Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

رباعية سوريا: 1- صلافة أميركا وذيولها تجاه القانون وخطرهم على العالم


لعل أهم ما تتيحه صداقة أميركا هو إمكانية أن تصبح مجرماً وإرهابياً دون أن تخشى العقاب، فيمكنك أن تقتل بلا تحديد وغالباً بلا داع حتى لمحاولة إنكار ذلك. فما دامت الجريمة محمية، فلا بأس من إعلانها وربما التفاخر بها، فهي دليل قوة وإرهاب للمرشحين من ضحايا المستقبل لتلك العصابة، مما يسهل عليها الوصول إلى أهدافها مستقبلاً، تماماً كما كانت المافيا تفعل. إنها "الحصانة" التي تحرص أميركا عليها لكل مجرميها، سواء بشكلها العلني المباشر، كما بالنسبة لقواتها في كل مكان، أو بشكل غير معلن ولكنه مفهوم لكل من يرتبط بها ويشترك معها في أجندتها.
لا أوضح من دليل على ذلك أكثر من إسرائيل التي تمتلك عملياً إعفاءاً بالفيتو من الحساب حتى عن قتل الأمريكان، ثم الحكومات العميلة المسموح لها بالتعذيب والقتل والتطرف الديني وقمع التظاهرات وسرقة الأموال وكل جرائم الدولة. ثم "الثوار" الكوبيون والكونترا النيكاراغويون المسموح لهم بإسقاط الطائرات المدنية وإحراق المزارع والمستشفيات وأيضاً مجاهدي خلق المسموح لهم بالتعاون مع الدكتاتوريات على قمع شعوبها و بقتل العلماء من أبناء بلادها وغيرها.
وينضم إلى هذه الجوقة "ثوار سوريا" الذين تدعمهم "الحكومات الثورية" العربية التي يحق لها أن تحكم بالمبؤبد على شاعر ينتقد الأمير، أو الإقليمية التي تواجه حقوق أقلياتها بالنار والحديد وهي آمنة مطمئنة من الحساب. وكان آخر غزوات "الثوار" الجريئة عملية قتل أحد رجال الدين السوريين وقد تجاوز الثمانين من العمر مع عشرات من تلامذته، دون أن يكون هناك أية حاجة لإنكار الجريمة، بل تبريرها بصراحة تامة – أو وقاحة تامة – من قبل دعاة الديمقراطية السورية الجدد، على أساس موقفه السياسي، بأنه مؤيد للنظام، وطبعاً يا ويل النظام عندما يقتل رجل دين على أساس موقفه السياسي، المعارض للنظام!
ردود أفعال مؤيدي "الثوار" الجدد، لا تختلف عنهم، وهم أيضاً يتمتعون بالحصانة المعنوية والقانونية لتأييد الإرهاب والقتل، فمن السعودية نجد تصريحات نسبت أولاً إلى أإمام المسجد الحرام،(1) ثم إلى شيخ آخر لتشابه الأسماء.(2)
يؤكد أن الضحية كان يجب أن يقتل لأنه "من أئمة البدع والضلال وبموته يخف الشر"! وهو "مجاهد في سبيل الشيطان". ويشرح هذا الشيخ الذي قضى عمره خادماً لأسوأ الدول في المنطقة تخلفاً وتآمراً وسرية ودكتاتورية، أن سبب فرحه بالقتل هو أن البوطي قضى عمره "خادما للدولة النصيرية الملحدة، مدافعا عنها"!
ولا يخشى آخر رغم طول وحساسية القابه، "الشيخ الدكتور سعود الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام عميد الكلية القضائية بجامعة “أم القرى”-" على سمعته وهو يهجو الضحية بقصيدة مليئة بأصوات "الضراط" من عنوانها وحتى آخر سطر فيها(3)، فحصانة العصابة الأمريكية – الإسرائيلية تشمل كل الذيول التي لكلابها، التي تعض منها وتلك التي تنبح فقط.
فالكذب الإعلامي المتكرر والذي كشفه في أكثر من مرة مراسلون غربيون، يتجه نحو محاولة وقحة لفرض "رأي" للشعب السوري، داعم للثوار المدعومين من حلف الناتو، بينما تشير الكثير من الوقائع التي أشرنا إليها في مقالات سابقة أن هذا الرأي مخالف تماماً لرأي غالبية الشعب السوري الذي أقل ما يقال عنه أنه يرفض ثوار الناتو بأكثر مما يرفض حكومة بشار. (4) لكنه محاط بأجهزة إعلام "محصنة" من المحاسبة على الكذب، لأنها في الخندق المعفو من الحساب!
