Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

سنوات الجحيم/ أربعون عاماً من حكم البعث الفاشي في العراق/ كتاب في حلقات / الحلقة 2

25/2/2010

موجز تاريخ
حزب البعث العربي الاشتراكي

أولاً: نشوء حزب البعث العربي الاشتراكي
ثانيا: توحيد حزبي عفلق و الحوراني
ثالثاً: دستور حزب البعث لعام 1947
رابعاً: نشر بذور حزب البعث في العراق ولبنان والأردن
خامساًً: تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق
سادسا: الصراعات والانشقاقات داخل قيادات حزب الب

أولاً: نشوء حزب البعث العربي الاشتراكي

يتفق معظم الباحثين المتتبعين لتاريخ حزب البعث العربي الاشتراكي الذي نشأ في سوريا، أن الحزب كان قد نشأ من خلال ثلاث مجموعات لم يكن بينها رابط في بادئ الأمر، وهذا ما صرح به كل من زكي الأرسوزي، وميشيل عفلق، وصلاح الدين البيطار، وأكرم الحوراني الذين كان لهم الدور القيادي في الحزب في أحاديث أجراها معهم الباحث الكبير حنا بطاطو حول أصول الحزب ومراحل تأسيسه.(1)
وقد ضمت المجموعة الأولى من الطلاب والمعلمين السوريين التي ظهرت عام 1939 في لواء الاسكندرونة السوري، الذي انتزعته تركيا وضمته إليها في ذلك العام .
وقد كانت هذه المجموعة بزعامة السيد زكي الأرسوزي خريج جامعة السوربون البالغ من العمر 38 عاماً، فرع الفلسفة، وهو ابن لمحامي وملاك من قرية الأرسوز في لواء الاسكندرون.
شكل السيد زكي الأرسوزي تنظيمه الأول تحت اسم [الحزب التقدمي العربي] الذي تأسس عام 1938 حيث استطاع أن يجمع حوله أعداداً كبيرة من الطلاب والمدرسين الذين كانوا يمثلون جزءاً من آلاف المهاجرين السوريين من لواء الاسكندرون إلى سوريا بعد ضمها إلى تركيا عام 1939. (2)
لكن الأرسوزي ما لبث أن شكل تنظيمه الجديد تحت اسم [ حزب البعث العربي] بتاريخ 26 تشرين الثاني عام 1940، في الذكرى الأولى لاقتطاع لواء الاسكندرون وإلحاقه بتركيا، بعد أن توسع التنظيم برفده بأعداد غفيرة من الطلاب والمدرسين في دمشق، حيث كان الأرسوزي ُيدرّس في إحدى مدارسها الثانوية من ذوي التفكير القومي العروبي الذين وجدوا في توجهات زكي الأرسوزي القومية العروبية المتسمة بالتعصب من جهة، وبما يمتلكه من قوة الحجة والحماس للعمل الذي لا يخلو من التعصب القومي العروبي، واتخذ من كارثة إلحاق لواء الاسكندرون بتركيا قضية مركزية لتنظيمه.
لكن السيد الأرسوزي لم يستطع الحفاظ على تنظيمه، حيث انفك عنه الكثير من رفاقه عام 1944 بعد أن شعروا بعنصريته، وأسلوب تعامله معهم حيث كانت ظروفه الشخصية قد أثرت كثيراً على تصرفاته واتسمت حياته بالكآبة وسرعة الانفعال بسبب الفقر الذي كان يعاني منه، وانضم معظم الذين تركوا تنظيم الأرسوزي إلى مجموعة السيد [وهيب الغانم] التي كانت تستمد أفكارها من[ميشيل عفلق] و[صلاح الدين البيطار].
أما المجموعة الثانية فكانت بزعامة [ميشيل عفلق] و[صلاح الدين البيطار]الذين شكلا تنظيماً أطلقا عليه في بادي الأمر أسم [الإحياء العربي] حيث أصدرا أول بيان له في أواخر شباط 1941، وكان موجهاً لدعم الإضراب العام ضد الاحتلال الفرنسي الغاشم.
