Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

دعوة مخلصة لإحلال السلام في العراق

يعقد هذه الأيام في بغداد مؤتمر المصالحة الذي دعى اليه السيد رئيس الوزراء منذ عدة اشهر والذي تعرض الى انتقادات عديدة في حينها لكنه اجتاز المخاض الذي سببه قيام بعض المتنفذين في السلطة بوضع عراقيل وشروط تعجيزية ادت الى بروز رافضين لفكرة المصالحة جملة وتفصيلاً .

ان الإعلان عن المصالحة كان يجب ان يتحقق منذ اليوم الأول لسقوط نظام صدام وليس بعد ان أُججت نار الطائفية لتشرد ولتحصد الألاف من الأبرياء , لقد جاء ألإيعاز للمالكي بضرورة الدعوة للمصالحة متأخرا بعض الشئ حيث الفلتان الأمني والفساد وسيطرة الميليشيات على كل مؤسسات الدولة قد افقد الحكومة سيطرتها على الوضع فانتشرت الفوضى وتنامت قوى المقاومة والإرهاب على السواء فاصبح الحال يشكل خطرا يهدد السلطة وقوات التحالف ايضا .

والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي توقعات المالكي وحكومته لردود فعل العراقيين مسلمين ومسيحيين وغيرهم من هذه الدعوة المتأخرة , فبعد تدمير بلدهم وقيام مجموعات مسلحة من ميليشيات تابعة لكتل حاكمة اليوم في العراق بقتل ابناءهم وتشريد اهلهم وسرقة ممتلكاتهم تتقدم هي نفسها لتدعوا العراقيين للمصالحة !

الم يكن من الأفضل على رئاسة الحكومة اولا الإعتراف والإعتذار لأهالي الأبرياء المغدورين من ابناء العراق عن ما اصابهم من مآسي واحزان على يد الميليشيات المتعددة المناشئ كطريق وكموقف حضاري ونزيه يعبر عن حسن النية لإعادة الثقة التي فقدها العراقيون بحكوماتهم منذ تأسيس الجمهورية العراقية عام 1958 حتى هذا اليوم الأسود والذي ابتلى فيه العراقيون بحكومة تدعي الإيمان والمعرفة والشفافية لكنها في حقيقتها غير ذلك تماما , حكومة عينتها اميركا لتتناوب على المناصب السلطوية متسترة تحت غطاء كذبة الإنتخابات الغير نزيهة حيث يغرد اعضاءها يوميا انهم { منتخبون من قبل الشعب } وانهم جاءوا لحماية العراقيين وزرع المحبة بين ابناءهم وانهم يملكون عقولا اصحاء قادرة على لم شمل العراقيين والسير بهم نحو التقدم واللحاق بركب المدنية المتطور , في حين ان الحقيقة هي ان الشعب الذي انتخبهم لم يرى منهم اي عمل او بناء ساهم في انعاشهم وحافظ على امنهم وعرضهم , بل ما اتعبهم في عهدهم هو دفن موتاهم والبحث عن لقمة العيش في المزابل !, ان ما حصل عليه العراقيون من برامج هذه الحكومة هو فقدان الأمن وانتشار الفساد والطائفية والتهجير والجريمة والحقد وإقصاء الرأي الآخر والإنفراد بالسلطة كواقع شرعي مسلم به , فعم الفساد والخراب في عهدهم .

ولكي لا ندور في حلقة مفرغة وجدل بيزنطي في اهمية وجدوى عقد المؤتمرات لتحقيق هدف إحلال الأمن في العراق بدءً من مؤتمر شرم الشيخ وانتهاء بمؤتمر مكة وصولا لمؤتمر المصالحة اليوم , فانني اقول ان النقاط الأساسية والجوهرية التي سببت الخلاف واوصلت الأمور الى ما آلت اليه الأن بعد سقوط نظام صدام هي ..

اولا ... الدستور

ثانيا... الإنتخابات

ثالثا... المحاصصة الطائفية في تشكيل الحكومة ومؤسساتها

وهنا اخاطب من يعنيه الأمر ....{ إن كانوا صادقين في تحقيق مصالحة وطنية حقيقية وليس بيع كلام كما يقولون } .. فان كانوا جادين في سعيهم هذا , { وبالرغم من معرفتي المسبقة ان ذلك لن يتحقق ما لم تباركه وتوافق عليه اميركا باعتبارها حررت العراق والغت كل مؤسساته المدنية والعسكرية كخطوة لتأسيس دولة بحكومة عراقية جديد ينعم شعبها بالديمقراطية والرفاه }

ولأجل تحقيق مصالحة حقيقية وصادقة بعيدة عن التكتلات الطائفية والمذهبية والعرقية فانني ارى ان حل المسألة العراقية والوصول بالشعب والوطن وبصدق الى شاطئ الأمان يتم وفق الخطوات الأتية ....

اولا .... حل الحكومة

ثانيا .... حل مجلس النواب

ثالثا .... ايقاف العمل بالدستور

رابعا .... دعوة كل الأحزاب والشخصيات الوطنية والقومية والدينية الممثلة لمختلف شرائح الشعب للمشاركة في السلطة دون اقصاء , واعادة الإنتخابات تحت اشراف عربي ودولي لينبثق منها برلمان ديمقراطي باعضاء اكفاء صادقين مخلصين يعدون دستورا وطنيا يحمي حقوق جميع العراقيين وصولا لتشكيل حكومة وطنية عراقية شرعية خالصة يساهم فيها كل العراقيين لبناء جيشهم ووطنهم المستقل دون محاصصة طائفية ولا اجتثاث لأي مكون حزبي او فكري او عقائدي .

بهذه الخطوات كما اعتقدها نهيأ لقيام دولة حضارية متقدمة تحترم حقوق الإنسان وتساهم مع المجموعة الدولية في احلال الأمن والسلام في العالم ,ومؤمنة بالديمقراطية كطريق لحماية حرية الشعوب في الإنتماء السياسي والديني ... وكما اعتقد ايضا ان اي حلول للمسألة العراقية خارج هذه الخطوات فانها لا تعبر عن حسن النية , كما انها لا تمثل الطريق الصحيح لحماية ورعاية شعب العراق ليتمكن من بناء دولته المستقلة والمستقرة .


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل Opinions