سبع صور والكشف عن جُناة اضطهاد الموصل
الصورة الأولى / وصف المأساةنعم مكونات المجتمع كلها تعرضت للموت! في كافة انحاء العراق، منهم اخوتنا الصابئة والشبك، ولكن إضطهاد اليزيدية كان له طعم خاص، ومذبحة سنجار تبقى عاراً على جبين مرتكبيها! نعم اعلنوا مسؤوليتهم عن العملية ولكن اعدام عمال النسيج كان لها طريق آخر من جانب منفذيها، وتطبيقهم لحقوق الانسان على طريقة آكلوا لحوم البشر!
اليوم ما يحدث في الموصل هو تطبيق لأجندة خاصة جداً، تختلف ظروفها الذاتية والموضوعية عن ما حدث للعراقيين خلال السنوات الخمس الماضية، نعم انها امتداد لها، ولكن غزوة الموصل تختلف كونها مدروسة بعناية فائقة، وطُبِقَت في ظرف ذاتي (الغاء المادة 50 ومطالبتنا الشعبية الواسعة بإعادتها)
* خفض نسبة المؤيدين (لحكمنا الذاتي المنضم لكردستان! او تحت لواءه) لا ادري الى اية مادة قانونية يستندون عليها السادة الكرام (هل يحق لأقليم متمتع بحكم ذاتي سابق، ان يمنح حكم ذاتي لمكون آخر ضمن الحكم الذاتي الممنوح له من المركز؟) عند التحري في قرارات الامم المتحدة والقانون الدولي والوطني (العراق) لم نجد نص يطابق ذلك! نحن لسنا ضد الحكم الذاتي مطلقاً! ولكن السؤال هو : أي حكم ذاتي نريد؟ لنطرح الاشكال المطروحة للإستفتاء الشعبي! بشرط (دون ترهيب ودفع الاخضر) وننحني امام اختيار الشعب المسيحي!
* اذن حان وقت (غزوة الموصل) لترتيب الاوراق الخاصة بين الاكراد والحكومة المركزية، فيما يخص (وضع كركوك المعقد! بحيث لا يمكن حسمه عسكرياً لصالح اية جهة! لوجود مصالح وعلاقات واجندة اقليمية ودولية معروفة) لذا وجوب الاتفاق حول كركوك، ولكن بثمن! هذه هي السياسة في عراق اليوم، كل شيئ بثمنه كما يقول المثل! وصلنا الى هذا الدرك لتكريس المحاصصة الطائفية – المذهبية – الدينية السياسية، في كافة مرافق الدولة والمجتمع!!!!!!!!
الصورة الثانية / الثمن
ثمن توزيع الادوار في كركوك، هو بقاء قوات البيشمركة على الشريط الحدودي لأقليم كردستان، للدفاع واستقرار الأمن داخل الاقليم! واعتبار المناطق الساخنة التي تسيطر عليها القوات الكردية ميدانياً (خارج حدود الاقليم) مناطق متنازع عليها سابقاً وتكريس واقع خاص حالياً، منها قسم من مناطق ديالى وخانقين (التي شهدت توتراً بين الحكومة المركزية ةحكومة الاقليم مؤخراً) وجزء من مناطق الموصل (الشريط الحدودي المسيحي / اليزيدي – شيخان وسنجار) وهذا الكلام ليس بجديد، ولا قدرة الحكومة المركزية لفرض سيطرتها وهيبتها على المناطق المشار اليها، لذا التجئت للعبة جر الحبل، وكانت النتيجة (اعطني واعطيك) هذه السياسة المتداولة حالياً بين الفرقاء (الإخوة الأعداء)! يكونون إخوة ويتحدون عندما يكون هناك قبض ثمن، وتقسيم ارباح، وان كانت على حساب دم الآخرين، وقِيَمهم وهويتهم ووجودهم، نعم سيدي هذه كلها تكهنات فيها جزء من الحقيقة! ولكن نسبة هذا الجزء من الحقيقة تكون كبيرة جداً ان قلتم لنا :
