شعبك يفتقدك يا شهيد العيش المشترك
تمر هذه الأيام ذكرى استشهادك الثانية أيها الجليل فرج رحو، قبل سنة رثيناك أيها الغالي وعبرنا عن حزننا بقصيدة تصلح ان تكون ترتيلة او تنشد في كنائس الموصل وتوابعها لتبقى بها ذكراك حية في قلوب شعبك في الموصل وطلابك وشمامستك وأعضاء اخوياتك التي طلبت في وصيتك ان يستمروا في عمل الخير والبناء ومساعدة الآخرين، كل الآخرين، مهما كان دينهم ومذهبهم وطائفتهم، من هنا لقبناك بشهيد "العيش المشترك" لإيمانك بالتنوع والتعدد وكنت تقبل وتستقبل الآخر دون ان تسأله عن طائفته ومذهبه ودينه، وكان حب الجميع لك يتجلى في احترامك وتقديرك ومكانتك في قلوب الأحبة من غير دينك الذين احتضنوك في منازلهم وقت الشدة، وكنت تبتسم للخطر القادم وتستقبله بشجاعة القائد وجرأة المعلم (رابي) نعم كنت ذاك الراعي الصالح الذي لم يترك رعيته وقت الضيق والاضطهاد بل كنت تشاركهم العيش لحظة بلحظة وتعطيهم القوة والصبر وخاصة عندما أقمت آخر قداس لك على أكوام الانفجار في كنيستك في الموصلانظر ما حل بشعبك اليوم سيدي، انها المرحلة الثانية من درب صليب الموصل! ها شعب المسيح يتحمل الآلام والتهجير والموت أمام أنظار الجميع، وننتظر القيامة، قيامة شعب وحقوقه! نم قرير العين يا غالي ما دام هناك رجالك وإخوانك وأصدقائك ومحبيك ورفاقك من مختلف الأفكار والاتجاهات والتواريخ والثقافات التحموا ليدافعوا عن سكان شعبك الاصلاء! ها هي هيئتك ومنظمتك التي تكلمنا عنها وقلت بالحرف الواحد حينها"يجب ان تتحملوا مسؤولياتكم التاريخية وتعملوا بقوة من اجل حقوق شعبنا" هذه كلماتك تبقى حية وموجهة لنا كل يوم وساعة ولحظة، وكانت ولادة هيئتك من اجل هذا، من اجل تطبيق كلامك وتوجيهاتك! لذا تكون القائد والأب والأخ والراعي لنا ما دمنا أحياء، حياتنا فداء لشعبنا وحقوقه وحريته وكرامته، هكذا علمتنا وتعلمنا ان نبقى للخير والحق والأمان، تبقى حي فينا أيها الجليل رحو ولن نسكت ما دام شعبك مضطهد
مرت سنتان على فراقك --- وتبقى الغالي ما دمنا أحياء
موتك زرع فينا القوة --- لانتزاع الحق بشموخ واباء
مجدك في تحقيق حلمك --- أمن وسلام وصفاء
مثال للراعي كنت --- نموذج يغيض الجحادر والمراء
من هنا هابوا علمك --- لُباب لهيئتنا ولنا لقاء
مآثرك تبقى مكملة --- لعملنا والحقوق والأنباء
مجيب شعبك الأصيل --- لوصيتك في الحب والنور والضياء
مرغما ترك الديار --- منشداً يطلب رحو والاصلاء
مكافح مع إخوانه في العيش --- احتضنوا وتقاسموا في السراء والضراء
shabasamir@yahoo.com
13/3/2010