Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

( سلطعون النسك للشاعرة أسماء غريب )



القصيدةُ المائيّة : حيْنَ دخولِ النصّ تتكاثفُ مفرداتٌ متعلّقة بالبحر – بالماء – من هنا لا بدّ من قراءة النصّ من خلال هذا المناخ المائيّ الذي تفتقرُ النصوصُ إليه . دهشةُ ( سلطعون النسك ) تأتي متزامنة مع اللغة المرنة الأنثوية التي تجيدُها أسماء . لكني أقرأُ هذا النصَّ بأشكالٍ : كأنّه كُتبَ بغير العربية , ومِنْ ثَمَّ تُرجمَ إليها , مستفيداً من تقنية الشكل والخطاب :( المصطلح المغاربي) . أعني أنّ أسماءَ تقسّمُ الكلمات على البياض من خلال معرفة الكلمة التي تريدُ أنْ تكونَ في حيّزها الذي ترومه . ثمة لازمة :( أنتظرك) مُكرَّرة في النصِّ , متقنةُ المكان . و تالياً يأتي فراغٌ أو بياضٌ مهدورٌ , وهذا ما تريدُه كلمة الانتظار الذي يستدعي فراغاً ضروريّاً . ممّا يخوّلُ المقروءَ ليكونَ هامساً أو مستحيا,ويتطلبُ من القارئ أنْ يقرأه بعينيين ( مغسولتين) , أو أنْ يؤجّلَ قراءته ل(سلطعون النسك ) إلى زمنٍ يكونُ فيه متخلياً عن التعقل , أعني أنْ يكون قارئُه قارئاً ليليّاً ,متحلياً بكثيرٍ من الإحساس بالأشياء,و بما حولَه.مع تسجيل ملاحظةٍ أنّ هذا النصّ يحتفي جليّاً ببعض ما تحتفلُ القصائدُ العربية من سطوة الاستعارة بنوعيها , هذه الاستعارة التي تأبى إلا أنْ تكونَ حاضرة في النصوص ( غالباً أيّ نصّ كان ) ضمناً : ( سلطعون النسك )
هذه القصيدة فازتْ بها الأديبة المغربية أسماء غريب في ( إيطاليا ) بالجائزة العالمية للشعر .
( سلطعون النسك )
أسماء غريب

أتراها يا سيدي هذه المسام على جلدي؟
بإبرةٍ من فضةٍ مددتُ قطرها
و تحتها زرعتُ
بذورَ أعشابٍ عطرية , و أخرى غريبة
و جلستُ أنتظرُك
...
...
...
أنتظرُ أنْ تفتحَ لي السماءُ أبوابها
و تسقي بمائها بذوري
و عندما جاء الشتاءُ و تبعه الربيعُ
تفتحتْ بعروقي
زهورُ الزعفران
و الريحان و القرنفل



و جاءَ لزيارتي:
النملُ
و النحلُ
و الفراشاتُ
و الدعاسق
و جئتَ أنتَ يا سيدي !

أتراه يا سيدي هذا البحر بعيني؟
حفرت أعماقه
و تحتها زرعت ذرات من رمال ثمينة
و جلستُ أنتظرُك
...
...
...
أنتظرُ أنْ يفتحَ لي البحرُ مغاراتِه
و تحدثني الأمواجُ عن أسرارها
و عندما جاء الشتاءُ و تبعه الربيع
تفتحتْ بقلبي
محاراتُ اللؤلؤ
و أشجارُ المرجان
و جاء لزيارتي:
بلحُ البحر
و الحبارُ
و القنفد
وسلطعون النسك
و جئت انت يا سيدي!

بيدي قطفت من جسدي
أزهار الريحان و القرنفل
و زينت بها هديتي
ثم لففت خصرها بجدائل الزعفران
و ثبّتُّ فوقها نجوما من اللؤلؤ و المرجان
و جلست أنتظرك
...
...
...


أنتظر ان تخيط لي بإبرك الفضية
مسامي
و تأخذ قبل رحيلك
قرباني إليك:
سلطعون نسك
مخبوء داخل باقة
قرنفل و ريحان
و مزين بلآلئ
و أغصان من المرجان

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
نعم فقدان اللغة يعني فقدان الهوية القومية أنا سعيد جدا أن أرى الكثير من الزملاء الكتاب من أبناء شعبنا الواحد يهتمون بشؤون اللغة. وقد يكون هذا من جراء ما كتبته مؤخرا عن أهمية اللغة للهوية القومية. اللغة الآرامية ولهجتها السريانية - الجزء الأخير ـ تطوّرت السريانية لتجعل من الآرامية لغة أدب وفلسفة وعلم وهذا ما لم يقم به شعب آخر غير الناطق بالسريانية. كان ذلك من خلال مدارسهم التي اشتهرت ببحوثها اللغوية والكتابية والتاريخية مثل مدرسة الرها من أجل إعادة كامل حقوق الأكراد الفيليين وتعويضهم وإنزال العقاب الصارم بقتلة أبنائهم غداً ستباشر المحكمة الجنائية العليا محاكمة 16 من المسؤولين في النظام السابق عن جريمة وحشية كبرى تتعلق بتصفية أبناء الأكراد الفيليين شعب ممزق وأمة تحتضر من سلسلة مقالات شعب ممزق وامة تحتضر مساهمة في الحوارات الدائرة بالشان القومي لامتنا سؤال يطرح نفسه : - عن أي شعب نحن نتحدث ؟ ( الشعب الآشوري , أم الشعب الكلداني
Side Adv2 Side Adv1