Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

رسالة

رسالة مستعجلة إلى الآشوري الراحل

الشاعر سركون بولص
في الذكرى الأولى لرحيله .....




قبل عام مرت من هنا نفحات حزن ٍ
تلونت بألوان الذاكرة.
قبل عام ٍ ودعتْ قوافل الشعراء والكتّاب
مفردة المستحيل(سركون بولص)...
السفينة التي جمعت على متنها جميع الأحبة دونما استثناء...
سيزيف العصور اسميك....
قبل عام ٍ كانت برلين حزينة كشمعة في بيوت الموصل تبكي ....
حين جاء رحيلُكَ لم تتأخر أبداً...
ودعتها وأنت تسألُ عن سرِّ كينونة العشق والقصيدة والأحبة....
وأنتَ الذي أنجزتها عاشقاً....
غادرتنا أيها الآشوري المجنح على فضاءات القصيدة وحملتها
سرك المكنون ....
في دفاتر القهر والترحال...كتبتَ
أنا الآشوري العراقي ....الذي حاصر الجميع بألوان الحب...
رحيل الشـــــــــــعراء
( هلْ غادرَ الشُعراءُ منْ مُتَرَدَّم ِ
أمْ هلْ عرفتَ الدَّارَ بعدَ تَوهُّمِ)
يا راحلاً في بحركَ قدْ غادرتْ
كلُّ المراكبِ لمْ تزلْ في محرمِ
أينَ لكَ منْ عودة ٍ نستقرىءُ
باقي القصيدة ِ والمعالمُ في دمي؟
هلْ يرحلُ الشعراءُ في صمت ٍ ولا
من عارف ٍ أومقرءٍ لمْ يكلمِ؟
إيهٍ أَيا سركونُ لستُ باكيا
رحلَ الندى واستوثقتْ معالمي
أُفٍ على عيش ٍ يكونُ هكذا
تِرحالنُا قاس ٍ وموتُ أَعجمِ
شَهَقَ الصباحُ بنوره ِ من شعركَ
والليلُ أُسكرَ من كؤوسِ منادم ِ
يبكيكَ آلافُ الصِّحاب ِ،ذكرُكَ
لازالَ في نهج ِ الغريبِ المعُدَمِ
كُنتَ القصيدةَ والهوى متيماً
هَلْ يشتكي من كانَ خيرُ الأنجم ِ؟
غُبتَ عن الكونِ وأنتَ باقيٌّ
في ليلة ٍ ولربما في مَعْلَم ِ
هجعتْ طيورُ الشعر ِ حينَ زارها
نبأُ الرحيل ِ وتدافعتْ بجماجم ِ
وتحسرتْ لِفَقْدِكَ كواكبٌ
وا أُمتي فيكِ الجهالةُ تُظلَمِ
هذي (النهارُ) في عناوين ٍ لها
(والقدسُ) تبكي سيرة َ المتقادم ِ
(والكيكا) راحتْ تُنذرُ أَحبابها
ماتَ الهوى فتسابقتْ بعمائم ِ
لبسَ السوادُ في القلوب ِ ثَوْبَهُ
كمْ لهفة ٍ من صوتكَ لمْ تُفهم ِ؟
سركونُ لاهمَّ بكأسِ شاربٍ
إنْ أغدقَ الصبحُ علينا فاغنم ِ
ساءلتُ (شوبنكنك) فقالتْ: وانحنتْ
رحلَ الغريبُ في ثيابِ طلاسمي
***
23/10/2007م
توضيح:متيماً (لأنها اسم فضلة وتكون منصوبة.كنتَ القصيدة والهوى متيماً)
=شوبنكنك:البلدة الألمانية التي تعرفت على سركون فيها ودامت معرفتي وزياراتي له كل سبت حتى ودعته وكان متوجها إلى المغرب للمشاركة في مهرجان شعري ،وغاب عني سركون وبعد شهرين هاتف من الحبيب خالد المعالي يقول اسحق عندي شخص يريدك.من هو سركون وكان ذاك أخر لقاء مع الشاعر الراحل سركون بولص .


لا تترجل أيها الفارس من على ظهر حصانك...
لأنَّ الأيام في الموصل لم تعد كما ودعتها قبل عشرات السنين...
وأخبرك أن جدتكَ تُعاني من عقم ٍ وحيرة ٍ رغم أنها هي من صنعت
المعجزات...
وأخبرك أنّ أُمكَ لازالت تردد قولها( سركون بابي بسا بسا..بابوخ دميخا...).
أما إخوتكَ فقد تمزقت بهم سواري السفن وظلوا في عرض البحر الهائج...لا يعرف أحدهم كيف يسوي أغانيه الحزينة.
وأخبرك أننا لا زلنا زعماء وغلاظ الرقبة....ولا زلنا لا نعرف كيف
لنا أن نرسم خطوط الطول والعرض.ونحن في أبواب قصور الغرباء نجدد لهم التحية خشوعاً....
صباح مساء...
وأخبرك بأننا فقدنا حتى التمييز بين الألوان.....
ونينوى التي رملّها الزمن لا زالت تجترّ أحلامها...
وأما أهلها الذين يتوزعون أرض الله الواسعة فقد نسوها
وتنكروا لها...ومنهم من رفع الصولجان وهو لا يعرف كيف يقرأُ
عناوين الصحف....سركون بولص نمْ هنيئاً لك لأنك تجاوزت مرحلة الخطر.وانتقلت إلى ربوع الهدوء والسكينة.
لكنهم ولله الحمد تراهم يحاربون بسيفك...وزادتهم الحمية حتى أنهم لم يبخلوا عليك فقد زينوا باسمك معالم مواقع عديدة...
في الختام لي أن أقول لك شيئاً واحداً...
إنَّ أمةً ً لا تُضحي بقرابين لن تبقى على أرض أجدادها....
قلنا لهم الطوفان آت ٍ لا شيء مستحيل...
قلنا لهم اشتروا جطلاً ...ظنوا بأننا نكاتبهم عبثاً....
قلنا لهم غيروا مساركم فالإيمان لوحده غير كاف ٍ..ظنوا بأننا ألحدنا....ونحن من قال: لهم علينا أن نقرأ قراءات جديدة لتراثنا الروحي....قلنا لهم اصرخوا....وبعضهم لم يُشعل شمعة واحدة في ليل المهجرين....الموصل يا سركون وغداً سترى قوافل الهاربين
الصارخين...لماذا...لماذا... لماذا...؟ّ!!!!!
التوقيع
اسحق قومي
ألمانيا
23/10/2008م


Opinions