ديمقراطية تشكيل الحكومة , لماذا استثنت اتباع الديانات الغير مسلمة
يحتل مسلسل تشكيل الحكومة العراقية والذي يعرض حاليا في بغداد , الصدارة في اولويات اهتمام العراقيين , ابطال المسلسل سبق وان اشتركوا في بطولة مسرحية سابقة كان عنوانها ..مسرحية مجلس الحكم ...اما كاتب سيناريو المسلسل الجديد وهو نفسه ينوي اطالته حيث يتهيأ لزيادة بعض المشاهد والتي ستتميز بطابع العنف والمطارة الذي باتت تؤرق العراقيين , ويعتقد بعض المتابعين من الاعلاميين بان نهاية مشاهد المسلسل ستكون العودة بالابطال الى سابق عهدهم في مسرحية مجلس الحكم بمعنى ...الى المحاصصة در , حيث ان آمر الفصيل الذي يقودهم اليوم نحو الأمام , هو نفسه من قاد الفصيل بالأمس وسيعود به الى الورررراء..در ....وتيتي تيتي ...هاي حصتك وهاي حصتي !ولكن الملفت لنظر الاعلاميين ان مشاهد الحلقة 2010 من مسلسل تشكيل الحكومة تختلف عن مشاهد مسرحية 2005 "مسرحية مجلس الحكم" ..فالمسرحية في حينها كانت تتميز بمشاهد الألفة والعلاقات الودية الطيبة واتفاق الجميع في البرلمان على رفع الأيادي بالموافقة على المزيد من مكاسب المنصب والمال والسكن الجاهز والجوازات الدبلوماسية والحمايات الخاصة والعمرة والحج على مدار السنة وتوزيع قطع اراضي في اجمل مناطق الجادرية وغيرها الكثير من المكاسب , اما في المسلسل الحالي فالوضع مختلف كليا حيث ن ابطاله يظهرون في مشاهد عراك وصراعات حادة وساخنة حيث نشاهد لقاءات وحوارات ومناظرات تصل احيانا الى التهجم والقاء التهم والعمالة والتسقيطات الاجتماعية وتشويه السمعة والتي استمرت الى ان جاءت مفاجئة المخرج حيث اعد لنا مشهدا رائعا من الائتلافات والتكتلات واللقاءات والاجتماعات ودعوات الغذاء, وآخر مشهد سيكون حفل البرلمان في أولى جلساته وكأن الموضوع شارف الى نهايته .... ومهما حدث فان غالبية الاعلاميين العراقيين يعتقدون بان جميع ابطال المشهد العراقي هم خارج قوة الجاذبية العراقية مهما تغيرت تسمياتهم لأنهم ما زالوا يحتمون بالأجنبي ...
نسأل انفسنا دائما لماذا نقبل تدخل الحكومات العربية والاسلامية والاجنبية في شؤوننا , وهل هي افضل من دولنا , قد تكون الدول الغربية احسن حالا من حالنا فهي تتقدم وتتطور ويتنافس مواطنيها للوصول الى مقعد في البرلمان يتيح لهم فرصة اوسع لتقديم افضل الخدمات لناخبيهم كما ان ميزة هذا البلدان ان مسؤوليهم الحكوميين المنتخبين يسرعون خجلا لتقديم استقالاتهم ويغادروا مناصبهم فور سماعهم خبرا ينشر في الاعلام يشير الى خطأ ما او اخفاق في اداءهم الوظيفي , فيا ترى متى سيحين وقت تقدمنا وتطورنا واحترام اعلامنا ...
