Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

زيارة مار دنخا الرابع: ها أنا أبشركم بفرح عظيم.. لقد وُلد لكم اليوم سركيس/ 1

في نحو منتصف أيلول 2006 وصل البطريرك مار دنخا الرابع رئيس كنيسة المشرق الآشورية في العالم إلى شمال العراق في زيارة رعوية قادما من مقره البطريركي الدائم في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية. وشملت زيارته هذه محافظتي أربيل ودهوك وتوابعهما من أقضية ونواح وقصبات وقرى.
وكما هو التقليد في مثل هكذا زيارات فإن البطريرك يقيم قداديس في بعض الكنائس وصلوات في كنائس أخرى ويلقى خلالها كرازة "خطبة للمؤمنين" في شؤون دينية وتربوية وتوجيهية. ولأن الكهنوت في المسيحية يرمز إلى السيد المسيح فإن الكهنة من قساوسة ومطارنة وبطاركة هم رسل المسيح يكرزون باسمه ويبشرون باسمه.
لكن الملاحظ في كرازات "خطب" البطريرك مار دنخا الرابع أن اسم رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني ورد في كرازاته ربما بنفس عدد مرات ورود اسم السيد المسيح، أما اسم السيد سركيس أغا جان وزير مالية إقليم كردستان فقد أورده قداسته بعدد يوازي ضعفي ذكره لاسم السيد المسيح. وهو ما جعل الكثير من المؤمنين يقولون ان سيادة البطريرك جاء هذه المرة ليبشر باسم سركيس أغا جان ومسعود البارزاني أكثر من تبشيره باسم المسيح.
وإذا علمنا أن نفقات الطائرة ذهابا وإيابا مع الضيافة في فنادق (خمس نجوم) كانت على حساب حكومة الإقليم، ومع عدم قيام البطريرك مار دنخا الرابع (ولأسباب واضحة ومعروفة سنوردها لاحقا) بزيارة العاصمة بغداد وهي المركز كما هو التقليد والبروتوكول، على الأقل ليوم واحد للقاء رعيته في بغداد من كهنة ومؤمنين لمنحهم بعض العزاء في الواقع المؤلم الذي يعيشون فيه، وكذلك لقاء بطاركة الكنائس الأخرى الموجودين في العاصمة مع بعض اللقاءات الرسمية من المسؤولين في الدولة، يكون في الموضوع "إنّ" كبيرة، وهي في الواقع واضحة وضوح الشمس، وهي أن هذه الزيارة لم تكن رعوية إنما سياسية مادية بحتة (تلميع صورة البارتي، تلميع صورة أغا جان وكأنه مخلص جديد، رجل كريم صاحب فضل يوزع الأموال من جيبه الخاص ولذلك يكون مستحقا زعامة هذا الشعب، غض النظر والسكوت على التجاوزات الكردية الكثيرة على الأراضي والحقوق الخاصة بشعبنا وترسيخ الواقع غير العادل، تحجيم الدور القومي والسياسي للممثلين الشرعيين للشعب الكلداني الآشوري السرياني في عراق اليوم، محاولة كردستنة هذا الشعب، التبشير بالآشورية "آثورايي – اومتا اثوريثا" كتسمية وحيدة لأبناء شعبنا "مار دنخا بطريرك كنيسة آثورية وسركيس أغا جان آثوري"، قبض مبالغ ضخمة من الدولارات ربما لاستخدام بعضها في تغطية نفقات المحاكمة القائمة في الولايات المتحدة حاليا). وهكذا نجد أنه لا علاقة لهذه الزيارة من بعيد أو قريب بوصية المسيح: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمذوهم باسم الاب والابن والروح القدس وعلموهم كل ما اوصيتكم به.." ..
وللحديث تتمة.
Opinions