دماء ودموع تحت أشواك أكليل عَلَم العراق
قال الثوار المناضلون يومها .... نموت ويحيا الوطن( العلم), بينما أنشد الأطفال الأبرياء ..عش هكذا في علوٍّ أيها العلم ..........إننّا بك بعد الله نعتصم,نعم مهمة إعلاء شأن الأوطان و حماية ساريات أعلامه تبقى ملقاة على عاتق و أعناق مناضليها , وفي ذممهم تكون ضمانة مستقبل أطفال وأجيال تلك الأوطان . لكن تعالوا معي لنرى كم سيكون لنا في بيانات مناضلينا من حظوظ ليرفرف علم الوطن عاليا؟في 14_ 6 _ 2004 كان قد صرّح السيد مسعود البرزاني ضمن مقابلة له مع أيلي كوزي في قناة العربية وهذا مقتطف مما قاله (( الاتفاق على عَلَم جديد يُعبّر عن العراق, يُعبّر عن حقيقة مكونات الشعب العراقي, عن حقيقة كون العراق شراكة بين العرب والكرد)).
في الحادي والثلاثين من أب 2006 :
قرر السيّدمسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان انزال العلم العراقي الحالي من على الابنية الرسمية في المدن الاساسية الثلاث الواقعة في اقليم كردستان وهي السليمانية واربيل ودهوك واستبداله بالعلم العراقي الذي اعتمد بعد ثورة 14 تموز/يوليو 1958 على ان يرفع الى جانب علم الاقليم. مضيفا "ان قرار رفع علم 14 من تموز بدلا من العلم العراقي الحالي في اقليم كوردستان جاء بالتشاور مع كل من رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي . واوضح ان «البرلمان الكردي قرر ان يبقى الان ضمن اطار الفيدرالية وفي اي دقيقة يرى البرلمان الكردي والشعب الكردي بان مصلحته مع اعلان الاستقلال فاننا سنعلن ذلك من دون ان نخاف من احد». ووصف بارزاني العلم العراقي الحالي بأنه «علم البعث والانفال والقصف الكيماوي والمقابر الجماعية وتجفيف الاهوار وتدمير العراق بأكمله»..
بينما على الفور:
أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن علم العراق الحالي هو "العلم الوحيد" الذي يجب أن يرفع في "كل شبر" في العراق بما يعني ضمنًا إقليم كردستان، وذلك ردًّا على قرار رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني إنزاله من كل الدوائر الرسمية في الإقليم.
أمّا سفير الإحتلال في بغداد المستر زلماي خليل زاده فقد أعلن عدم تأييد الولايات المتحدة للقرار الذي إتخذه السيد البرزاني بخصوص إنزال العلم.
و,,,,,,قال رئيس جبهة الحوار الوطني وعضو مجلس النواب العراقي صالح المطلك "ان قرارانزال العلم العراقي من على الدوائر الحكومية في إقليم كردستان يعد قضية خطيرة جدا لا يمكن السكوت عليها لأنها مسألة تمس السيادة الوطنية".وأضاف المطلق في مؤتمر صحفي مع عدد من زعماء العشائر " اننا لن نسمح بأي مساومة على علم العراق لأنه يمثل شرف الوطن والشعب، وعلى العشائر العراقية ان تتخذ موقفا حازما من هذه القضية لأن العلم هو بمثابة العقال الذي يرتديه رجالها".
ثمّ,,,,,,قال علي الدباغ الناطق الرسمي بأسم الحكومة في مؤتمر صحفي الذي عقده يوم 2/9/2006 في بغداد: ان الحكومة العراقية تلتزم باليات الدستور وما يفرضه من اجراءات في موضوع العلم العراقي موضحا نحن نتفهم الاسى والحزن الذي سببته القوات التي كانت تسير تحت هذا العلم في زمن النظام البائد وما احدثته من تدمير وخراب في اقليم كوردستان ومناطق اخرى من العراق وبالتاكيد الكثير من الجرائم انتهكت تحت هذه الراية واضاف ان الحاجة تدعو الى علم يقطع الشعور بالاسى والحزن وهذه مسؤولية مجلس النواب بان يقر قانونا للنشيد الوطني والعلم العراقي.
وبعدئذ ........طالب اياد علاوي رئيس القائمة العراقية الوطنية :"مجلس النواب والحكومة العراقية بالعمل بسرعة لمتابعة انجاز مشروع العلم العراقي والنشيد الوطني الجديدين باسرع وقت لايقاف التناحر السياسي على الساحة العراقية .
