شعبنا والمؤتمر الثاني وآفاق العمل المستقبلي
استبشرنا خيرا بانعقاد المؤتمر الشعبي الثاني مؤخرا في أربيل، ولو أننا كنا نميل لكي لا يكون المؤتمر كسابقه شعبيا لكن اللجنة التحضيرية ربما ارتأت أن يكون هكذا لربما لوجود ضروريات آنية فرضت نفسها لكي يسير المؤتمر بهذا الاتجاه، حيث كنا قد اقترحنا قبل انعقاد المؤتمر بشهور عدة أن يصار لاجراء انتخابات تمهيدية بدءا من القرى مرورا بالنواحي ومن ثم الأقضية فالمحافظة تكون غايتها اختيار المندوبين الذين يحضرون المؤتمر، وبذلك كنا سنسكت كل الأبواق التي تقول الآن أن المؤتمر لا يمثل سوى من حضر من المؤتمرين الذين لبوا دعوة اللجنة التحضيرية فحضروا وبالنتيجة لا يمثلون سوى أنفسهم!!.وقد يكون لهذا الطرح جزء من الحقيقة خاصة من جهة الذين يقفون بالضد من المؤتمر وطروحاته ويريدون بكل وسيلة ألصاقه بالتوجه الكردي بغية تشويه الحقائق والنيل من شعبية المجلس الشعبي وكل لغرض في نفسه، والعجيب أن هؤلاء لا يفرحون أبدا لأية خطوة متقدمة باتجاه العمل المنظم الشعبي والقومي لشعبنا إن لم تكن المبادرة صادرة منهم. وهؤلاء ينطبق عليهم قول الانجيل: نحنا لكم فبم تبكوا ورقصنا لكم ولم تفرحوا!!!
وإنني ولو لم أكن من الذين حضروا في المؤتمر لضروف خارجة عن أرادتي، لكنني كنت معهم بالروح والقلب لأن من يريد الخير لشعبه وأمته يستوجب عليه أن يشارك بأي عمل من شأنه دراسة مستقبل الشعب وآفاقه التي ترفع من مكانته وتنتقل به نقلة نوعية نحو الأفضل، لذلك أجد لزاما على محبي الشعب (السورايا) أن يكتبوا ويناقشوا بإخلاص وتكون كل كتاباتهم باتجاه البنيان لا الهدم، فكل من يعمل في شأننا القومي والشعبي من البديهي أن يكون له تصورا معينا علينا جميعا مناقشته وتقويم ما يمكن تقويمه باتجاه البناء وتحسين الاداء وليس الهدم وانتقاص من قيمة الطروحات والأفكار مهما كانت بسيطة ومهما كان الطرح نابعا من حزب أو تنظيم صغير أو كبير، لأن المثل يقول: خذوا الحكمة من أفواه المجانين!!! فكيف إذا كانت الحكمة تصدر عن العقلاء والفهماء ومفكري شعبنا؟
لاحظت أن المؤتمر لم يخرج بشيء جديد لنقل المسيرة نحو الأفضل قياسا بمؤتمر عينكاوا الاول، سوى باخياره ممثلي شعبنا داخل المؤتمر وبنسبة توزيع للمحافظات لم تكن عادلة برأيي، خصوصا فيما يخص بغداد لأن تمثيلها بعضوين يعتبر غبن لها كما يعتبر خسارة لمسيرة المجلس الشعبي المستقبلية، ففي بغداد شعب السورايا ربما هو أكبر في العدد من الكثير من المحافظات والبلدات التي أصبح لها ممثلون أكثر في تشكلية المجلس الجديدة، كما أن من ترشح لعضوية المجلس ربما ليس من سكنة المنطقة التي ترشح عنها ولا أدري بالتفاصيل لكن لكي يكون المجلس ممثلا بأناس مخلصين ويعملون من أجل تحقيق مكاسب شعبية لمن يمثلهم فيجب على الممثل أن يكون متواجدا مع شعبه لكي يستطيع توصيل مطالبهم ويتمكن من أختيار ممثليهم في الاستحقاقات القادمة، كما أن لبغداد مركز الثقل السياسي في جميع التنضيمات والكتل العراقية عدا مجلسنا الشعبي، ففي الدورة السابقة طالبنا بأن يتم أيلاء بغداد حجمها الحقيقي من الاتصالات والزيارات والاتصالات من قبل رئاسة المجلس، لكن للأسف بقيت بغداد غائبة عن توجهات رئاسة المجلس معتمدة على ممثلي بغداد فقط الذين لم يكونوا في رئاسة المجلس وأينما يذهبوا لا يكون لاتصالاتهم أهمية كونها صادرة من عضو في المجلس وليس من هيئة الرئاسة، لذلك في رئاسة المجلس الجديدة التي أصبحت دورية بين ثلاثة وهذه نقطة يجب التوقف عليها كثيرا لبيان أسبابها لأننا يبدو سنعمل وفق أسلوب التوافق الأمر الذي بدأت قوى وأحزاب كثيرة تعمل من أجل التخلص منه، لكننا نبدأ العمل به لكي ندخل في دوامة عفا عليها الزمن. هل نخاف من دكتاتورية الرئيس؟ ألي للمجلس نظام داخلي ينظم عمل كل مفصل من مفاصل القيادة فيه؟ فلماذا اللجوء للرئاسة الثلاثية والدورية؟ ألا يوجد شخص بين المنتخبين يكون أهلا لقيادة المجلس في دورته الجديدة؟ وإن كان الأستاذ جميل زيتو أصبح خارج تشكيلة المجلس، ألا يمكن الاعتماد على خبرته كمستشار للمجلس كي لا نبدأ من جديد ونسلك ذات الطريق في الدورة السابقة.
