Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

رسالة محبة الى قداسة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي المحترم

مساء يوم الاحد المصادف 7 ايار 2006 كنت احد المشاهدين للمقابلة التي اجريت مع قداستكم في فضائية عشتار خلال زيارتكم الايمانية الى محافظة اربيل،، وخلال تأملي الى الشاشة الصغيرة وغبطتكم مع الاخ العزيز جورج منصور ومن خلال الصليب الذهبي الذي تحملونه على صدركم المقدس تخيلت صورة السيد المسيح وهو مضطهدآ ومصلوبآ من اجلنا، نعم تخيلت اليسوع عندما كان يجلس مع المخطئين ويحاورهم ويدعوهم الى المحبة والاخوة وينيرهم الى الطريق القويم، اليسوع المحبة والسلام والحكمة، فهو أحب من كرهه واحتضن من رفضه وغفر لمن صلبوه.. نحن لم نلتقي السيد المسيح او نشاهده ولم نستمع لكلماته واقواله الحكيمة، ولكن ما نفتخر به يا قداسة البطريرك هو انتم الذين تحملون صورة المسيح وصليبة وتبشرون برسالته العظيمة، نعم انتم الذين نحب المسيح ونؤمن به من خلالكم، فنحن نشاهد اليسوع من خلال شخوصكم ونستمع اليه من خلال كلماتكم ونصائحكم وارشاداتكم فانتم الصورة الحقيقية للمسيح ونحن نفتخر بمسيحيتنا من خلال اعمالكم باعتباركم اولياء اليسوع الذي سلم الامانة في اعناقكم لتكملوا الرسالة. من هذه القناعات يا قداسة البطريرك نحبكم وننحني امامكم ونقبل اياديكم وعندما نفعل ذلك معكم نشعر وكأننا نفعلها مع السيد المسيح عليه السلام،فهذا ما تعلمناه منكم يا قداسة البطريرك.. السيد المسيح كان رسالة محبة وسلام ، كلماته كانت حكمة واقواله رسالة وايات، فهو الذي دعا الى محبة الاعداء ونبذ الكراهية والعنف كما دعا الى الصفح عن المسيئين والزناة ،اليسوع عليه السلام خلال رسالته وتبشيره بها لم ينطق بكلمة ( خائن ) ولم يوجه هذه التهمة لاحد فحتى الذي سلمه الى قيصر الظالم لم يتهمه بالخيانة فما قاله الى يهوذا الاسخريوطي كان ( ابقبلة تسلمني يا يهوذا ) لم يقل له بقبلة تخونني يا يهوذا ، هذا هو السيد المسيح يا قداسة البطريرك.. حقآ اقول يا مولاي البطريرك عندما شاهدتك من على الشاشة بثيابك المقدسة حاملا صليب السيد المسيح غمرني الفرح والسرور ، وقلت في نفسي خيرآ فعلت يا اخي جورج منصور في دعوتك لقداسة البطريرك مار عمانوئيل دلي للتحاور معه في هذه الايام العصيبة التي يمر بها شعبنا بسبب حالة التشتت التي تعيشها احزابنا ومؤسساتنا المختلفة..فاليوم احوج ما نكون الى قيادة رشيدة نسمع منها الكلمات الحكيمة التي نطق بها السيد المسيح والتي تعبر عن المحبة والتسامح والاخوة كلمات تلغي كل ما سمعناه من المنافقين والسياسيين المصلحيين وتتصدى لكل محاولات الاعداء الهادفة لشق الصف وتشتيت شعبنا.... لكن مع شديد الاسف اقولها والاسف يعصر قلبي ان ما سمعته من غبطة البطريرك اصابتني بالذهول والاحباط. عذرآ اقول يا غبطة البطريرك ان قلبي وعقلي لم يصدقا ما سمعته منك وانت تقول ( ان الكلداني الذي يقول انا اشوري فهو خائن وان الاشوري الذي يقول انه كلداني فهو خائن ايضآ ) يا قداسة البطريرك كنت انتظر منك ان تقول ان الكلداني الذي ينكر اشوريته وسريانيته خائن وكذلك الاشوري الذي ينكر كلدانيته وسريانيته فهو خائن بالرغم ان كلمة خائن لا تليق برجل دين مسيحي وخاصة من كان بدرجة بطريرك حيث نرى من خلاله اليسوع.. انا اشوري يا قداسة البطريرك لم اتمنى ذلك غير اني هكذا ولدت، ولكن باسم المسيح الذي أفتخر به هو اني لا اشعر باشوريتي إلا من خلال كلدانيتي وسريانيتي، فالاشوري لا يمكن ان يكون اشوريآ إن لم يكون كلدانيآ وسريانيآ وكذلك الكلداني لا يكون كلدانيآ إن لم يكن اشوريآ وسريانيآ ، فكلنا واحد وان ما يحصن وحدتنا هو مسيحيتنا التي نراها من خلالكم يا قداسة البطريرك. إذا كان الكلداني الذي يعلن اشوريته او الاشوري الذي يدعي كلدانيته خائنآ ... فماذا يمكن لنا ان نصف الكلداني او الاشوري الذين يدعون انهم عربآ او كردآ ( هل نحترمهم كمسيحيين عرب وكرد ) ..وماذا نقول للاشوري والكلداني الذي يتحول الى الدين الاسلامي... هل نبارك له دينه الجديد... وماذا عن الكلداني والاشوري الذي ينصهر في المجتمعات الغربية، فهناك من يفتخر بهويته الفرنسية او السويدية او الالمانية ولكن يحتفظ بمسيحيته ولا يتنكر لها.. لا اضن يومآ ان الاشوري الذي يدعي الكلدانية يكون قد تخلى عن مسيحيته وكذلك بالنسبة للكلداني الذي يدعي الاشورية فهما وجهان لعملة واحدة مهما قيل ويقال،وان الاشارات التي تصدر عكس ذلك ليست سوى من افرازات حالة الضعف التي نحن فيها وسوف نتجاوزها يومآ بفعل صلواتكم وارادة رب العالمين آمين... ان ما يهم رجل الدين المسيحي مهما كانت درجته هو حماية المسيحية والتبشير بها والدفاع عنها وهذا من صلب مهام رجل الدين المسيحي ،وان الهوية القومية في داخل البيت المسيحي والتي لا تسئ للمسيحية لا يستوجب تخوينها او رفضها.. فالمسيح عليه السلام لم يكن يومآ كلدانيآ او اشوريآ او سريانيآ وان ما حمله من هوية كانت المسيحية التي جوهرها المحبة والاخوة لا غير.. فاذا كان لرجل الدين الحق بحكم واجبه الدفاع عن دينه والحفاظ على مذهبه غير انه لا اضن له ذلك الحق في تحديد الهوية القومية لرعيته وليس له الحق في تخوين من لم يطيعه في هذا الجانب.... واخيرآ استشهد بما قاله يسوع المسيح عليه السلام ( اغفر لهم يا رب انهم لا يعلمون ماذا يفعلون ) .. Opinions