لكن المحصنين يصيبهم الغرور والإستهتار فتتحول وقاحتهم إلى فضائح مضحكة، وكان من آخر تلك الفضائح إدعاء قناة العربية أن رجل دين إيراني قد صرح بأن سوريا هي المحافظة الـ 35 لإيران! وسببب الفضيحة أن العربية كما يبدو لم تكن تعرف على وجه الدقة عدد المحافظات الإيرانية! (5)
ويصدق طارق الهاشمي فوراً ويكتب بنفس التهور وبلا أي تمحيص، فالتمحيص في ما يتهم سوريا أو إيران أمر زائد عن الحاجة، والرجل لا خيار له، حتى إن أحرج نفسه. (6)
الغرب حائر في كثرة الفضائح والإحراجات التي يسببها له رجال العصابات الذين يتعمد عليهم لإسقاط النظام ووحشيتهم الصادمة التي عجز عن إنكارها أو تبريرها رغم شرائه لمختلف المنظمات الدولية ومنها جامعة الدول العربية و الأمم المتحدة(7)
لقد غضب محمد خان رئيس مفوضية حقوق الإنسان بشأن موقف الأمم المتحدة من سورية(8)
وقال: جئت لأرى الواقع السوري كما هو بعيداً عن الفبركات الإعلامية والتحريف السياسي الذي تقوده واشنطن . جئت لأضع وصمة عار على جبين بان كي مون ومنظمته الانسانية التي تخلت عن شرائعها وقانونها لصالح سياسة أوباما وأردوغان ومن لف لفيفهم. ووصفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان الجيش السوري الحر بأنه مجموعة من الإرهابيين. (9)
لكن حتى تحيز الأمم المتحدة المعروف للجانب الإسرائيلي، له حدوده، فهاهي تستنكر مجزرة للجنود السوريين الأسرى قام بها مرتزقة الناتو المحصنين(10) من مجازر تتبناها جبهة النصرة(11)
إلى أعمال صبيانية غير إنسانية فأية أخلاق ثوار في تبجحهم بمعاملتهم الدنيئة هذه لهذا الرجل؟(12)
ويرتكب "ثوار الناتو" من الأعمال المخجلة ما كانوا سيترددون في القيام به لو لم يكونوا بحماية الخندق الأمريكي الإسرائيلي، فتعاقب "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" فتاة حلبية بتهمة شرب الخمر بربطها على عمود واضعين بطاقتها الشخصية تحت قدميها لفضحها، مع ورقة كتب عليها "من لا يبصق عليها لا شرف له "!!(13)
ويفترض أن هذه الهيئة تعلم ان الدين الذي يدعون اتباعه بتطرف قال "وإن ابتليتم بالمعاصي فاستتروا"، فإن لم يكن هذا دينهم فما هو دينهم؟ يبدو إنهم معفيون من حساب الدين مثلما هم مفعيون من حساب الأخلاق والقانون! وما الذي ينتظر من جهة تتبنى الهجوم المسلح على مساجد وحسينينات الطائفة الأخرى وحرقها وسرقتها؟(14)
من أين "لملموا" هذه المستويات الأخلاقية الواطئة، وكيف تجمعت هذه الأخلاقيات لتمثل ثورتهم؟ المعارض والناشط في حقوق الإنسان هيثم مناع يكشف حقيقة أن من بقي في "المقاومة" كان بقية ارتضت لنفسها الإنقياد التام للإرادة الأمريكية، وبادر بتقديم الضمانات لصداقة إسرائيل ومعاداة الرافضين لاحتلالها،(15) فيقول:  عندما طلبنا الاجتماع مع هيلاري كلينتون قالت: "أمامكم طريقان: إما الإنتساب إلى المجلس الوطني, وإما أن تقدموا [كهيئة تنسيق] تقولون ماذا تريدون؟ ومع من لكم علاقة؟ ومع من ليس لكم علاقة؟". قلنا لها:" هذا إملاء". هذا الإملاء قبلَ به المجلس الوطني ورأينا كيف قـُدِّمت ضمانات حول كيف ستكون العلاقة مع حزب الله؟ وكيف تكون العلاقة مع إسرائيل؟ قـُدِّمتْ هذه الضمانات حتى قبل أن تلتقي كلينتون بأي واحد منهم. وقد قدم برهان غليون هذه الضمانات قبل أن توافق كلينتون على اللقاء. بينما انقطعت علاقتنا مع أميركا بسبب رفضنا تقديم ضمانات، لأن عندنا فلسطين محتلة وعندنا جولان محتل، ولسنا مكلفين بتقديم ضمانات لأحد
