رايس تبادلت كلمات مع متقي وتباحثت مع المعلم بدون «محاضرات»
04/05/2007الشرق الاوسط/
فيما تعهدت الدول المشاركة في المؤتمر الدولي حول العراق في منتجع شرم الشيخ بمصر أمس بخفض 30 مليار دولار من ديون العراق، التقت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس نظيرها السوري وليد المعلم وتبادلت «كلمات مهذبة» مع نظيرها الايراني منوشهر متقي.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للصحافيين على هامش مؤتمر «العهد الدولي» ان الالتزامات المالية المحددة من قبل بعض الدول المشاركة وصلت «الى اكثر من 30 مليار دولار»، حسبما نسبت اليه وكالة الصحافة الفرنسية. وقال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في كلمته بالجلسة الافتتاحية «إن السعودية ستقدم مليار دولار كمساهمة في اعادة اعمار العراق إضافة إلى المساهمة في تخفيف أعباء الديون وفق الضوابط والقواعد التي تم الاتفاق عليها في نادي باريس الدولي». وطالب الفيصل بمصالحة وطنية عراقية شاملة تضمن مشاركة فاعلة لكافة فئات الشعب العراقي، وكذلك استئصال بؤر العنف والإرهاب وحل كافة الميليشيات.
وشكل لقاء وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مع نظيرها السوري وليد المعلم المحطة الابرز في اليوم الاول من المؤتمر. وحسب وكالة رويترز، حثت رايس على اتخاذ اجراءات لوقف تدفق المقاتلين الاجانب الى العراق. وقالت رايس بعد اللقاء الذي استمر نحو 30 دقيقة انها أبلغت الجانب السوري بأن «الافعال ستتكلم بصوت أعلى من الكلمات»، وان «هذه فرصة للمساعدة في اعادة الاستقرار الى العراق».
وقالت رايس ان المباحثات كانت مباشرة وعملية «لم احاضره ولم يحاضرني، لا نريد علاقة صعبة مع سورية ولكن هناك حاجة لوجود أساس ما لعلاقة أفضل».
من جهته، قال المعلم انه بحث مع رايس في الوضع في العراق وضرورة تحقيق الامن فيه، موضحا ان المحادثات لم تتناول لبنان. والى جانب ذلك، اثار الاهتمام لقاء عابر بين رايس ووزير الخارجية الايراني منوشهر متقي رغم انه لم يصل الى حد اللقاء الثنائي بين المسؤولين. وأكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان رايس تبادلت كلمات مع متقي على مأدبة غداء وقال «قالا مرحبا. لم يكن الامر يتعلق بشيء جوهري».
ويعقد صباح اليوم الاجتماع الوزاري الموسع بين دول جوار العراق والدول الثماني الكبرى إضافة للدول دائمة العضوية في مجلس الامن والأمم المتحدة، وسوف يختتم اعماله مع نهاية اليوم ببيان ختامي يؤكد من بين امور اخرى احترم دولة العراق المستقلة الديمقراطية الفيدرالية الموحدة واحترام مبادئ حقوق المواطنة المتساوية وإدانة الإرهاب.
الى ذلك أبلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «الشرق الأوسط» أن الدول المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ وعدت بتقديم 20 مليار دولار للعراق كمنح ومساعدات، مؤكدا أن نتائج المؤتمر «فاقت كل التوقعات». من جانبه أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري أهمية «وثيقة العهد الدولي مع العراق» التي تم اعتمادها مساء أمس، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية حددت من خلالها رؤية وطنية تهدف لبناء عراق موحد ومستقر وآمن وديمقراطي، يتمتع شعبه بالرخاء في ظل نظام اقتصادي حر وعادل، وقال أبو الغيط في مؤتمر صحافي عقده في شرم الشيخ، بمشاركة رئيس الوزراء العراقي، وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، أمس «إن وثيقة العهد الدولي تدعو لمشاركة حقيقية بين العراق والمجتمع الدولي لتحقيق تلك الرؤية الوطنية المستقبلية التي نأمل جميعا في تحقيقها». وأشار الوزير المصري إلى أن هذه الوثيقة تحدد أوجه المساعدة والدعم الممكن تقديمه من قبل المجتمع الدولي للحكومة العراقية، وقال «إن هناك دعما دوليا كبيرا والتزامات يأخذها المجتمع الدولي على عاتقه، ولكن الحكومة العراقية عليها التزامات أيضا.
في غضون ذلك اعلن البيت الأبيض أمس ان نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني سيزور الإمارات والسعودية ومصر والاردن الأسبوع المقبل.