رســالة الفنان شليمون بيت شموئيل
شليمون بيت شموئيل ، هذا الكنــار الآشوري الســاكن دائماً و أبداً في جنائن القلب و الذاكــرة....هذا الفنان المولود في بيت نهرين و المعمــّد بقدسية دجلة و الفرات...
و المتأصـّل في تربة الروح المتعطشة إلى الكلمة الصادقة ،هذا اللحـــن المسترسل في الشرايين و الأوردة.
الإنســان العظيم الذي كسب عبر مسيرته الطويلة محبة الآلاف من بني جلدته في أصقاع المعمورة ..أرصدة لا تضاهيها أخرى.
حمل هموم شعبه و حبّ وطنه في قلبه..
ابتداءً من ســيميل إلى طور عابدين و هكاري..ووو.
سيمفونيةُ بذاتها عندما يغنّي ، هو الشاعر نفسه عندما يختار...
شليمون هو واحدٌ من الفنانين القلائل المتميّزين و المؤمنين برسالتهم الفنيّّة الصادقة و الموضوعة في خدمة قضية أمتهم.
لا زال ينبع نغمــاً أصيلاً...تراثاً حضاريّاً ...عطراً بابلياً ، و يسير في دربٍ طويل ، ينثر هنا و هناك ألحانه و قصائده بذور محبّة و شجاعة وتضحية في تربة الأجيال القادمة، لتنبت مع الزمن و تعكس ثمارها صورة حضارتنا و تاريخنا المجيد على ضبابية هذا العالم المتحضّر المتخلّف و المتناسي لحقوقنا على أرضنا و في منازلنا.
شليمون غنّى لسيميل فأراح الشهداء، غنى للجبال فغارت الوديان ، غنى للسلام فابتسم الحــمام...
أعطى ولا زال صورة حيّة للإنسان الآشوري الذي أمن و يؤمن بقضيّته و يناضل في سبيل إيصال رسالته.
يمزج الفنان شليمون فلسفة الحياة بحقائق الوجودية و يلبس آلام واقعنا جمالية الماضي العريق ،يبحث في النفوس عن مواطن الضمير الغافي ليحرّكه و يحرّره من قيود الغفوة.
لقد آمن برسالته و قضيّته و لا زال يعطي المزيد ، عطاء ذلك الينبوع المنطلق من أعالي الجبال و المنحدر شــلّالاً في قلوبنا العطشى للصفاء، للمحبّة، للإيمــان.
شــليمون بيت شموئيل هو دائمــاً معنا أينما كنّــا...
هو الوطن بذاته.... في غربتنا...
و الحــريّة نفســها في وطننـــا......
فتحيـــّة لـهذا الوطـــــــن.....الإنســــــان.