ويؤكد هيكل هذه التبعية وأن دولاً عربية مولت الحرب بما يتراوح بين 12 و 15 مليار دولار، منتقداً موقف الرئيس المصري المسارع لمناهظة النظام قبل أن يمنح نفسه فرصة قراءة الواقع، وبأن مستقبل سوريا في حالة سقوط الأسد سوف يكون من صنع دول كبرى في مقدمتها فرنسا وإنجلترا، وهذه الدول سوف تتدخل بشكل كبير في صنع مصائر الشعوب العربية في المستقبل. (16)
وبالفعل هذا رئيس الإئتلاف السوري المعارض السابق معاذ الخطيب يؤكد لــ”يديعوت آحرونوت”: إن النظام الجديد في سوريا لن يعادي إسرائيل أو يهاجمها. (17) بل يذهب إلى تحريض إسرائيل على الهجوم وتقديم الحجة لها بالقول بأن الأسلحة الكيماوية السورية تحت سيطرة ميليشيات حزب الله!
ويذهب شيخ سلفي منهم إلى أبعد من ذلك فيؤكد لقناة إسرائيلية: نحن معكم في جبهة واحده! (18)
وهم لا يتورعون عن تقديم معلومات تجسسية وعمليات أرهابية ضد مؤسسات البلاد بما لا علاقة له بالثورة على النظام، وما يؤشر التخطيط لتسليم البلاد لإسرائيل بانبطاح تام، تماماً كما فعلت منظمة مجاهدي خلق بالنسبة لبلادهم إيران، فيشير رئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون إلى حيث يتوقع وجود وحدات لإنتاج الرؤوس الحربية غير التقليدية ( الكيمياية والبيولوجية)، مشيراً إلى (مصنع “براق” المعروف تحت الرقم 797) يضم أنشطة نووية محظورة دوليا ثم القيام بتلغيم باصات العمال وقتلهم ومحاولة أقتحام المصنع بالقوة وباشتباك مسلح انتحاري! (19)
ورغم كل ذلك، يؤكد الإعلام كثيراً أن إسرائيل لا تريد استبدال الأسد بهؤلاء، على أساس أن الأخير احتفظ بالجبهة السورية هادئة، فما هي الحقيقة وراء ذلك؟
يبدو أن تلك القصة ليست سوى خرافة من خرافات الإعلام المقصودة، فنلاحظ في هذه المناقشة محاولة رفض واستبعاد حقيقة أن اللوبي الإسرائيلي وأقرب الساسة الأميركان من إسرائيل، يدفعون باتجاه التدخل لإسقاط الأسد، والإصرار على أن إسرائيل لا تريد إسقاطه رغم تلك الحقائق أمر غريب لا يمكن تفسيره إلا إذا اعتبرنا أن اللوبي الإسرائيلي يعمل بالضد من ما تريده إسرائيل! (20)
لماذا هذه الرغبة في تمرير مثل هذه الأسطورة؟ لأن فضيحة علاقة "الثوار" السوريون وغزلهم الإسرائيلي باتت مفضوحة أكثر مما يجب، فتوجب التشويش عليها ولو بخرافة ما.
وما تفسير التلكؤ الأمريكي في التدخل العسكري المباشر، خاصة وأن أميركا قد تصرفت في حالات سابقة كـ "خارج عن القانون" دولي، وأن العديد من سياسييها لم يخجل أو يتردد في التصريح بأكثر من مناسبة بأنه إن لم تخضع الأمم المتحدة (مجلس الأمن) لرغبتنا فسنقوم بما نريد بدون موافقتها؟
هناك اكثر من تفسير لذلك، ربما يكون الأول موقف روسيا. فالولايات المتحدة التي صعدت إلى قيادة العالم من خلال استفادتها من حروب الآخرين، لم تدخل أية حرب مع قوة كبيرة، قد تنهي سيادتها على العالم حتى لو انتصرت فيها.
