Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

"شرطي برطلة " نموذجا !!! وحاميها حراميها!!!

1
منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عام 1923. الى الاحتلال سنة 2003 كانت الشرطة العراقية احدى المؤسسات التابعة للدولة وكان مهامها المحافظة على الامن والاستقرار وفي نفس الوقت كانت تقوم بعمليات قمع المظاهرات والانتفاضات او كتم انفاس المعارضة من الشخصيات والاحزاب السياسية الوطنية او تلفيق التهم ضد الحركات السياسية المناهضة للحكم و في كافة الانظمة المتعاقبة للحكم تتم التحقيقات وفق رغبة الحكومة اي ان الشرطة والشرطة السرية والامن كانت تتلقى تعليماتها من الحكومة ، وكان اختيار هؤلاء العناصر من المواطنين الذين يتقدمون بطلب الانظمام الى اجهزة الامن المختلفة ويتم الاختيار وفق كفاءة العنصر وليس لطائفيته اومذهبه وعرقه وكان العنصر ينفذ اوامر الدولة سواء كانت هذه الاوامر تتقاطع مع افكاره ام لا و لكن كان هدفه يصب في استقرار امن البلد وبالرغم من هناك اقاويل كثير ة حول الشرطة ومنها للتندر الذي كان يسمى الشرطي " ابو الواشر " (1) لان راتبه كان يعتبر من الرواتب المتدنية في سلم الرواتب الوظيفية ولكن الحقيقة ان الشرطي العراقي قبل 2003 كان مستقلا و كان مثالا للانضباط ولا نقصد البعض ممن تخلى عن شرف الخدمة من اجل مصالحه الشخصية وحتى في النظام السابق لان من شروط الانخراط في هذا السلك هو الانتماء الى حزب السلطة ولكن كان ذلك من اجل ايجاد مصدر رزق له ولعائلته ,بالرغم من ان الانتماء كان اجباريا كما كان لجميع المنتسبين لقطاع التعليم بمختلف مراحله وكذلك في بعض الكليات في الجامعات المختلفة و الوظائف الاخرى !
2
عندما انهارت المؤسسة العسكرية و الامنية في العراق ومنها الشرطة بعد دخول الاحتلال الامريكي واستلام" بول بريمر" سيئ الصيت السلطة كحاكم مدني عام والبدء متعمدا ومصمما وفق الخطط الامريكية ببناء دولة الطائفية والمذاهبة و" الفدرالية " فكان لابد ان يختار كل حزب او كيان مذهبي او طائفي عناصرا من تنظيماته ليزج بها في سلك الشرطة لكي تكون صمام الامان لديمومة الطائفية والمذهبية التي تخدم مصالح تلك الاطراف السياسية المهيمنة على السلطة وتطبيقا للمخاصصة التي شرعها المحتل الامريكي في الدستور العراقي وليس المحافظة على سيادة القانون واستقرار البلد ، ولهذا عندما اعلن عن تشكيل جهاز الشرطة كان لزاما على المتقدمين ملئ الاستمارة المعدة لهذا الغرض والتي تضمنت عدة اسئلة ومنها سؤالا عن طائفية المتقدم وعرقه ، بحيث ان التحصيل الدراسي لم يكن مهما ولهذا بعدها تم طرد اكثر من عشرة آلاف شرطي لا يعرف القراءة والكتابة كما قامت قيادة شرطة ديالى في 2008 بطرد وفصل 4 آلاف شرطي لأسباب طائفية كما هناك المئات من ضباط الشرطة حاليا لا يحملون شهادات دراسية او بحوزتهم شهادات مزورة مختومة وموقعة من قبل قادة " سوق مريدي او سوق العورة " ومنحوا رتبا عالية بمرسوم جمهوري او رئاسي !! واعتبرت خدمتهم مجزية في المليشيات الدموية التي رشحتهم باعتبارهم اعضاء في تلك الميلشيات لسنوات عديدة سواء داخل العراق او خارجه كما تم ضم بعض الميليشيات الى وزارة الداخلية ووزارة الدفاع بكامل اعدادها ، فهل يعقل احد ان تعمل هذه العناصر باوامر من وزارة الداخلية ام باوامر من احزابها الطائفية والسؤال لا يحتاج الى الاجابة .
3
جاء في عدة تقارير سابقة باتهام الشرطة بالفساد وسيطرة الولاءات المذهبية والطائفية وان رجال الشرطة يرتدون الزي الرسمي نهارا ولكن في الليل يتحولون الى عناصر مهمة في المليشيات المذهبية والطائفية ولكن " شرطي برطلة " ارتدى زيه الرسمي نهارا و" عيني عينك " ليتحول الى احدى المليشيات و ليشعل اول فتيلة للطائفية في هذه البلدة الامنة التي عاش ابناءها منذ مئات السنين مع جيرانهم الشبك من القرى المجاورة في علاقات وطيدة بالتعايش السلمي على مدى أجيال ويحمل كل واحد منهم للاخر ذكريات العيش المشترك عبر التاريخ ، ولكن لا نستغرب مما حدث في بلدة برطلة (2)لان الواقع الذي اوجدته الكيانات السياسية الطائفية من اجل اهدافها في تخريب العراق وتمزيقه وتقسيمه و" شرطي برطلة " كاد يقود الشرارة الاولى في الاقتتال الطائفي الذي ربما كان يقود الى معركة طائفية تؤدي الى سقوط المئات من القتلى والجرحى ولا نستطيع ان نعتبره هذا الذي حدث تصرفا شخصيا لان بعد الحادث مباشرة ظهر مسؤولين هددوا ابناء برطلة تحت غطاء اظهار الحق !! ولكن هذا التهديد قد اسقط عنهم ورقة التوت وبان عريهم وسقطت شعاراتهم وكنا على امل ان يعم سهل نينوى الاستقرار كما جاء في برنامجهم ولكن " شرطي برطلة " فضح تصريحاتهم بالرغم من القاء القبض عليه كما تقول بعض الانباء ولكن سؤالنا هل الحكومة المحلية في الموصل تستطيع ان تحقق معه بعيدا عن الطائفية !! وهل تستطيع ان تفصح عن مجريات التحقيق ومن هي الجهة التي دفعته الى ذلك !! ام سيطلق صراحه لقاء ضمانات من الجهة التي دفعته باعطاء اصواتها في الانتخابات المقبلة ويعود الى برطلة بطلا تستقبله مظاهرات مع شعارات الطائفية والمذهبية و " حاميها حراميها "
1 - المقصود ( بالواشر) الدرهم العراقي الذي تبلغ قيمته خمسون فلسا
2 – برطلة او برطلي : بلدة عراقية تقع شرق مدينة الموصل ضمن حدود محافظة نينوى الأدارية. أهلها من المسيحيين السريان وتجاور قرى متعددة من طائفة الشبك.

Opinions