أما العشائر المؤتمره والمنضويه في مشروع المصالحة الوطنيه, فهي لم تكتفي فقط بفكرةفرض العلم على كل شبر من ارض العراق , لكنها طالبت حتى بتأجيل التداول بموضوع الفيدرالية لمدة خمس سنوات,,,وزادت من مطالبها في مقترح كتابة دستور جديد , وتشكيل حكومة وطنيه شبه عسكريه يدعمها جيش قوي , وإلغاء قانون إجتثاث البعث , اي بالعربي الفصيح إلغاء كل ما وضعته وأقرته الحكومات ما بعد نيسان 2003 !!!!!
.. (الرئيس) البارزاني يأمر بإنزاله, و(الرئيس) المالكي يأمر برفعه . و(الرئيس)الطالباني يبررّ إنزاله والمطلك النائب البرلماني يهدد بإبقائه بالقوة , بينما علي الدبّاغ (الناطق الرسمي لرئيس الحكومة) يواسينا قليلا ويحمّل مجلس النواب مسؤولية ما يحصل,وكاميران قرداغي(الناطق الرسمي لرئيس الجمهوريه) يدافع عن قرار البرزاني , واياد علاوي يطالب الإسراع لإنجاز مشروع العلم والنشيد الوطني,,والعشائر تطالب بنسف كل ما تم إقراره على مدى الثلاث سنوات ونصف المنصرمة .,سبحان الله, من منكم يرى في كلام وتصريحات هؤلاء الإخوة ما يثبت بأنهم من جغرافية وطن واحد؟ هل يبدو عليهم( البرلمانيون والمسؤولون السياسيون) أنهم فعلا رؤساء و أعضاء حكومة وحدة وطنيه منتخبة كما أسموها بعيد طول مخاض تعيينها ؟ هل هؤلاء فعلا يعملون من أجل وطن يريدوه واحدا موحدا للجميع ؟وهل فعلا هؤلاء محسوبون من الضحايا التي إكتوت أجسادهم بنار الديكتاتوريه ؟أم ستسمحوا لي بالقول بأنهم كانوا حتما جزءا من تلك الطاحونه التي أطربت مسامعهم و لبّت مطالبهم حين كان العراقي يحترق في أتون صدام؟
لننظر إلى تصريحات هؤلاء الساسه بعين مفتوحة كي لا يساوم أحدنا مزايدا على الأخر , ولا بأس لونبدي بسبب حبّنا للعراق شيئا من الإحترام لهم على أمل أن يأتي اليوم الذي سيهتدون فيه إلى بيت طاعة العراق , لأننا كلّنا يعلم بأن مأسي شعبنا وعذاباته الطويله هي التي دفعت بنا عندما جازفنا باحثين عن قشة للنجاة لننتخبهم ممثلين لنا ليقودوا العراق لكن إلى أين ؟؟؟؟ ترانا اليوم و بالرغم من كل ما أبدنياه لهم من تأييد صاغرين أمام حبنا للعراق , لا نمتلك اليوم سوى أن نعاود تكرار الندب على وطننا وعلى علمنا ونذرف الدموع حزنا على شعبنا المبتلي بهم ,نعم جلّهم سياسيون حين نسمعهم , ولا يحكون إلا بحقوق الإنسان ووحدة الأوطان , وحين يعلنوا عن مواقفهم يفعلونها كما يدّعون بأسم الوطنية والعدالة و من باب الحرص الوطني و حماية المواطن وحقوقه,لكننا نحن الذي يرى بأعيننا ما يدور ونحن الشعب الذي يسمع ونحن الذي سيشهد كيف كان الشعب العراقي يموت كل يوم لكنه اليوم يموت وهو في عهدتكم!!! , وكيف يلقي إرهابيوا وميليشيات أحزابكم اليوم بجثث أخوتنا وأهلنا في المجاري , نعم ستأتي الساعة التي سنشهد فيها كيف كانت تنطلق صفارات إنذاراتكم بحجج رفع العلم أو خفضه تارة و بحجج شريعة السماء تارة لتعلنوا نفير الإنقضاض على ما تبقى من أشلاءنا و أجسادنا الممزقه , على يد من وفي عهد من يحصل كل هذا ؟ يا ساستنا يا عظام ما فائدة العلم حين يكون أهله المعتصمون به بعد الله منشغلون يقتل بعضهم بعضا؟ من منكم أثبت أو سيثبت مصداقية في ما يدعّيه؟ أنبكي العلم الذي تدعون قدسيته ؟ أنصفق وراءكم من أجل كردستانيه كركوك و عروبة نينوى وشيعية البصره؟ أم نبكي الشعب العراق كلّه ومصيره المجهول ؟ ذاكرة الشعب لا تقبل الخطأ يا ساستنا,,,,,