والسبب الثاني قد يكون الرغبة في إطالة الحرب لتحطيم البلاد تماماً، مثلما فعلت في حرب العراق وإيران، وفي هذه الحالة لا تعود إسرائيل تحسب أي حساب لسوريا مهما كان النظام القادم فيها. ومن المحتمل أيضاً أن بتم الإعداد لتجزئة سوريا كما ترغب إسرائيل. (21)
في كل الأحوال، فأن الهجوم على سوريا هجوم إسرائيلي بحت، يهدف إلى تحطيم سوريا قبل تغيير نظامها وتحويلها إلى إمارات يقودها مجموعات من المتخلفين المتوحشين الجاهزين للضرب في أي مكان توجههم فيه إسرائيل مباشرة أو بشكل غير مباشر لتحطيم المنطقة وتأمين تبعيتها لها. أنظروا هذا التخلف الخطير والمرعب الذي يلف مصر ويتجه لتحطيم المسلمين بكل صراحة ووضوح، فلم يعد له ما يخشاه ليخفيه، فإسلام وهابيي مصر المنخور منذ عقود طويلة تحت نظام عميل لإسرائيل، لا يعترض على إسرائيل ولا يخشى العلاقة معها لكنه يفقد صوابه من الشيعة ويعتبرهم الخطر الأكبر، وقد حل هذا الخطاب المريض محل خطاب التوحد والتقارب المذهبي الإسلامي، صراحة وعلانية! (22) أنه الجنون الذي تريد إسرائيل أن تراه في كل دولة عربية، وهو ما يقود الأحداث في سوريا وما يفسر جنون عملاء إسرائيل في قطر وأنقره وفرنسا لتنفيذ الأوامر الخاصة به، وهو السيناريو المعد لكل دولة عربية ترفض أن تكون هراوة بيد إسرائيل.
أننا نجد أمامنا وضعاً دولياً لا يحكمه سوى قانون الغاب، لا يتحدث فيه العتاة بلا مواربة عن تغيير أنظمة وقتل رؤساء وتجزئة بلدان فقط، بل يقومون بتحطيم تلك البلدان من خلال تجهيز إرهابيين يرفضهم معظم الشعب، بالأسلحة وبشكل علني، ولا يخشون أي رد فعل أو أحتجاج رغم أن ذلك مخالف تماماً للقانون الدولي. كذلك نرى أن ارتكاب جريمة بقتل رجل دين في الثمانين من عمره مع أكثر من اربعين من طلابه، لموقفهم السياسي المخالف لهذه العصابة لا يثير أي رد فعل أو أحتجاج، ولا يخشى حتى من يرتدي عباءة الدين مثل القرضاوي وشيوخ السعودية أن يعلنوا فرحهم به، رغم أنه مخالف تماماً لأي ضمير ديني أو أخلاقي! فمثلما توفر القوة العسكرية الغاشمة توفر لشقاوات إسرائيل وأميركا الحصانة من القانون، توفر لهم القوة الإعلامية الغاشمة والإرهاب، الحصانة من الأخلاق والدين.
رغم كل شيء، لا يستطيع الهمج تقدير الموقف دائماً، وقد تذهب صلافتهم أبعد حتى من الحدود الواسعة التي تتيحها لهم إمكانيات سادتهم الكبار، فيجدون أن الناس تحتج ويتحول الأمر ضدهم. وهنا ينتبهون لخطارهم فيجدون أنفسهم حائرين بين التأكيد على تبعية الضحية للنظام السوري واستحقاقها الموت، وبين ان النظام هو من قتلها! إنهم يعفون أنفسهم من أن يشرحوا لنا لماذا يقتل النظام عالماً يتبعه بهذا الشكل التام؟ لقد احتفلوا أولاً وهللوا، فوجدوا مهرجانهم الدموي فاسداً مستهجناً فعادوا ينقلبون عليه!(23)
لذلك نفهم لماذا يحرص الأمريكان على حصانة قواتهم من اية محاسبة دولية، ونفهم أيضاً لماذا يحرصون على منع أية دولة خارج حظيرتهم بامتلاك السلاح النووي، ولنفس السبب نفهم لماذا تخاطر إيران كما خاطرت كوريا الشمالية كثيراً من أجل امتلاك السلاح النووي. فعندما يتم سحق الردع القانوني الدولي للمعتدي، ويأخذ العالم الدولي، شكل الشوارع الخلفية لمدن الصفيح في أميركا اللاتينية التي تحكمها مافيات المخدرات والشرطة المرشية، لا يبق أمام الدول المصرة على سيادتها واستقلال قرارها سوى الردع النووي لتأمين حياتها، مثلما ليس للسائر في تلك الشوارع غير مسدسه! هاهي كوريا الشمالية تتعرض اليوم لتصعيد خطير في التهديد من قبل المافيا الدولية التي تقودها أميركا وإسرائيل، لكن كوريا تهدد بقنبلتها الذرية وتحتمي بها. والجميع يفهم أنه لو كانت سوريا تمتلك القنبلة الذرية، لما تجرأ أحد أن يتحدث عنها بهذه الصلافة، ولا ان يرسل السلاح للإرهابيين بكل صراحة ولحسبت حكومات دول الجوار العميلة مئة مرة قبل أن تقوم برعايتهم وتدريبهم.
