Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

دور إستراتيجية العلاقات الخارجية في نقابة الصحفيين العراقيين

أدركت أكثر الدول المتقدمة والتي لها استراتيجيات خارجية في كل دول العالم بان الجهد الدبلوماسي التقليدي قد لا يحقق الأهداف الكبرى والمصالح العليا للدولة ولابد من اختيار قنوات بديلة أو مكملة أطلقوا عليها الدبلوماسية الشعبية أو القوى الناعمة .. ونفذت مثل هذه السياسة الولايات المتحدة الأمريكية وحتى بعض البلدان الشيوعية المعروفة بقنواتها الرسمية الجامدة .



إن تأمل المشهد العراقي الراهن وما يحيط به من سوء فهم محلي وإقليمي وخارجي يكشف لنا بان العلاقات العراقية والمشروع السياسي مغلف بجبل من الجليد وهذا الجبل فشلت القنوات الرسمية السياسية والدبلوماسية من إذابته رغم سخونة الموقف وعظمة التحديات التي تمر بها البلاد وقد ضاعت مليارات الدولارات لتحسين صورة العراق عند محيطه العربي الشعبي والرسمي ولكن الآخرين مازالوا يشعرون بمخاوف متعاظمة من العراق والعراقيين ناجمة من ذكريات الماضي المرير وترسبات تاريخية ومذهبية غير حقيقية وهناك من ينفخ في الرماد ويشعل النيران ما بين العراق وعمقه العربي والإسلامي .



ولعل الحل يكمن في دعم قادة الرأي والمجتمع المدني من خلال إستراتيجية مدروسة تسهم بحرية الحركة للمنظمات العراقية وفي مقدمتها الصحفيين والفنانين والمحامين وكل النخب الأخرى للقيام بجولات تفاعلية للفئات المماثلة لها في البلدان العربية والإسلامية والعالم الآخر لإجراء حوارات مباشرة تسهم في مد جسور التفاهم ما بين الشعب العراقي وتلك الشعوب لتستطيع إن تخلق بيئة تحتية للتفاهم تساعد على إقناع الحكومات لتتقبل الأمر الواقع لإعادة العلاقات وتحسينها مع العراق .



إن هذا الأمر سينطلق من خلق صورة جيدة للعراق والعراقيين عند تلك الشعوب ومن خلال وسائل إعلامها ونخبها النقابية والمهنية وبهذا تستطيع هذه المنظمات إن تلعب دورا أكثرحظا من السفارات التقليدية التي ينحصر دورها في ادوار رسمية غير مؤثرة بل إن اغلب كوادرها سجناء في مبنى السفارة ولا يعرفون ما يجري حولهم .



إن هذه الإستراتيجية الشعبية تحتاج إلى ميزانية وقرارات من البرلمان واعتماد سياقات حضارية ومرنة لانطلاق هؤلاء السفراء الشعبيين إلى كل دول العالم بدلا من آلاف الوفود الحكومية التي تتجول في أسواق العالم للتبضع وللمجاملات وبالنتيجة مبالغ ضخمة ترصد للايفادات ونتائج غير مضمونة في العلاقات الدولية .



إن مكتب لجنة العلاقات الخارجية في نقابة الصحفيين العراقيين يدرك هذه الحقيقة وقد قام بجهود واجتهاد بالتحرك لمحيطه العربي والعالمي وحقق بإمكانياته المحدودة انجازات مهنية ووطنية مهمة ومعروفة ولها صداها الخارجي والتي تعجز عن تحقيقه سفارات وإرادات وكان انعقاد المؤتمر الدولي لقادة الإعلام شاهد من شواهد الانجازات الكبيرة لأنه عقد في وقت كانت البلاد تعيش أزمة سياسية وأمنية خانقة وكان تصور العالم اجمعه إن من الاستحالة انعقاد هكذا فعالية خطرة وكان نجاح المؤتمر هوالضوء الاخضر لجميع شعوب العالم بالمجيء إلى بغداد .



و في الختام لابد لنا إن نتصور دور العلاقات الخارجية المتسمة بالدبلوماسية الشعبية ومدى نجاحها لو تنفذ في إطار خطط وإمكانيات ومستلزمات مهنية فان النتائج ستكون هائلة لا تتوقعها العقول التنظيرية والخاملة .

firashamdani@yahoo.com

Opinions