إن امام المجلس عمل كثير، وأهم شيء هو العمل على إيجاد فرص عمل لشعبنا كي يبقى ولا يلجأ إلى الهجرة، وبغداد أيضا لتصبح ثلاث أمور مهمة جدا على المجلس بدورته الجديدة أن يجعلها أهدافا مقدسة عليه العمل من أجل تحقيقها ويتحدى نفسه بها لكي يعمل مع نفسه أحصائية فصلية على أقل تقدير عما تحقق فيها؛ لأن فرص العمل المجزي هي التي يجب ان تكون من الأولويات ويتم الصرف عليها ربما أحسن من العيادة الشعبية المتنقلة، فهذه الفرص تجعل من الشعب يبقى ويعمل، وبسهولة يتمكن المجلس حاليا من عمل أحصائيات بالبطالة وحاجته من الفرص الجديدة لكي ينخرط أبناء شعبنا في سوح العمل وتبدأ الهمة تنطلق مجددا للبناء وفي بدئها ستتوقف أو تنحسر موجة اللجوء إلى الهجرة كأبسط الحلول لبناء مستقبل الانسان، كذلك بغداد هي المفتاح لكي يصبح المجلس معروفا على مستوى العراق ككل والضهور فيها والمشاركة في الندوات التلفزيونية والكتابة في صحفها واللقاء بمسؤولي الأحزاب والكتل السياسية يكون المفتاح لإثبات المكانة في عموم العراق، لأن لا يكفي أن يشتهر المجلس وتوجهاته في كردستان فقط وإنما يجب ان يعرف جميع العراقيون ماهو المجلس وما هي توجهاته وأهدافه، فهناك الكثيرين ممن يحاولون تشويه سمعة المجلس سواء في بغداد او نينوى أو غيرها من الأماكن.
وإنني إذ أطرح هذا كلي أمل ان يبتعد المجلس الجديد عن الارتجالية في العمل السياسي، لأن الاستحقاقات المقبلة معروفة ومنذ أمد لا يكون قصيرا، لذلك على المجلس أن يضع استراتيجة لجميع الاستحقاقات خلال دورته الحالية قبل مدة لا تكون قصيرة من حدوثها لكي نتمكن من اختيار العناصر الكفوءة وذات الخبرة الكافية لإسعاد شعب السورايا، ونجد الآن أن المجلس قد استهلك وقتا قبل الانتخابات المقبلة وترك ربما مسألة خوض الانتخابات والاستعداد بصورة كافية لها وكلي خوف ان يكون الاختيار للانتخابات وخوضها يتم على عجل وبأشخاص ربما لا تكون الصورة واضحة عنهم للمجلس ولا للشعب. أتمنى أن يكون النجاح حليف أعمال المجلس بدورته الجديدة وأقدم التهنئة لكافة اعضائه والهيئة التنفيذية المنتخبة، كما واوجه التقدير والاحترام لرئيس المجلس بدورته الأولى التي تعتبر خطوة البداية الأكثر صعوبة لما بذله وسهره الطويل في مقر المجلس والوقت الذي كان يستهلكه في الاجتماعات والحوارات، نطلب له الصحة والتوفيق الدائم.
عبدالله النوفلي
سدني 13 كانون الاول 2009