وفي 24 تشرين الأول عام 1942استقالا من وظيفتيهما حيث كانا يدرّسان في إحدى المدارس الثانوية في دمشق، وتفرغا للعمل الحزبي بعد أن توسع نشاط تنظيمها بانضمام رفاق الأرسوزي إليه، وجرى تغيير اسم التنظيم إلى [ البعث العربي].
كان ميشيل عفلق البالغ من العمر 34 عاما، المسيحي الأرثدوكسي، وصلاح الدين البيطار البالغ من عمره 32 عاما، المسلم السني من عائلة عرفت بتوجهها الديني،حيث برز منها رجال دين بارزين وكلاهما من مواليد دمشق من حي الميدان الذي ارتبط تاريخه بالانتفاضة الكبرى ضد المستعمرين الفرنسيين بين عامي 1925ـ 1926 الذين تقاسموا البلدان العربية التي كانت تحت السيطرة العثمانية بموجب معاهدة [سايكس بيكو] السرية مع بريطانيا بعد اندحار الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وقد أبدى أهالي الحي بطولة نادرة ومقاومة باسلة ضد المحتلين الفرنسيين الذين أمطروا الحي بوابل من قذائف مدفعيتهم، وعملوا في الحي تدميرا وتخريباً كبيرين، ودفع الكثير من سكان الحي أرواحهم ودماءهم من أجل التحرر من ربقة الاستعمار الجديد وهذا ما اكسب عفلق والبيطار التأييد لتنظيمهما.
وعلى الرغم من الاختلاف الديني ما بين عفلق والبيطار، فقد جمعتهما أيام الدراسة في جامعة السوربون بفرنسا عام 1929، حيث كانا يدرسان الفلسفة فيها، وتوطدت الصداقة فيما بينهما، وقد اشتركا في توجهاتهما لدراسة أفكار كبار الفلاسفة أمثال [ نيتشه] و[ماتزيني] و[أندريه جيد] و[رومان رولان] و[كارل ماركس] و[ فيردريك أنكلز] و[لنين]، وقد استهوتهما الأفكار الماركسية في بادئ الأمر، وسيطرت على عقليهما خلال الأزمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بالنظام الرأسمالي في الفترة بين عامي 1929 ـ 1932، وحيث أعلن كلاهما عن هذا التوجه قائلين: {لقد جئنا إلى الاشتراكية عن طريق الفكر والعلم، ووجدنا أنفسنا أمام تفسير بارع وساحر لكل المشاكل السياسية والاجتماعية التي ترهق العالم عموما، والتي نعاني منها نحن العرب بشكل خاص}. وقد كان لدعم اليسار الفرنسي لقضية التحرر العربي تأثير بارز على توجهما نحو اليسار. ( 3)
أما التنظيم الثالث فتمثل بمجموعة[أكرم الحوراني] التي نشأت في الأساس في حماة تحت شعار محاربة الإقطاع الذي كان سائدا المجتمع آنذاك، وتراكم الثروة لدى الإقطاعيين في حين كان الفقر المدقع يلف الجانب الأكبر من أبناء الشعب.
وكان الحوراني الذي ولد في عام 1912 قد أكمل دراسته الثانوية ودرس الطب في الجامعة اليسوعية، لكنه لم يكمل دراسة الطب، وتحول نحو دراسة القانون عام 1936، وانظم في العام نفسه على الحزب القومي السوري.
لكنه سرعان ما ترك الحزب بعد سنتين حيث تخرج محاميا وعاد إلى حماه لممارسة المحاماة، ولم يلبث أن تسلم قيادة[ حزب الشباب] الذي أسسه ابن عمه عثمان الحوراني ثم عمد إلى تغيير اسمه فيما بعد إلى[الحزب الاشتراكي العربي]،وقد لعب الحوراني دورا كبيرا في السياسة السورية حيث انتخب نائبا عن حماه، وارتبط اسمه بالانقلابات الثلاثة التي حدثت في سورية بدءا من انقلاب [حسني الزعيم] في 30 آذار 1949، فانقلاب [سامي الحناوي] في 14 آب من نفس العام، فانقلاب [أديب الشيشكلي] في 19 كانون الثاني 1951.

