رحل الرجل الطيب بسام سامي قلو
نعم لقد رحلت ايها الرجل العزيز الطيب بسام مأسوف على شبابك ولكن ذكراك ستبقى خالدة بين اصدقائك ومعارفك ومحبيك واهل جلدتك القوش وذويك... ؟؟!! نعم هكذا هو حال الدنيا ناس تضع رحالها على هذه الارض واخرون يرحلون ....!!!نكرر ان الموت حقيقة لايمكن ان نجادل فيها لا بل الموت هو النهاية الطبيعية التي لابد منها للحياة تلازم لا انفكاك بين الحياة والموت وهذه الحقيقة يعرفها الجميع (الانسان على الارض) وتحدث في كل وقت وفي اي عمر واي جنس كل في اجله نعم اجله المحتوم الذي لايتقدم ولا يتاخر ولا يكون من حصة غيره ---!!! ولا زلنا نعتبر الموت غريبا --!!!لاغرابة في الموت الغريب هو موت الرجل الغريب --!!!
رحل بسام بصعقة كهربائية ---- وفادي جولاغ العزيز بحادث سيارة ومظلوم الشاب الوحيد لأهله اليتيم من والده والثري جدا حال تخرجه من كلية الصيدلة وهو على فراشه حيث كان على موعد للسفر الى القاهرة مع اصدقائه الخمسة الخريجين ليقضوا بضعة ايام ليرتاحوا من تعب الدراسة فتخلف عن الحضور حسب الموعد الى المطار بتعمد من امه فلن توقظه من نومه حسب الوقت المقرر ليلحق بطائرته خوفا عليه لكونه الوحيد وأملها في الحياة والتي نذرت نفسها لتسهر الليل والنهار من اجل رعايته وتربيته وان تجعل منه رجل مهما في مجتمعه وفاء لوالده الذي رحل وتركها وحيدة ---!!!! اما اصدقائه سافروا الى القاهرة وبعد ساعة من الطيران سقطت طائرتهم في البحر ولن ينجو منهم احدا وعندما وصل الخبر الى ام مظلوم حمدت الله وشكرته لأن مظلوم ليس معهم بل هو نائم على فراشه وعندما ذهبت الى فراشه لتفقده وأن تخبره بالحادث ---- لكن ماذا وجدت ---؟؟؟؟
نعم وجدت مظلوم جثة هامدة ----!!! نعم مظلوم ميت في فراشه ---!!!أليس هذا الآجل المحتوم .. والى ما لانهاية من الاسباب وأما النتيجة فهو الموت نفسه .........!!!!
ايضاً عزيزي بسام كنت موجود في مسقط راسي عندما حصلت المصيبة المؤلمة وبملء الضمير اقول:- ما انسى ولن انسى رجل طيب كان من بين الرجال الطيبين الذين عرفتهم في حياتي نعم لقد عرفت بسام جيداً بأبتسامته المرسومة على شفائفه وعلى الدوام وكان يعجبني منه ادبه وعفته وحياءه وشرف نفسة وتكلم الكثيرون عن صفاء قلبه ومواقفه كان سباقاً ومن دون تردد لتقديم الخدمة لطالبيها رغم كل شيء وقته راحته وانشغاله ...!!! وبأبتسامته المعهودة
وما الجموع الغفيرة المشاركة والاخرى القادمة من كل حدب وصوب والتي شاركت في تشييع جثمانك الطاهر الى مثواه الاخير في مقبرة الاباء والاجداد وحضورهم مراسيم التعازي في قاعة مار قرداغ -- لخير دليل على كونك رجل طيب وكريم (يقال ان ملك مات فرسه فأعلن الحداد ثلاثة ايام في كل انحاء مملكته كما وخرج الشعب من بكرة ابيه يتسابق ليشارك بتقديم المؤاسات للملك --- ولكن بعد مدة مات الملك نفسه فلم يشارك في تشييع جنازته الا افراد عائلته وذويه فقط---!!!!!
كنت اتمنى لو استطعت تقديم اية خدمة او مهمة اعينك بها لكن دون جدوى فقط استطعت ان احضر تشييع جثمانك وحضور قاعة التعازي وجلوسي وقت ليس بالقصير فيها هذا كل ما استطعت تقديمه اليك ايها العزيز بسام وكنت اعتبر نفسي جلدة صبورا لكن عندما لاحظت المسكين سامي والدك يلوج مثل الطير المذبوح عليك يا بسام علمت ان للحوادث والمصائب ما لايطاق تحملها وتجرعها فجلست بجانب والدك لعله اشاركه احزانه واواسيه قليلاً كما يقال ...!!!
فقلت له ان جميع المخلوقات على هذا الكون مصيرها الموت وكل من عليها فاني كما ان جميعنا ومن ضمنهم نحن لا نستطيع ان نعمل لـ (بسام) شيء فما عليك الا الايمان بأمر الواقع وكل مايريده الله ويأمر به فهو على عيوننا ورأسنا وان تهتم بعائلة بسام
كما ورويت له حكمة (نابليون بونابرت) ((والتي طلب من مستشاريه ان يضعوا بعد وفاته اقدر قواته العسكريه امام نعشه مدججين باحدث الاسلحة وان يتركوا احدى يديه خارج التابوت وكل ماتحتوي خزائن فرنسا تحمل بالعربات وتسير خلف نعشه ليبرهن لهم ان كل هذا لا يستطيع ان يفعل له شيء عندما تحين الساعة واما يده السائبة التي تتحرك الى الامام والى الخلف فهي توضح هكذا هو حال الدنيا ))
واسردت له العديد من المصائب لكي يقتنع بأن من يسمع مصائب غيره تهون عليه مصيبته
كان بودي لا بل ومن الواجب عليّ ان اطيل الحديث عنك يا بسام كثيرا كثيرا لكنني اضطريت الى الاختصار العميق المطرز بالمعنى والمغزى لأنك تستحق منا أكثر وأكثر من هذا ----!!!!!
و أخيرا لايسعني القول - سوى ان لله في خلقه شوؤن و ان الله يسرع في اخذه لعباده الطيبين لكي لايمكثوا طويلاً على هذه الارض
نتذرع الى الباري عز وجل الله سبحانه وتعالى ان يرحمك برحمته الواسعة ويسكنك فسيح جناته ويلهم ذويك واصدقائك ومحبيك الصبر والسلوان
عادل فرج القس يونان
العراق - بغداد
القوش
16 مايس 2011