دعوة لحوار الاديان العراقية
كما هو معلوم ان العراق يمر بمرحلة حرجة من تاريخه، واليوم هو بحاجة الى وقفة "صفنة" من ولكل انسان وشخص ومجموعة ومذهب وطائفة من مختلف الاديان الذين يحبون خير الاخر مثلما لانفسهم ومذهبهم وطائفتهم ودينهم، هذه الصفنة هي لاجل بناء عراق جديد! وهذا لا يتم كما ثبتت الاحداث لا بالشيعة لوحدهم ولا بالسنة لوحدهم ولا بباق المكونات الاخرى حتى وان تحالفت مع هذا الطرف او ذاك، ولكن المصيبة الاعظم هو ان الشيعة منقسمون على انفسهم كواقع معاش ودليلنا الملموس هو تعدد قوائمهم المنافسة في الانتخابات وكذلك لمسنا ورأينا وسمعنا طريقة التنافس الغير حضارية ان كان بين الشيعة انفسهم او بين السنة والشيعةاما بخصوص الاديان الاخرى "سكان ما بين النهرين الاصلاء" فالحقوق مسلوبة بداية من دمقرطة الدستور من جانب ومن جانب آخر تشرعنه بدين واحد مروراً بالغاء المادة 50 الى نقض قانون الانتخابات من قبل نائب الرئيس الاستاذ طارق الهامشي وخاصة الفقرة الخاصة بالمهاجرين وتمثيل المسيحيين وممثلي الاديان الاخرى، اضافة الى انقسام المسيحيين انفسهم الى مجموعات واحزاب واختلافات في الفكر والرؤية والتطبيق، وخير مثال خروج ثلاثة احزاب من خيمة المجلس الشعبي! مما ادى الى خلق فراغ واسع يمكن ان يَسده من له خبرة في السياسة اكثر من 30 سنة وما فوق
اذن نحن امام صورة ضبابية في العلاقات التي تسود الفرقاء في الحكم ان كانوا ضمن المذهب او الطائفة الواحدة او مع الاخوة والاشقاء العراقيين، وانجلاء هذا الضباب ليس بيد الخارج كما يتوهم البعض ولو بنسبة! ولكن جميع الاشكالات والمغصات وصنع المناخات هي من تحت ايدينا نحن، لنأخذ مثلاً قانون الانتخابات :ان كانت القائمة مفتوحة مع مراعاة نسبة تمثيل المرأة يكون نصف لا بل ثلاثة ارباع البرلمانيين خارج البرلمان حتماً، اما ان كانت مغلقة فيكون العكس تماماً اي يخرج ربع البرلمانيين فقط ويبقى الثلاثة ارباع حصة المحاصصة الطائفية والمذهبية، هنا يكمن الفرق بين وضع الرجل او الانسان المناسب في المكان المناسب من خلال ما يحصل من الاصوات، او وضع صاحب مقهى وزير الصحة مثلاً "مع احترامنا لجميع الوزراء، او عضو برلمان، والمشكلة انه لم يفز بعدد الاصوات التي تؤهله ليكون عضو برلمان مثل زميله في القائمة "ب" الذي فاز بعدد الاصوات اكبر او اكثر منه ولكنه لم يفز!!! وهذا هو قانوننا الانتخابي الاعرج
كان هذا مثال واحد فقط والامثلة الاخرى تحتاج الى ملفات كاملة وهنا نصل الى زبدة الكلام حول : ما العمل؟
باعتقادنا ان اليوم اكثر من اي وقت مضى العراق بحاجة الى مؤتمر لحوار الاديان العراقية من اجل:
1- اعادة زرع الثقة بين الشيعة والسنة وتفرعاتهما
2- نبذ العنف والاقتتال بكل اشكاله
3- الحفاظ على كرامة الانسان العراقي
4- التعاون من اجل امن العراق داخليا وخارجياً
5- التأكيد على ان الدين لله والوطن للجميع
6- اعادة المهجرين قسرا الى ديارهم وارجاع املاكهم وحمايتهم واجب
7- العدالة والمساواة لجميع العراقيين
8- احترام دور العبادة ورجال الدين من جميع الاديان
9- اعطاء المراة دورها الكامل في المجتمع
10- وضع حد للانقسمات والتكتلات والميليشيات من خلال "وثيقة شرف"
ان هيئتنا "هيئة الدفاع عن سكان ما بين النهرين الاصليين" ومن خلال التزامها الاخلاقي نحو شعبها تدعوكم يا قادة ويا رجال الدين من الشيعة والسنة والمسيحيين وباق الديانات الاخرى ان تجلسوا تحت خيمة "مسؤولية الاخلاق" وباخلاق مسؤولة لملأ الفراغ الكبير الموجود اليوم بيننا كعراقيين قبل ان نكون مسلمين ومسيحيين ويزيديين ويهود وصابئة، هذا الفراغ نتغلب عليه بمؤتمركم الموعود كضرورة تاريخية ونداء خَيٍر من هيئتكم العتيدة، ويكون تحت شعار
(مسؤوليتنا الاخلاقية تجاه شعبنا العراقي)
لنفتش عن المشترك بما هو خير وحق وامان لشعبنا، لنلتفت الى الفقير ولا نسأله عن دينه وطائفته ومذهبه، لنرى ارملة السني كأنها أرملة الشيعي والمسيحي، لا داع ان نسألها ما هو دينك؟ بل نقول: انت عراقية وكفى! اذن لتكون "وثيقة عهد" يا عراقي، كفى ان الرب لا يرضى بسفك دم الابرياء، وصرخة الشهداء وصلت الى عنان السماء يقولون بصوت واحد: ما الذنب الذي اقترفناه؟ انهيتم حياتنا ويَتًمتم اطفالنا وتركنا عوائلنا واطفالنا في الشوارع وللبيع! لماذا؟ الم تشبع المحاصصة الطائفية والمذهبية من دم الفقراء؟ لنستيقظ على صوت ضميرنا ووجداننا وقيمنا واخلاقنا يا رجال الدين الشيعة والسنة والمسيحيين وباق الديانات في بلاد ما بين النهرين، اجلسوا وتحاوروا وتبنوا هذه الوثيقة وهيئتكم تكون في خدمة العراق والعراقيين وحقوق سكانها الاصليين من اولى اهدافها
ننتظر مبادرتكم ايها الغيارى
shabasamir@yahoo.com