كان الحوراني يلقب بالثعلب ذو المخالب الملونة، وقد مكنه هذا الدهاء، وهذا التقلب من إقامة العلاقات بالعسكريين الذين قادوا تلك الانقلابات، وشغل مناصب وزارية في الحكومات التي شكلها الانقلابيون، وقد اخذ تنظيمه يتوسع يوما بعد يوم، كما توسعت علاقاته بالضباط الذين أخذوا يلعبون دوراً سياسياً كبيراً من خلال تلك الانقلابات.(4)

ثانيا:توحيد حزبي عفلق والحوراني

وجد ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار ضالتهم المنشودة في شخص أكرم الحوراني بالنظر لتوسع نفوذه السياسي،وعلاقاته مع ضباط الجيش السوري، وتوسع تنظيم حزبه فبادرا إلى مفاتحته حول توحيد التنظيمين تحت اسم [حزب البعث العربي الاشتراكي]، وتم الاندماج في تشرين الثاني عام 1952، وجرى تبني دستور الحزب لعام 1947 دون تغيير، وجرى اتخاذه من قبل كافة فروع حزب البعث في البلدان العربية.
تألفت قيادة الحزب بعد توحيده من[ميشيل عفلق]و[صلاح الدين البيطار] و[جلال السيد]عن حزب البعث، و[أكرم الحوراني] والأستاذ الجامعي [ أنطوان مقدسي] وأصبح ميشيل عفلق منظر الحزب.
لكن الأمر لم يدم لعفلق بعد أن توسع الحزب، وانظم في صفوفه مجموعات عديدة من المثقفين، مما أوجد بالتالي تيارات متعددة ومتنازعة داخل الحزب، ولكل منها توجهاتها المتباينة عن الآخرين، فمجموعة كان لديها توجهات تميل للماركسية، ومجموعة ثانية حملت أفكارا تميل للنازية العنصرية والفاشية، ومجموعة ثالثة كانت تتطلع نحو الاشتراكية الديمقراطية السائدة في أوربا الغربية، وقد انعكست هذه التوجهات على القاعدة الحزبية التي وجدت في هذه التوجهات ما يثير الشك، وأصابها نوع من اليأس والقلق على مستقبل الحزب وساورتها الشكوك في إمكانية استمرار وجوده على الساحة السياسية. (5)
كانت أفكار ميشيل عفلق وكتاباته عبارة عن مجموعة من الخطب المتناثرة التي كتبها خلال تتبعه للأحداث الجارية في سوريا، وهي لا تشكل كلا متجانسا ومترابطاً، وتخلو من التحليل الدقيق واستنباط الحقائق، وهي تمثل خليطاً من مما دعاه[بالقومية الإنسانية] و[ديمقراطية اليعاقبة] و[مثالية مانزيني] مع بعض الأفكار المقتبسة من ماركس ولتين، وكانت أفكاره تلك متشبعة بالروحية المسيحية والإسلامية لتمييزها عن الفكر الماركسي الذي يعتنقه الشيوعيون.
وضع عفلق للحزب شعاره الثلاثي المعروف[الوحدة والحرية والاشتراكية] جاعلا منها الهدف الرسمي للحزب.
وقد حدد عفلق منطلقات شعار الحزب من الآتي:
1 ـ وحدة الآمة العربية
وضع عفلق لهذا الشعار[امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة]، وقد فسر عفلق الأمة بكونها عبارة عن مخلوق حي ، واعتبر الرابط بين الإنسان العربي وبين الأمة العربية رابط عضوي، وعليه فلا معنى للفرد دون الأمة، ولا يمكنه تحقيق ذاته إلا كعضو فيها ومن خلالها، وإذا لم يشعر الإنسان العربي بجذوره القومية فإنه سيعيش حياة عقيمة، وعليه فلا بد من قيام الوحدة التي تجمع هذه الأمة. (6)