يتسائل بعض الاعلاميين ..ماذا نسمي دولة بدون حماية لحدودها....أي كما يوصفها العراقيون , { خان جغان } بمعنى تجتازها قوات عسكرية وعصابات على اختلاف انواعها من القتلة الارهابيين ومهربي البشر وتجار المخدرات دون مسائلة....ماذا نسمي دولة.. بنيتها التحتية من كهرباء وماء ومجاري مدمرة منذ سبع سنوات , ماذا نسمي دولة ... خدماتها الصحية متدنية , دولة حقوق للمرأة والطفل فيها متخلفة ...دولة.. وصفتها الشفافية الدولية بالفاسدة , دولة.. غالبية موظفيها يتعاطون الرشوة عيني عينك , دولة ..بعض من المسؤولين فيها سرقوا المال العام وما زالوا هاربين بدون عقاب , دولة.. في غالبية محافظاتها تنتشر جرائم القتل والسرقة والاختطاف والتفجير والمفخخات والفقر والأمية , دولة.. يهجرها مواطنيها على مدار الساعة في الداخل والى الخارج , دولة .. التربية والتعليم فيها متدني والأمية تتوسع , دولة...غنية بالنفط وملايين من شعبها بدون سكن وعاطلين عن العمل ..دولة.. شاهدنا بعض من نساءها واطفالها على شاشات الفضائيات وهم يبحثون في القمامة عن الغذاء...دولة... تعتمد في تعيين الوزراء والنواب والسفراء حسب انتماءهم الديني والحزبي والقومي , دولة... ما زالت محتلة ومقيدة تحت البند السابع , دولة ... تُهاجم قرى حدودها الشمالية والجنوبية يوميا بالطائرات والمدافع من قبل جيرانها دون اي حراك, دولة .. بنود دستورها ما زال غير متفق عليه وآخر التجاوز عليه هو الانتخابات الأخيرة , دولة .. تدار من خارج الحدود...دولة...يقتل على ارضها رجال الدين مسلمين ومطارنة وقساوسة مسيحيين وتفجّر فيها وتحرق وتسرق جوامع ومساجد الأخوة المسلمين من السنة والشيعة كما تحرق وتسرق وتفجر كنائس ومزارات ومعابد شعبها الغير مسلم...ويبقى تساؤل الاعلاميون مفتوحا ....متى نُسمى دولة آمنة ؟؟؟؟.
نؤكد دائما بان الاعلام كان وما يزال هو صمام امان مؤسسات الدولة , فبالرغم من ان الاعلام سبق وان نبه الحكومة عن الكثير من الأخطاء , لكن الحكومة لم تعطي اذنا صاغية اليه , فالاف الرسائل على المواقع الالكترونية والمئات من المؤتمرات والندوات واللقاءات على الفضائيات حذرت الحكومة من خطورة تبني اسلوب المحاصصة الطائفية والحزبية في ادارة شؤون العراق , ونبهت من ان هذا الأسلوب سيقسم العراقيين وسيزيد من التطرف وانتشار الجريمة والفساد وسيمنح الفرصة للارهابين والطائفيين والعصابات الخارجة عن القانون لاختراق اجهزة الحكومة الأمنية وسيحصل ما لا يحمد عقباه , ولكن دون استجابة , ولكننا اليوم نؤكد مرة ثانية من ان ما يكتب في مواقع الانترنت وما تعرضه الفضائيات من انتقادات لبعض من المسؤولين في الاجهزة الحكومية يجب ان تبحث وتؤخذ بحسن نية , فالفضائية العراقية والشرقية والفيحاء والبغدادية وعشتار والسومرية والرشيد وغيرها تعرض الكثير من اللقاءات والحوارات مع العراقيين حيث وبعفوية يتحدثون عن معاناتهم وصعوبات العيش وفقدان الأمن في مسيرة حياتهم ...
الأهم ..سيقوم السيد مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط السيد جيفري فيلتمان قريبا في زيارة العراق وذلك وكما صرح لابداء رأيه في آخر حلقة من مسلسل تشكيل الحكومة , وبهذه المناسبة ندعوا المسؤولين العراقيين وبكل شجاعة وعلنا ان يبلغوه....بان الشعب العراقي وبكل انتماءاته الدينية والقومية قد عان من المآسي والأحزان والجوع جراء سياسة بريمر السابقة والتي امتدت الى يومنا هذا حيث التقسيم الطائفي والديني والقومي للشعب ما زال يفعل فعله , ويعتقد العراقيين بانه السبب الرئيسي في اعاقة تقدم وتطور شعب العراق بعد 2003 , وطالبوا السيد جيفري فيلتمان.. بمساندتكم ومساعدتكم في ابعاد المحاصصة الطائفية عن الخارطة السياسية لشعب العراق والتي وبلا شك ستحقق له الخير والازدهار وللوطن الأمن والاستقرار , وسيكون انجازا تأريخيا فريدا ونوعيا يسجل في سفر القيادة الأمريكية والعراقية والشعب .
ختاما ..ان الذي يسمع ويقرأ ويحترم ويثق بما ينشر على صفحات مختلف وسائل الاعلام الحرة , فانه يحمي نفسه ومبادئه من السقوط !....الم يكن الاعلام سبباً اساسياً وفاعلاً في اسقاط العديد من الدول والحكومات والشخصيات ..وكان العراق واحدا منها !