دوني جورج ... سم مغلف بالعسل !!

قبل بضع سنوات ألتقت صحيفة (آشوريون) بالسيد (الدكتور!!) دوني جورج الذي أدلى لها بتصريحات (ما أنزل ألله بها من سلطان) ، وقتذاك قمت بالرد على السيد جورج من خلال موقعي عنكاوا وكالدايا دات نيت ، وقد أبلغني موقع عنكاوا بعدم نشر مقالتي ما لم أبدل عنوانها ؟!! ... ثم مالبث مسؤول تلك الصفحة أن رفع الموضوع من الموقع مع عدد آخر من موضوعاتي التي لم يكن هنالك من مسوغ لحذفها (إلا ما قد يعلمه علام الغيوب) ؟!!
الجدير بذكره هنا هو أن (الدكتور) قرر أن يلتزم بنهج الكتّاب الذين أخرستهم من قبل موضوعية ردودي وإلتزامي بالمعايير العلمية والأكاديمية ، ولأنه تيقن من خطل تصريحاته اللامسؤولة آنذك ، فأنه لم يجرؤ على الرد ، فقلت مع نفسي ربما كانت (غلطة شاطر) ولن يعود إلى إتيان مثلها .

لكن المفاجأة جاءت هذه المرة عبر (موقع بوابة نركال) حيث واصل السيد دوني جورج الذي (لم يحترم درجته العلمية) إلى طرح جملة من التصريحات الرثة والتصورات الشخصية الهزيلة التي لو قمنا بإستقراء وتحكيم الأكاديميين النزيهين بصددها لما وصفوها إلا بمفردتي : (سطحية وترهات) ، ذلك أنه لا يمكن لمن يحترم درجته العلمية ، لا بل أي دارس مبتديء للتاريخ العراقي القديم إلا أن يسخر من سذاجة ولا موضوعية طروحات صاحبها الذي لا يجيد على ما يبدو إلا إلقاء الكلام على عواهنه !!!
السؤال الذي يحضرني هنا هو : هل حقاً أن دوني جورج (الذي حاول أن يغلف السم بالعسل) لا يعرف تاريخ بلده الأم ؟ ... الحق أنه من المؤسف حقاً إن كان دوني جورج لا يعرف أساسيات تاريخ بلده ولا يعرف الفرق بين الإنتماء القومي والإنتماء الوطني وبين المذهب الكنسي (لأن تلك هيّ مصيبة) ، إما إن كان يعرف ويحرف (فإن المصيبة أعظم) !!

أنظر أيها القاريء الكريم ما خرجت علينا به قريحة السيد جورج على الرابط أدناه (وذلك بعد عام من التأمل ومراجعة النفس بحسب مقدمته لموضوعه المنشور على موقع نركال) والتي تذكرنا بالقول الذي يمكن صياغته على النحو : (تمخض الدكتور فولد فأراً)!!
http://www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=3011

الحق أنني هنا لن أرد على الطروحات (الرثة) للسيد جورج ، لأن ذلك على ما يبدو ليس إلا مضيعة للوقت والجهد ، لكنني في الوقت عينه لن أدع مثل هكذا إدعاءات (باطلة وساذجة) تمر على العراقيين عامة والكلدان منهم بشكل خاص دونما تصويب ، ذلك أن البعض من المتعلمين قد ينسى أو يتناسى المبادىء والقيم العلمية التي لا ترضى لصاحبها أن يخل بها ، فإن حصل فلا نلومن تلك القيم والمباديء ولكن من أخل بها وذلك لعيب فيه وليس فيها .

عموماً يا سيد جورج أقول : الغريب في الأمر هنا هو إن (غزارة علمك المفترضة!!) قد تجاهلت لسبب ما صياغة الأسم (كلدي) باللغة الإغريقية كما وردت عند (المؤرخ الكلداني البابلي) برحوشا أو بيل ريش إيشيشو الذي يعرف إغريقياً بأسم (بيروسس) وذلك في موسوعته باللغة الإغريقية (بابيلونيكا) التي لا يجهلها المؤرخون (الغرباء عن وطننا الأم بيث نهرين)!!! .
كما تجاهلت فطنتك (المفترضة) تلك صياغة (أسمنا القومي) بشكل (كلداني) كما وردت في الترجمة الإغريقية في أسفار العهد القديم (سفر الأيام الثاني وارميا ودانيال) . المصيبة أن فطنتك تلك لم تستطع أن تدلك (بعد عام طويل من التأمل ومراجعة النفس) إلا إلى (مكيدة) الإغريق وغير الأغريق لتحريف التسمية من كلدي إلى كلداني إبتداء بهيرودتس وميكاسيثنس وإيبيدينوس ومروراً بديودرس السيسلي ويوزيبيوس القيصري وجوزيفوز وإليكساندر بوليستر وكلوديوس باتليموس وغيرهم كثير ، وهو ما يشير في الواقع على مقدار معرفي (مدقع في الهزالة) !!