لكن هذا الشعار لم يستطع الصمود في واقع الحال، حيث تم تجاهل الظروف الموضوعية لكلا البلدين سوريا ومصر،عندما أقدم حزب البعث وحلفائهم القوميين بزعامة رئيس الجمهورية[ شكري القوتلي] على إقامة الوحدة بين البلدين في الرابع من شباط عام 1958.
وأمام تجاهل الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي السوري من قبل قيادة الحزب، فقد ظهرت صعوبات جمة ومشاكل خطيرة خلقت استياءً عاما لدى الشعب السوري، مما أدى إلى انفراط الوحدة على أثر الانقلاب العسكري الذي قاده[مأمون الكزبري] بالتعاون مع الدهمان والنحلاوي في 22 أيلول 1961، بعد أن بلغ الاستياء الشعبي من هيمنة الجانب المصري على مقدرات سورية مداه الواسع بين جماهير الشعب.
بقي شعار الوحدة لعفلق حبرا على الورق، ولم يستطع حزب البعث السوري الذي قفز إلى السلطة بانقلاب عسكري قاده [ لؤي الاتاسي] في 8 آذار 1963،والذي استمر في حكم سوريا حتى اليوم، وانقلاب حزب البعث العراقي في العراق في 8 شباط 1963 الذي دام تسعة أشهر، وانقلابه الثاني في 17 تموز 1968، حيث حكم حزب البعث العراق منذ ذلك التاريخ وحتى إسقاط نظام صدام حسين على أيدي القوات الأمريكية والبريطانية في التاسع من نيسان 2003، لم يستطع الحزبان أقامة الوحدة من جديد بموجب اتفاقية الوحدة الثلاثية المعقودة بين العراق وسوريا ومصر والتي لم ترى النور.
كما لم يستطع الحزبان العرقيان السوري والعراقي إقامة أي نوع من الوحدة بين البلدين طيلة أربعة عقود من حكمهما، بل على العكس من ذلك تميزت علاقات الحزبين والحكومتين بالصراع والاحتراب، وانقطاع العلاقات، وغلق الحدود المشتركة بين البلدين، وقطع العلاقات الدبلوماسية، بل لقد خاض الحزبان والحكومتان حربا غير معلنة بينها على الساحة اللبنانية أيام الحرب الأهلية، ومارس الحزبان والحكومتان الأعمال التخريبية في بلديهما من تفجير السيارات المفخخة والاغتيالات.
لقد تحول الحكم في كلا البلدين من حكم الحزب إلى حكم العائلة، وأصبح حافظ الأسد حاكماً مطلقاً لسوريا، ولم يكتفِ بذلك بل ورث الحكم من بعده لولده بشار الذي يحكم سوريا اليوم.
أما في العراق فقد اغتصب صدام حسين السلطة من سيده احمد حسن البكر، وأعلن نفسه حاكما مطلقا للعراق، وحول حزب البعث إلى جهاز أمني مهمته الأولى والأخيرة حماية نظامه الدكتاتوري الاستبدادي، وزج البلاد في حروب دموية مرعبة طيلة فترة حكمه التي دامت منذ عام 1979 وحتى إسقاط النظام في حرب الخليج الثالثة عام 2003.
اغرق العراق بالدماء، ودمر اقتصاده، وكبل البلاد بالديون، وسبب للشعب الحصار الاقتصادي الجائر الذي فرضته الولايات المتحدة بعد حرب الخليج الثانية، والذي دام 13 عاماً، وأدى إلى انهيار البنية الاجتماعية للشعب العراقي.
2 ـ الحرية:
وتعني في نظر مؤسس الحزب عفلق حرية الأمة في إدارة شؤونها ، أي تحررها من الهيمنة الأجنبية، لكن هذا التحديد لا يمكن اعتباره هو الهدف، بل هو الوسيلة لتحقيق حقوق وحريات الشعب التي نصت عليها شرعة حقوق الإنسان التي أصدرتها هيئة الأمم المتحدة عام 1948، من أجل تحقيق حياة حرة كريمة للمجتمع، يمارس من خلالها الإنسان كامل حقوقه وحرياته، في جو من الديمقراطية التي تتيح له المشاركة في العمل السياسي، والوصول إلى السلطة عن طريق الورقة الانتخابية، والتداول السلمي للسلطة.
