سيدتي حواء العراق
انه يوم 8/آذار عيد المرأة العالمي، في هذا العام احتفلت حواء العراق بعيدين في يوم واحد! عيدها العالمي تهنئ نساء العالم بعيدهن وتتمنى للمرأة في كل مكان مزيداً من التقدم والتحرر خدمة لشعوبهن ورفع شأن مجتمعاهن وخاصة في الشرق الاوسط لكي لا تحتكر بعض البلدان او الاوطان في المنطقة ذيل قائمة منظمات حقوق الانسان وخاصة الامم المتحدة بخصوص اضطهاد النساء وسلب حقوق المرأة!!!!! والعيد الثاني هو في نفس اليوم التي صادفت فيه انتخابات العراق 2010، وفي هذه اليوم تكون المرأة العراقية قد خطت خطوات كبيرة نحو مشاركتها اخيها وزوجها وخطيبها وعمها واقربائها ونصفها او اقل في بعض الاحيان! تشارك معهم في قيادة المجتمع والوطن – العراق الجديد بنسبة مشاركة 25% اي بواقع 81 إمرأة من مجموع 325 برلماني وبرلمانية، اذن بهذا ارتفع العراق من مؤخرة القائمة الى فوق وسطها ان لم نبالغ ونقول الى مصاف الدول المتقدمة التي تكون المرأة فيها متساوية مع الرجل وهي الوزيرة والبرلمانية والعالمة والطبيبة والمهندسة والعاملة والام، صحيح الطموح هو اعلى من هذه النسبة ولكن الظروف الذاتية والموضوعية التي يمر بها العراق الجديد يتطلب منا ومنها التأني وحساب للخطوات بدقة شديدة لكي لا تأتي النتائج عكسيةالمرأة الطائفية
النتائج حتماً لا تكون لصالح المرأة ومجتمعها وشعبها ان اعتبرت مصلحة طائفتها ومذهبها وكتلتها اعلى من مصلحة وطنها اي العراق! عليه في هذه الحالة لا تكون النسبة 25% مطلقاً، بل تتدنى الى 10% او اقل لان تلك المرأة التي فازت في الانتخابات واصبحت برلمانية واتجهت نحو الطائفية والمذهبية تاركة سيادة العراق وشعبه وراء ظهرها! لا تعتبر من ضمن الـ25% الرسمية التي هي نسبة المرأة في البرلمان، حالها حال اي برلماني من هذا النوع لذا عندها تخسر المرأة نسبتها ومكانتها كقائدة للمجتمع وتصبح اداة بيد مذهبها وطائفتها وكتلتها وسادتها! نحن هنا لا ندعو الى التخلي عن المذهب والطائفة والقادة الدينيين والسياسيين ابداً، ولكن ندعو الى – العراق وامنه وسلامته وسلامة شعبه هي الاولى، سقفه اعلى من جميع السقوف! اي يأتي الوطن في المرتبة الاولى من حيث المصلحة الحزبية والشخصية والطائفية والمذهبية ، نعم انه التنوع والتعدد شئنا ام ابينا، وخير مثال على نوع التعددية والتنوع هو هذا الواقع اليوم بعد الانتخابات وظهور النتائج حيث لا يمكن لحزب او لكتلة (مجموعة من الاحزاب والمنظمات) ان يقودوا العراق لوحدهم، هنا الواقع يتحتم قبول الاخر، اذن ما دام الامر هكذا فلماذا لا نؤمن بالتنوع والتعدد قبل استحقاقات كبيرة كالانتخابات مثلاً؟ لماذا لا نصبوا الى تشكيل جبهة تنقل العراق من حالة محاصصات وتقسيم الى حالة قانون ودستور – دولة ومؤسسات – الانسان المناسب في المكان المناسب، اذن هذه فرصتك سيدتي حواء العراق في اثبات وجود الفكر الخلاق واخلاقية مسؤولة
ثقافة الحياة وحياة ثقافية
هكذا تكون صيرورة الحياة باتجاه السمو عندما نسمو نحن على انفسنا! اي عند خروج ذاتنا من ذاتها نحو ذوات الاخرين، نعم تكون هناك ثقافة حياة عندما الاقي الاخر واعترف به مع ذاتي وخارجها، وليس مع ذاتي وداخلها، بما معناه ان اتقبل الاخر انطلاقاً من خاصتي دون ان اسقطها على خاصة وخواص الاخرين، بل انطلق منها باتجاه خواص الاخر والاخرين لنكون عام الجميع ونتجه او نسير باتجاه حياة ثقافية عامة مشتركة، اذن دور النخبة المثقفة في العيش حياة حرة كريمة كبير ومهم وضروري في هذه المرحلة وهذا الدور وجوب ان تتبناه المرأة البرلمانية والقائدة في كل مرافق الحياة قبل الرجل! لماذا قبل الرجل؟ لانها واهبة حياة العالم، كونها ليست نصف المجتمع وحسب بل اكثر بقليل كونها روح الرجل، روح الانسان والانسانية، فلولاها لما كان هناك عالم! مثقف! وكما نوهنا في دراسة سابقة "لنتصور ان العالم كله ذكور – عالم من ذكور – يعني لا عالم، اذن لا حياة، لا روح، لا جديد، اذن السكون، ونفس الشيئ – عالم اناث – اذن من هنا تكون المرأة اكثر من نصف المجتمع، والنتيجة تكون ممارسة ثقافة الحياة كمبدأ او المبادرة باتجاه حياة ثقافية من المرأة حقاً
الخلاصة
بيدك يا حواء العراق تحويل مصير العراق باتجاه ثقافة الحياة! ثقافة التنوع والتعدد! ثقافة قبول الاخر! ثقافة العدالة والمساواة! ثقافة الرجل والانسان والشخص المناسب في المكان المناسب! انها حرية مسؤولة وديمقراطية شعبية! ديمقراطية اجتماعية! حرية الارادة والعقل باتجاه وضع البسمة والفرحة لليتيم والفقير والارملة والطفل المشرد وعوائل القمامة والمتشردين والمهجرين قسراً والمهاجرين، حرية وديمقراطية البناء والاعمار وقبلها الامن والامان، هكذا تكون ثقافة الحياة باتجاه حياة ثقافية من خلال نافذة المرأة العاكسة على الرجل والمكملة له وليس هو مكمل لها بل هو واحد معها ان اراد العيش بسعادة وعزة واباء، لا تتصوروا ان هناك عائلة غنية بدولاراتها بل بتلاحمها، وهذا التكاتف هو بيد المرأة – الام – الاخت – الكنة – البنت – الحبيبة – الزوجة، انظروا الى واقعنا جميعاً بدون استثناء – كم من تفكك اسري حدث وسيحدث بسبب (الزوجة والام والكنة والاخت) – كم من اخوة تقاتلوا لنفس السبب – اذن ما دام ذلك يحدث بسبب المرأة كذلك البناء والتطور والسعادة كلها بيدها اليسرى وخاصة عندما تكون اليد اليمنى ملامسة وواضعة فوق القلب بحنان
كل عام وثقافة الحياة بالف خير
shabasamir@yahoo.com
8/آذار/2010