زعماء عراقيون يقولون إن تفجير البرلمان سيوحدهم
13/04/2007 بغداد (رويترز) - وجه زعماء من مختلف الطوائف العراقية نداء من أجل الوحدة خلال جلسة خاصة للبرلمان يوم الجمعة عقدت في ظل اجراءات أمنية مشددة لادانة التفجير الانتحاري الذي وقع في مطعم المبنى يوم الخميس.
وقال مصدر كبير بالحكومة ان السلطات وردت إليها معلومات بأن متشددين يخططون لشن هجوم على البرلمان وذلك قبل تفجير الخميس الذي أودى بحياة عضو بالبرلمان وأصاب 24 اخرين.
وأعلنت جماعة دولة العراق الاسلامية التي تساندها القاعدة في بيان نشر على الانترنت مسؤوليتها عن أسوأ اختراق امني لأشد المناطق تحصينا في بغداد وهي المنطقة الخضراء التي تضم ايضا مكاتب الحكومة وسفارات.
وقال حسن السنيد النائب البارز عن كتلة الائتلاف العراقي الموحد إنه تم احتجاز ثلاثة من العاملين في مطعم البرلمان لاستجوابهم بشأن الهجوم. وقالت وزارة الداخلية إنها لن تدلي بتفاصيل عن التحقيقات.
وقال المصدر الحكومي لرويترز "حصلنا على معلومات مسبقة بأنه سيكون هناك هجوم على البرلمان." لكنه رفض الادلاء بتفاصيل محددة بشأن توقيت ورود المعلومات أو طبيعة التهديد.
وشددت الاجراءات الامنية مع اجتماع البرلمان يوم الجمعة حيث تم تفتيش جميع السيارات وسائقيها بالكامل كما أقيمت نقاط تفتيش متنقلة وأغلقت عدة شوارع فيما داهمت الشرطة عدة منازل داخل المنطقة الخضراء.
وجاء الهجوم بعد نحو شهرين من بدء حملة أمنية في بغداد يأمل المسؤولون الامريكيون أن تمنح الحكومة فرصة لابعاد العراق عن حافة حرب أهلية شاملة بين الشيعة والسنة.
وحضر الجلسة عشرات من النواب بمن فيهم المصابون في الهجوم.
واثناء توجههم إلى القاعة داسوا بأقدامهم على الزجاج المكسور المتناثر عبر المبنى. وكانت نائبة بالبرلمان ترتدي واقيا للرقبة.
وخلال جلسة البرلمان قال عادل عبد المهدي النائب الشيعي للرئيس العراقي والذي نجا من محاولة اغتيال في فبراير شباط إنه ينبغي على السياسيين داخل أو خارج الحكومة البحث عن حل من أجل المصالحة الوطنية.
ولم تجد أغلب الدعوات السابقة من أجل الوحدة من جانب زعماء عراقيين اذانا صاغية مع تزايد أعمال العنف الطائفي.
واعتبر برهم صالح نائب رئيس الوزراء في تصريحات لرويترز أن ما حدث ضربة قوية غير أنه قال إنها ينبغي أن توحد الجميع في مواجهة شر "الارهاب" وأضاف أنها تثبت أن الارهاب لا يقتصر على فئة بعينها بعد أن بترت أطراف أفراد من السنة والشيعة والاكراد والعرب على السواء في هذا الهجوم.
وافتتح محمود المشهداني رئيس البرلمان الجلسة الخاصة بدعوة النواب إلى قراءة ايات من القران على روح محمد عوض النائب عن الجبهة الوطنية للحوار العراقي والذي قتل في الانفجار.
وقال إن جميع العراقيين في سفينة واحدة وإذا غرقت السفينة غرق الجميع. وأضاف أن العراق شعب والمهاجمين "عصابة" وتساءل عما إذا كان التاريخ يذكر أن "عصابة" غزت شعبا.
ويحقق المسؤولون العراقيون في كيفية نجاح المهاجم الانتحاري في التسلل عبر نقاط تفتيش عديدة ثم تفجير نفسه وسط النواب داخل مطعم البرلمان.
وقال السنيد إن ثلاثة من العاملين في مطعم البرلمان العراقي احتجزوا لاستجوابهم بشأن الهجوم الانتحاري غير أنه لم توجه اتهامات لأحد.
وأضاف أنه يجري أيضا استجواب عدد من حراس البرلمان لكنه أضاف أن أيا منهم لم يحتجز.
وقال المصدر البارز بالحكومة العراقية إن الادلة الاولية تظهر أن أحد أعضاء فريق أمني تابع لنائب سني ربما لعب دورا في الهجوم.
وكان الجيش الامريكي قد قال في البداية إن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 20 في الانفجار. غير أن الجيش عدل الحصيلة يوم الجمعة بتخفيض عدد القتلى إلى واحد فقط إلى جانب اصابة 24 وهو ما اتفق مع تصريحات المسؤولين العراقيين.
ولابد أن تكون المتفجرات التي استخدمت في هجوم الخميس قد مرت عبر نقطة تفتيش خارجية تديرها قوات أمريكية وعراقية ومن عدة نقاط تفتيش داخلية يديرها متعاقدون أمنيون وقوات أجنبية ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ورفضت واشنطن وبعض السياسيين العراقيين التلميحات إلى أن الهجوم يشير إلى فشل الحملة الامنية في العاصمة العراقية