لكن واقع الحال في سوريا والعراق حيث حكم حزب البعث البلدين أربعة عقود تميزت في قمع الحريات العامة، وقمع الأحزاب السياسية، والتصفية الجسدية لكل من يعارض سلطتهم الدكتاتورية، وإجبار المواطنين على الانتماء لحزب البعث بكل الوسائل والسبل، والحكم بالإعدام على كل من يشك في انتمائه إلى أي حزب سياسي غير مجاز، وطبيعي لن يجاز أي حزب يمتلك أي نوع من الاستقلالية، بل ُسمح فقط للأحزاب التي تسير في ركاب سلطتهم ، وتحت رقابتهم المطلقة. . وهكذا أصبح البلدان يقودهما الحزب الواحد دون منازع، وصار الدستور مجرد قصاصة ورق، والبرلمان ليس أكثر من مجلس صوري يجلس فيه إمعات لا حول لهم ولا قوة، فصدام حسين انتخب بنسبة 99,99%!! ، وحافظ الأسد حكم سوريا منذ 13 تشريه الثاني 1970 حتى وفاته في 11حزيران عام 2000، وجرى بعد وفاته مباشرة جمع مجلس الشعب [البرلمان] ليعدل الدستور خلال عشرة دقائق ليمكن بشار الأسد تولي السلطة بعد والده، والويل لمن لا يوافق على التعديل ، فقد كانت الموافقة بالإجماع، وتم تنصيب بشار رئيساً للجمهورية وهو دون السن التي تؤهله لهذا المنصب.
لا أثر للحرية في ظل حكم البعث منذ سطا الحزب على السلطة في العراق وسوريا قبل 43 عاما، ولا أثر للديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا اثر للصحافة الحرة، فقد احتكر الحزب كل وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة والمرئية بموجب المادة 41 من دستور الحزب الذي ينص على [ تكون الدولة مسؤولة عن حرية الكلام والنشر والاجتماع ضمن حدود المصلحة القومية العليا ]!!. (7)
3 ـ الاشتراكية:
وهي ثالثة الأثافي في شعار حزب البعث حيث يحدد عفلق اشتراكية حزبه بكونها تنبع من أعماق الأمة!!، وهي اشتراكية غير مرتبطة بالتفسير المادي للحياة، بل بوجهة نظره التي تقول [ أن الروح هي الأمل الكبير، والقوة المحركة بالعمق لولادتنا الجديدة]!!.(8)
وبقي عفلق متمسكاً بفكرته عن الاشتراكية حتى بعد ظهور توجهات في
حزب البعث السوري تنادي بالاشتراكية العلمية، واضطراره لمجارات هذه التوجهات، محاولا فلسفتها بالقول:
[ إن اشتراكيتنا هي اشتراكية علمية زائداً الروح]!! (9)
وواضح من كلام عفلق أنه يرمي إلى تمييز اشتراكيته عن الاشتراكية العلمية التي جاء بها ماركس، وربطها بالمثالية الطوباوية.
وفي واقع الحال لم يستطع حزب البعث في كلا البلدين أن يقيم أي شكل من الاشتراكية، وكل ما فعله هو سيطرة الدولة على الحركة الاقتصادية وكافة المشاريع الصناعية أي [رأسمالية الدولة]،والتصرف بثروات البلاد وكأنها ملك شخصي للدكتاتور، تاركا الشعب يعيش في حالة يرثى لها، في حين ينعم بالحياة المرفهة الدكتاتور والزمرة المحيطة به، والقوى الأمنية التي تحمي نظامه.



Opinions