير وجه حق عن عقول سامعيهم .
بصراحة لا اعرف ماذا انعت العريفي او اصفه , فالكل يعرف جيدا دور السيستاني في حقن دماء العراقيين وخصوصا بعد سقوط الطاغية صدام , فماذا نقول على شخص يتجاوز على شخصية مثل الامام السيستاني , فالرد على مثل هكذا اشخاص يعد تكبير لهم ولتصريحاتهم , الا ان دورنا يكمن في التركيز على الممارسات التي يمكن لنا توجيهها ضد كل الخطب الطائفية التي تصدر من بعض خطباء السعودية وليس على العريفي فقط مما يدفع الى ادخال ريبة داخل من يريد ان يدنس المذهب الشيعي او علماءه او معتنقيه , ففي بريطانيا يعتزم بعض اتباع المذهب الشيعي الحائزين على جنسيات بريطانية القيام ببرفع دعاوى قضائية بحق العريفي وبالتالي سيعملون على مقاضاته امام المحاكم البريطانية وفقا للقانون الصادر في عام 2006 والذي يعتبر كل تصريح يؤجج الكراهية جريمة يحاسب عليها القانون البريطاني .
بالاضافة الى ان جمعية حقوق الانسان في السعودية نفسها شعرت بقلق شديد من جراء هذه التصريحات لان مثلها يعد تهجم على الملايين من محبي ومقلدي الامام السيستاني ومن ضمنهم شيعة السعودية الذين تشكل نسبتهم 17% من عدد السكان .
اما بالنسبة للرد الحكومي فلم يصدر اي شي من الحكومات العربية بهذا الخصوص وكعادتهم وكانما شيعة العراق فقط هم من يقلدون السيستاني ولا يوجد مقلدين له في الخليج العربي وغيرها من الدول العربي , اما الحكومة العراقية فقد استنكرت هذا التهجم بشدة وعلى مختلف المستويات من رئيس الوزراء الى اعضاء البرلمان , حيث وجه رئيس الوزراء نوري المالكي انتقادات حادة للمؤسسة الدينية السعودية اثر هذا التهجم واصفها بانها تحمل فكرا تكفيريا حاقدا عدائيا , بالاضافة الى أن الشيخ همام حمودي طلب من السفير العراقي لدى الرياض إبلاغ الحكومة السعودية استنكار مجلس النواب لتصريحات العريفي , وغيرها من تصريحات الكثير لاعضـاء البرلمان والذين رفضوا هذا التهجم .
نحن متأكدين ان هذه التصريحات لن تكون الاخيرة .. وانهم سيبقون على نفس هذا النهج العدائي لال بيت رسول الله وذريته واتباعه .
محمد حبيب غالي
Mohammed.media@yahoo.com