مَن وراء الاضطهاد الاربعيني الموصلي؟
الصورة الثالثة / الدلائل
** لم تخف "القاعدة" ولا "الدولة الاسلامية" ولم يرف لهما جفن عندما
آ – عندما يقطعون ويحزون الرؤوس بالموس او بالتنكة! ورأينا عشرات اشرطة الفيديو تؤكد ذلك! لا بل كان هناك تباهي وقول "الله اكبر" عند قطع رأس انسان واطرافه (منهم الشهيد الأب بولص اسكندر)
ب- عندما يستعملون (البشر) كقنابل موقوتة (النساء والفتيات والاطفال) ويفجرونهم عن بعد! او بحزام ناسف! ولحد اليوم، يهلهلون فوق جثث الشهداء، وقد وصل عددهم الى اكثر من 500 و 200 شهيد في عملية واحدة
ج- مع كل هذا وهم (القاعدة – دولة العراق الاسلامية) يُعلنون انهم ليس وراء اضطهاد شعبنا المسيحي في الموصل! واشاروا الى الاكراد
** الاكراد سارعوا بنفي التهمة عنهم، بعدما اتهموا علناً من قبل المعارضة السنية أيضاً، من المحتمل ان يكون موقف (السيد حارث الضاري) هو تطبيق لسياسة (فرق تسد) ولكن هناك حقائق ودلائل على الارض هي التي تتكلم
** في نفس الوقت أشار بعض كتابنا (بخجل) الى الجهة التي تكون وراء عملية الاضطهاد المنظم بكل المقاييس، منهم (كاتب هذه السطور) حيث قلنا بالحرف :
نحن لسنا ضد الاكراد كشعب، ولا كحركة تحررية، ولا كدين! لوجود روابط العيش المشترك منذ القِدم، وكحركة تحررية هناك مئات الشهداء من شعبنا المسيحي يصرخون من فوق جبال وسهول وروابي كردستان، واليوم هناك قادة كبار في الاحزاب الكردية وحكومة الاقليم، ولكن!! هذه الـ لكن وراءها يختبئ القاتل،
اشرنا الى وجود اجندة سياسية طُبِقت واصبحنا بين جاكوج الاكراد وسندان العرب، واليوم سنحاول ان نكشف القاتل الحقيقي، فمن هو يا ترى؟
الصورة الرابعة / القاتل
لم يبقى أمامنا سوى الدولة المركزية هي المتهمة الرئيسية! ولكن وجوب هناك ادلة ثبوتية لتقديمها الى محكمة الشعب! وبعد ان سمعت الدولة هذا الاتهام سارعت الى تقديم الدعم العسكري واللوجستي والمعنوي للعوائل المهجرة، فبعد 40 يوماً فقط! نعم فقط! تحركت الدولة باتجاه (حماية المسيحيين) لماذا تأخرت كل هذه المدة؟ لانها كانت تخاف من ابادة الفوجين المرسلين من بغداد من قبل ثوارنا الذين كانوا يحملون مسحاة وقبان البناء، وابرة دواء لشفاء طفل مريض، ودسك لاغنية حب، وقلم لتعليم الطلاب، وكانت هذه الاسلحة الفتاكة كافية لعدم تمكن الدولة من التدخل السريع للسيطرة على الموقف، نشهد ان مسؤولين (محافظ الموصل ونائبه الكردي (حامي الموصل امنياً) ووزير مالية كردستان) زاروا العوائل المُهَجًرة في تلكيف وتلسقف والقوش والمناطق الاخرى، وقالوا لهم (اصبروا) بعد ان وزعوا عليهم بعض المواد وكمية من المال! ومن جانب آخر سارع رئيس الوزراء ورئيس البرلمان ونوابهما الى التنديد بالعملية وكثير من القادة والمسؤولين في الدولة والاحزاب الدينية والسياسية وقفوا معنا مشكورين!