لهذا السبب لا عجب أن تريد إيران القنبلة بهذا الحماس، ولنفس السبب لا عجب أن تريد إسرائيل وأميركا منعها منها بنفس الحماس، فهما يريدان الإحتفاظ بإمكانية تدميرها مستقبلاً بدون التعرض للمخاطرة بحرب نووية. إنه سباق الزمن للبقاء على قيد الحياة، في عالم يتوحش أكثر فأكثر ويفتقد إلى القانون أكثر فأكثر. ومثلما تكون دولة يسقط فيه القانون، مهددة بالفناء، فلا شك أن عالماً يسيطر فيه عتاة من الخارجين الدوليين عن القانون، ليس عالماً أميناً بالتأكيد، بل هو مهدد برمته بالفناء.
إننا نستشعر الخطر على عالمنا والتحدي الذي تواجهه قدرته على البقاء على قيد الحياة في زمن نووي. فكلما داست البساطيل الكبيرة على القانون الدولي، وكلما أشارت الأحداث والمناقشات إلى تحديه وغيابه وصمته، وكلما تباهى ذيولها بتعبيرهم عن احتقارهم له وحصانتهم منه دون أن يثير ذلك احتجاجاً، وكلما تكررت الصلافة بوجه القانون حتى تم تطبيعها في أذهان الناس ولم تعد تثير حتى إحساساً بالخلل، كان ذلك مؤشر فتق في كيان العالم مرشح أن ينمو مع الوقت ليصبح خطراً شاملاً داهماً، ليست سوريا وشعبها إلا واحدة من أولى ضحاياه.

(1) http://gate.ahram.org.eg/News/324854.aspx
(2) http://www.alwakeelnews.com/index.php?page=article&id=40205
(3) http://www.slaati.com/2013/03/26/p27820.html/comment-page-1
(4) http://al-nnas.com/ARTICLE/SKHalil/15p03.htm
(5) http://arusalahuar.com/alachbar/10584-35-31.html
(6) http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=718543
(7) http://europenews.dk/en/node/65766
(8) http://www.alalam.ir/news/1439442
(9) http://presstv.com/detail/2013/01/03/281555/fsa-is-a-group-of-terrorists-ihrc/
(10) http://www.alalam.ir/news/1371774
(11) http://www.alalam.ir/news/1440740
(12) http://www.slabnews.com/article/11188
(13) http://www.albadeeliraq.com/article22543.html
(14) http://www.shia-today.com/index.php?show=news&action=article&id=8267
(15) http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=69014
(16) http://uragency.net/index.php/2012-03-11-16-32-14/2012-03-11-16-35-00/15330-2013-01-13-15-51-43
(17) http://jam3.org/list/iklimiyya_news/25182
(18) http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=iTWeR4F6IPQ
(19) http://www.syriantelegraph.com/?p=70043
(20) http://www.youtube.com/watch?v=YXQFUAuB2Cs
(21) http://www.worldtribune.com/2013/03/13/syrias-future-israel-favors-fragmentation-while-saudis-want-reliable-counter-to-iran /
(22) http://arusalahuar.com/mochtarat/mouteferqa/11400-2013-03-31-13-42-59.html
(23) http://www.youtube.com/watch?v=24tO2yQQ6Zw

Opinions