أما عن فطنتك التي أوصلتك إلى معرفة أن (قرى وبلدات الكلدان) إنما تتواجد اليوم في سهل نينوى حسب ، فما هيّ إلا دليل ناصع آخر على حجم (جهلك بالتاريخ الرافدي) والعوامل الموضوعية التي أدت إلى مثل هذا التمركز إبتداءاً مع عصر التهجيرات الكبرى التي بدأها سرجون الثاني وسنحاريب ناهيك عن التهجيرات والهجرات الداخلية اللاحقة ولا سيما إبان العصر المسيحاني الذي عانى فيه المسيحيون الكلدان من مذابح وإضطهادات يشيب لهولها الولدان .
الحق أن جل ما ذكرته بصدد القرى والبلدات الكلدانية يا سيد جورج لا يتعدى في حقيقة الأمر تلك (الإسطوانة النشاز) التي كانت الحركة الديمقراطية الآشورية ومن لف لفها تسمعنا أياها ليل نهار منذ أواخر عقد السبعينات عبر الأبواق التي (نعبت حتى صدئت) ومنها بهنام أبو الصوف ، والتي أجبت عليها بشكل واف في كتابي الموسوم (الكلدان منذ بدء الزمان) مثلما أجاب عليها العديد من الغيارى من المثقفين الكلدان .

أما عن جملة الخزعبلات والتخبطات المشوشة التي تذكر فيها : بأن دخول المسيحية إلى أربيل الآشورية (عن أية أربيل آشورية في العهد الفرثي تتكلم يا سيد؟) ، وأيضاً بأن تغذية (إنفصال الكلدان) عن الأصل الآشوري جاء وفق (مؤامرة مبيتة) رتبت لها الكنائس الأوربية !!!
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : هل كنت في وعيك حقاً عندما كتبت مثل تلك الإدعاءات الباطلة وتلك الترهات ؟ ... التي تختمها بقولك (وعليه وللحقيقة التاريخية) !!
أيها السيد المحترم (عن أية حقيقة تاريخية تتكلم) وأنت لم تذكر سوى تخبطات وطروحات ساذجة لا منطق يستوعبها أو بينة تدعمها ، ناهيك عن تلك الإدعاءات النافقة التي أكل الدهر عليها وشرب .

أخيراً ، أذكر لك أيها السيد المحترم (معلومة) يعرفها أي تلميذ في مرحلة (الصف الأول المتوسط) ومع ذلك يبدو أنك تجهلها رغم (غزارة علمك المفترضة!!) وبرغم قضاءك (أكثر من عام في التأمل ومراجعة النفس) وهيّ : أن الذي أبرم الإتفاق مع الملك الميدي كي إخسار هو (الملك نبوبلاصر) وليس (أبنه الأمير نبوخذنصر) كما أدعيت أنت من خلال تلك الجملة (الكاذبة المريضة والمختلقة) التي نسبتها زوراً (ومن دونما حياء) إلى الدكتور فاضل عبد الواحد ، فهل (أعماك الحقد على الكلدان وملكهم الشمس نبوخذنصر) عن معرفة تلك الواقعة التاريخية التي لا تفوت على طلبة صف الأول متوسط ؟؟؟
(عيب ... عيب أيها السيد المحترم مثل هذه الأفعال ، لأن هذا لا يليق بمن يحترم درجته العلمية) ، نصيحتي لك أن تترك السياسة للسياسيين ، إما إن أردت أن تدخل معترك السياسة ، فأن عليك أن تتعلم أولاً (الفرق بين الهوية القومية والوطنية والدينية) قبل أن تدلو بدلوك في المستقبل ، فليست كل الطيور يؤكل لحمها.

خاتمة : لكي تعرف الفرق بين الكلدان (كأمة قومية) وبين الآشوريين (كمستوطنين لإقليم الشمال الرافدي) وبين مفردة الآثوريين (المحلية) ، أنصحك بقراءة كتاب (الكلدان منذ بدء الزمان) ، كما أنصحك بإعادة قراءة محاولتي الأولى لتوعيتك في هذا المجال ، علك ترعوي وتعرف الفرق بين الإدعاءات الباطلة وبين الحقائق الدامغة . عموماً ، أحيلك للرابط التالي لكي أنعش ذاكرتك التي لا تفرق بين نبوبلاصر ونبوخذنصر ، وهو الرابط الذي لم تجرؤ على الرد عليه قبل سنوات :
http://www.kaldaya.net/Articles/Article137_.html

للأمة الكلدانية بإخلاص عامر حنا فتوحي

إنتباهة : هذا الموضوع موجه للسيد دوني جورج وله كل الحق في الرد عليه إن إستطاع إلى ذلك سبيلا . أما الأخوة الشتّامين والسبابين وطلاب المهاترات ، فلا وقت عندي لهم أو لسفاسفهم ، وحسناً فعل الصديق العزيز حبيب تومي عندما نشر غسيلهم على الملأ .