الأستاذ مسعود البرزاني الذي إحتار الكثيرون في تحديد معالم نواياه حين يستخدم كلمة الوطن ومدى مصداقيه تصريحاته بسبب تقلبات طروحاته تبعا للظرف ومواسم أجوائه , إنه يطالب بعلم يرمز ويعبّر عن حقيقة مكونات الشعب العراقي , وهذا كلام في غاية الجمال ولا يحق لأي منّا معارضته , لكنه في نفس اللحظة يقول بأن العراق شراكة بين(( العرب والأكراد)) ولا أعلم لماذا لم يقل شراكة بين كل العراقيين دون تفضيل هذا على ذاك, أي أن مساحة القماش التي سيرسم عليها العلم المطلوب ستخضع هي الأخرى لمقاسات ومزاجات هكذا خطابات سبق لنا وأن حذرنا الجميع بعدم الإنجراف إليها , إذن كيف نجيزلأنفسنا تسمية نظام بالديمقراطي وعلما بالوطني المعبّر بينما صياغته تكون حكر لتقتصر شراكته او رمزيته بإقرار من الكتل البرلمانيه لأنها ((( الكبيره )) ؟؟وهي التي قد حازت من الأصوات بما سمح لها ظرف العراق الإستثنائي بحيث جعلها الأكثريه, سنبقى نحلم و ننتظر ما ستقدمه هذه الكبيرات من كبائر .
التركمان والكلدواشوريون واليزيديون والشبك والصابئه والأرمن هم الذين يمثلّون هوية العراق الحقيقية, وهل يجهل ساستنا هذه الحقيقة؟أم أنهم يجهلون كيف تمت محاربتهم بالعلن والسر ليس فقط في دورتي الإنتخابات المنصرمتين,لأن مسلسل تهميشهم سياسيا لا يزال على قدم وساق, ولو دققنا الإحصاءات الأخيره التي أكدّت بأن أكثر من نسبة ال 50% من بقايا هذه القوميات غادرت العراق بعد سقوط نظام صدام البائد , لعرفنا كم هو الخطر الذي يهدد أهل العراق الحقيقيين, ومن هو سبب كل هذا التهجير القسري ,وما يبعث إستغرابا أكثر هو التعسف الذي يمارسه البعض حين التشبث و الأتيان بنظريات قاصره بحكم إعتمادها في أحكامها على متغيرات توبوغرافية حديثة الوقوع علاوة على إستفادتها من أوضاع الوطن المرتبكة كي يصاغ منها جمل سياسيه يتمحور مردّها حول نفي وإلغاء الحقائق ثم تشويه تاريخ وطن وشعب بأكمله, وفي التالي نراهم يذرفون الدموع على وهج ألوان علم جديد .
كوني عراقي كلدواشوريسرياني, أمر أفتخر به ولازلت أضعه في مقدمة الأمور ,مثلي كمثل أي عراقي شريف شرب من فراتيه و أكل من تمره, وأتمنى اليوم وبكل محبة كما تمنيت بالأمس أن أعيش مع أهلي العراقيين في وطن تسوده الألفة ويحكم الجميع دستورا وطنيا وقضاء مستقلا لا يميز بين هذا وذاك لأشاركهم السراء والضرّاء , ومن يصيغ لنا دستورا وطنيا دائميا يحمي وحدة أرض وشعب هذا الوطن سيحظى بكل إحترامي ومحبتي ودعمي اللامتناهي له, لكن أن يحسبني تابعا قوميا او ذميّا دينيا ليستخدمني كورقه لمشروعه القومي أ والديني ومثبتا إياها زورا بحسب الدستور الذي يصيغه , فذلك ما أرفضه رفضا قاطعا , ولا أعتبر مثل هذا السلوك سوى حلقة من موروثات مدارس العنصريه والشوفينيه التي تدّمرأصحابها في الأول .