رئاسة العراق: كردستان ملتزمة بعلم يقره البرلمان - صالح والزوبعي يتفقان علي التعاطي الإيجابي مع الأزمة
05/09/2006بغداد ـ عبد اللطيف الموسوي : اكدت رئاسة الجمهورية امس الاثنين ان اقليم كردستان ملتزم برفع العلم العراقي الذي سيتم اقراره في البرلمان علي وفق الدستور مشيرة الي ان فراغاً دستورياً بشأن تبني علمً جديد كان وراء قرار رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني استبدال العلم الحالي بعلم جمهورية 14 تموز عام 1958 لرفعه في إقليم كردستان لحين إقرار علم جديد للبلاد علي وفق الدستور،
فيما اتفق نائبا رئيس الوزراء سلام الزوبعي وبرهم صالح علي (ضرورة عدم اثارة قضية العلم بشكل يؤثر في الشارع العراقي مما يضيف عبئا علي الحكومة التي تسعي الي تهدئة الاوضاع والسيطرة علي الملف الامني وتوفير الخدمات).
واوضح بيان صادر عن مكتب الرئاسة تلقته (الزمان) أمس ان الطالباني اجري اتصالات مع البارزاني والمسؤولين المعنيين في كردستان فتأكد (إن الإقليم ملتزم بقرار القيادة الكردستانية المتخذ بالإجماع و القاضي برفع العلم العراقي في جميع ارجاء البلاد بما في ذلك كردستان العراق). ووجه البيان انتقادات شديدة للجهات التي انتقدت قرار البارزاني القاضي بانزال العلم من فوق الابنية الحكومية والرسمية في الاقليم ووصفها بأنها (مغرضة وتنطوي علي نزعة صدامية عدوانية) مضيفاً (وخلافاً للمضامين المغرضة للجهات الاعلامية والسياسية التي تناولت هذا الموضوع، فالامر الرئاسي للاقليم لا علاقة له بإنزال العلم العراقي بل العلم الصدامي الملطخ بدماء مئات آلاف العراقيين في حروبه الداخلية وصراعاته الدموية ضد جميع القوي والاحزاب والمكونات الوطنية العراقية وانتهكت باسمه الحرمات واقترفت تحته الجرائم الكبري بما فيها إبادة عشرات الالاف من إبطال انتفاضة آذار (مارس) وقصفت مقدسات المسلمين ومنها الاعمال التي سميت بالانفال التي راح ضحيتها 182 ألف مواطن كردي مسالم). ورأي (ان مجرد اختيار علم 14 تموز (يوليو) من قبل البرلمان الكردستاني إنما هو تأكيد عليٌ حرص القيادة الكردستانية علي تجاوز الفراغ الدستوري الذي مثله التلكؤ في إقرار علم جديد علي وفق الدستور والتصدي لاية تداعيات مغرضة قد تفسر بسوء نية إذا ما جري الاكتفاء برفض التعامل مع علم صدام حسين). وأوضح البيان أن (اختيار علم جمهورية 14 تموز جاء لكونه نال رضا الاحزاب المساهمة في جبهة الاتحاد الوطني الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال والحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الديمقراطي الكردستاني وهو ما جعله جديراً باعتماده من قبل الشعب الكردي ريثما يتم اختيار علم جديد وهو ما اقره المجلس الوطني الكردستاني). واكد أن قيادة إقليم كردستان أعلنت علي لسان البارزاني أن (الشعب الكردي سيرفع فوق هاماته علم جمهورية العراق الذي سيختاره مجلس النواب العراقي). ونقل البيان عن الطالباني اعلانه (ان العلم العراقي الذي سيقره البرلمان العراقي علي وفق الدستور سيصبح علماً مقدساً مبجلا معترفاً به من قبل الجميع، مرفوعاً، يرفرف فوق رؤوس العراقيين وقمم جبال كردستان الشماء الفواحة بعبق بطولات شهداء العراق الذين ناضلوا ضد الدكتاتورية ومن أجل عراقنا الديمقراطي الجديد) مشيراً الي ان (رئيس الجمهورية يرفع في مكاتبه العلم العراقي الذي اعتمده الاخوة في الحكومة المركزية) وأعرب البيان عن (بالغ ألاسف والاستغراب الشديدين لما أقدم عليه بعضهم من تشويه وتشويش وانتهاز للفرصة والاسراع بإصدار تصريحات تنطوي علي نزعة صدامية عدوانية والتلويح بالقوة). واضاف (لقد بذل الكرد وقيادتهم في مختلف مواقع نشاطهم وتأثيرهم ومسؤولياتهم الجهود الحثيثة والمبادرات المخلصة لاقامة جسور التقارب والتعاون بين القوي العراقية الفاعلة وإرساء وحدتها وتعميقها وإشاعة المناخ الايجابي الذي تمخض عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والانقاذ الوطني برئاسة الاخ نوري المالكي).
في غضون ذلك اتفق نائبا رئيس الوزراء الزوبعي وصالح علي ضرورة عدم اثارة قضية العلم بشكل يؤثر في الشارع العراقي خلال زيارة قام الزوبعي الي صالح في مكتبه امس علي وفق بيان صادر عن مكتب الزوبعي تلقته (الزمان) أمس اوضح ان الطرفين اتفقا خلال الزيارة علي (ضرورة عدم اثارة قضية العلم بشكل يؤثر في الشارع العراقي مما يضيف عبئا علي الحكومة التي تسعي الي تهدئة الاوضاع والسيطرة علي الملف الامني وتوفير الخدمات).
ونقل البيان عن الزوبعي قوله (اننا في الحكومة نحاول وبقدر الامكان انجاح مبادرة المصالحة الوطنية وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء) مؤكداً (ان الجميع ممن هم داخل العملية السياسية والحكومة حريصون علي الحفاظ علي الوحدة الوطنية بمن فيهم الاخوة الكرد الذين ناضلوا كثيرا وضحوا من اجل العراق).