عجيب أمور غريب قضية
الصورة الخامسة / ضاع القاتل
انظروا يا شرفاء العالم الى هذه المسرحية، مسرحية (البؤساء)، هناك اكثر من 2500 عائلة تائهة على المسرح، 91 شهيد، 12 منهم خلال 40 يوماً الماضية، تفجير 5 بيوت وباب كنيسة، مكبرات الصوت تجوب الشوارع وتدعوا الى (اترك كل شيئ واهرب والا تموت) وقف العالم كله معنا، الاسلام قبل المسيحيين ورجال الدين وكتابهم ومثقفيهم وقفوا وقفة الشرفاء مع الحق وضد الظلم، ننحني امام كل حر ومن ساهم في رفع معانات شعبنا في الموصل! اننا امام جريمة يُراد عودة (ارسين لوبين) اللص الظريف الى الحياة! تساعده (اجاثا كرستي) لكي يتمكنا من كشف الجهة التي كانت وراء عملية الموصل
الذين ينفون التهمة عنهم هم
القاعدة – دولة العراق الاسلامية – السنة - الاكراد – الشيعة - الحكومة
طيب من بقي : الاقليات المنكوبة
اذن اين القاتل؟ عفواً نقول هناك قتلة مختبئون بين الاقوياء – الكبار الذين لهم القدرة والقوة للقيام بمثل هذه العمليات النوعية والمتميزة، هناك احتمال ان مجموعة او مجموعات القتلة كاءوا من كوكب آخر وتكلموا بلغاتنا المحلية من على مكبرات الصوت وهددوا شعبنا المسيحي، وهجروه، وقتلوا الابرياء
الصورة السادسة / وجوب الفرز
إن اردنا تتبع آثار القتلة ومعرفتهم، يجب تجنب اطلاق التهم جزافاً، مع اخذ بنظر الاعتبار، من المستفيد من هذه العملية؟ لذا وجوب فرز وابعاد بعض المشتبه بهم لعدم ثبوت الادلة المقنعة! وكما اشرنا سابقاً، وبرأينا المتواضع نستبعد :
القاعدة – دولة العراق الاسلامية – السنة (جماعة حارث الضاري المعارضة) –الشيعة!
بقي الاكراد والحكومة في دائرة وسط المسرح! فهل كل الاكراد متهمين؟ الجواب كلا وبدون تردد، وهل الحكومة بشكل عام متهمة؟ الجواب كلا بدون تردد ايضاً!
هل هي حزورة؟
الصورة السابعة / الكشف عن الجُناة
من خلال المشهد الاخير من مسرحية البؤساء (نعتذر للكاتب فكتور هيجو) التي تعرض على مسرح "الحقيقة" نرى الجُناة مختبئين بين الأمن الكردي والشرطي الحكومي في الموصل، انه محور تنفيذ ما اتفق عليه سياسياً حول (حل مسألة كركوك – القوات الكردية في ديالى وخانقين – الامن والبيشمركة في الموصل)
بما ان القوات الأمنية الكردية هي المسؤولة عن امن مدينة الموصل، والمسؤول الامني فيها هو نائب المحافظ (كردي) مع الشرطة والاستخبارات الحكومية
فهل من المعقول ان يتم قتل هذا العدد الكبير من شعبنا المسيحي (91 شهيد) وتفجير 5 بيوت + كنيسة، وتهجير 2500 عائلة بطلب من مكبرات الصوت، ولمدة 40 يوما تقريباً، ويتجرأ احدهم مهما كان دوره (اخس من دور الحَجَلْ – الطائر الخائن) ان يقول : ان هذا يحدث او قد حدث في التاريخ القديم والحديث بدون ان يكون الامن الكردي والبيشمركة والشرطة والجيش الحكوميان في الموصل على علم بما حصل في الموصل؟ باعتبارهما ممسكان الأمن على الارض!
قتلة شعبنا المسيحي في الموصل هم مجموعتان خاصتان من (الامن الكردي والاستخبارات الحكومي) والادوار تبادلوها عند التنفيذ، لمصلحة التحاق اكبر عدد من المسيحيين على الشريط الحدودي بين العرب والاقليم، وخاصة بعد الغاء المادة 50 وتصويت الكتلة الكردية ضدنا، وتفريغ الموصل من المسيحيين لكي يكون العدد اقل من المطلوب لتمثيل المحافظة! ويكونوا في حماية الحكم الذاتي الكردي من جهة اخرى! وبمساعدة الاستخبارات الحكومية بعد الاتفاق الضمني بخصوص كركوك وديالى وخانقين، يضاف اليها مصلحة التعصب الديني المزمن في الموصل من هجرة المسيحيين، والاستفادة المرحلية منهم ومن وضعهم لتعزيز فكرة الانضمام الى كردستان حسب الاستمارات الخاصة الموزعة سابقاً وحالياً على المهجرين وغير المهجرين في منطقة (سهل نينوى) ونحتفظ بنسخة منها، فيها اسماء كوادر من الأكراد ورجل دين مساهم ايضاً في التوزيع والتوقيع
انها وجهة نظر تحليلية نتمنى ان يكون هناك نقاش ورد موضوعي وان حدث
نقول : اذن اين الحقيقة؟ لا بد للليل ان ينجلي
shabasamir@yahoo.com