Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

شكراً فرنسا للمطالبة باحتضان المسيحيين العراقيين !!

في احد الأيام سرد لنا احد الإباء الكهنة ممن قضوا فترة طويلة من الدراسة في فرنسا قصة استقبال مومياء احد الفراعنة الذي كان ملكا, فاستقبلته فرنسا استقبال الملوك باستعراض عسكري ومراسيم رسمية وعزف للسلام الجمهوري !! تعجبت لذلك واستغربت فرجعت إلى بعض المصادر للتأكد من هذه القصة فوقع بين يدي مقال للكاتب عبدالله خلف في جريدة الوطن جاء فيه " قيل عن فرنسا أنها بلد النور.. نعم النور الحضاري الذي يشع على كل علم ويتفاعل معه بسلوك حضاري.. توت عنخ آمون: احد ملوك فراعنة مصر قدرت ولادته في 1347 قبل الميلاد. اكتشف مقبرته الملكية العالم البريطاني (هوارد كارتر) وكانت المقبرة تحوي أضخم الكنوز وأثمنها منها كرسي الملك المطعم بالعاج والحلي، وقلادة الملك، وقناع توت المذهب وزورق من المرمر وكان الاكتشاف في سنة 1922..بعد خمسين سنة من إخراجه من المقبرة دهمت جثمان المومياء بكتيريا لأنه أخرج من قاعة مقبرته المعالجة بسر التحنيط فلم تتعرض على الرغم من آلاف السنين لأي مكروب حتى الملابس والأثاث وحبوب المحاصيل الزراعية في سر علمي لم تعرفه البشرية حتى الآن على الرغم من التفوق العلمي.أخذ جثمان المومياء للعلاج إلى بلد النور العاصمة باريس.. أرسلته مصر كقطع غيار مستعملة للسيارات المراد تجديدها بصندوق من الخشب الرخيص وهو اللاتيه غير المطلي.. وشحنه عمال المطار بمرافقة بعض الموظفين في دائرة الآثار..استقبلته فرنسا كملك وتقدمت لتحيته ثلة عسكرية مع الموسيقى الملكية وممثلين عن قصر الرئاسة ونائب الرئيس وحشد من العسكريين ورموز من الأطباء والآثار والجامعات.. هكذا استقبل ملك مصر الشاب. وعولج من البكتريا وعرفوا سبب وفاته بخراج في الفم تسمم الجسد منه.. وكانت العودة بعد العلاج حيث أحيط بإشعاع حضاري.. لم يعد بذلك الصندوق البدائي.. بل وضع بنعش ملكي ثمين مطلي باللون الكستنائي والمقابض المذهبة حمله ثلة عسكرية من حرس الشرف بملابسهم الزاهية وبخطوات متئدة مع الموسيقى الجنائزية. هذا هو الإشعاع الحضاري الذي يطوق كل اثر علمي وحضاري.. وفي مصر عند وصوله إلى بلده ومسقط رأسه حمله عمال الشحن مع ما حمل من بضائع الشحن."( انتهى الاقتباس )

هكذا تعامل فرنسا الأموات ممن ودعوا هذه الحياة منذ ألاف السنين و أصيبوا ببكتريا !! فكيف بالإحياء الجرحى نتيجة هجوم بربري وحشي و هم يصلون !!

فرنسا بلد أوربي يبعد ألاف الكيلو مترات عن العراق , الفرنسيون لا يتكلمون العربية أو الكردية أو لغتنا الأم كما أن الفرنسيون لم يكن لديهم أية أقارب أو رعايا من ضمن ضحايا كنيسة سيدة النجاة وبالرغم من كل ذلك كانت فرنسا الأولى في الوقوف مع ضحايا هذه الجريمة البشعة باستقبال الجرحى والعلاج في مستشفياتها , أرسلوا طائرة خاصة من قواتها العسكرية لهذا الغرض مع وفد طبي متخصص رفيع المستوى لمثل هذه الحالات في حين كانت ممثليه فرنسا في العراق قد أكملت كل الإجراءات واطمأنت لوصول الجرحى إلى المطار . وعند الوصول إلى باريس استنفرت الحكومة الفرنسية كل أجهزتها وكان وزير الهجرة أو الصحة في مقدمة المستقبلين ليشرفوا بأنفسهم على حالة الجرحى المفجوعين .. أما على الصعيد الحكومي وعلى رأسه الرئيس ساركوزي كانت فرنسا أولى الداعين لانعقاد مجلس الأمن الدولي بأسرع وقت ممكن لبحث أزمة استهداف المسيحيين في العراق و إيجاد السبل الكفيلة والسريعة لحمايتهم بعد العجز الحكومي أمام ملف مسيحيي العراق و أصابتها بالشلل الكلي .

الأطراف الحكومية أو التي تمثل المسيحيين فيها هل ثمنت هذا الموقف الفرنسي ؟؟؟ لا احد !! عدا بعض رجال الدين !!

الدعوة الفرنسية لانعقاد مجلس الأمن أضجعت منام الحكومة العراقية مما دعي بوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بالاتصال ببرنادركوشنير وزير الخارجية الفرنسي مخاطباً إياه بتشنج كيف تدعون لعقد مجلس الآمن بدون استشارة العراق !! ؟؟ ( الكاكا مخاطباً المسيو كوشنير : - ترى انتو غلطانين المسيحيين حاطينهم ببطن عيونا ) !! ..فجريمة كنيسة سيدة النجاة قدمت خدمة جليلة للحكومة لأنها سحبت الأضواء وخلصتها من الضغوطات الدولية على اثر وثائق ويكليكس التي كشفت الرائحة النتة والجريمة التي اقترفت بحق المسيحيين خلصت الحكومة العراقية من تقديمها إلى لجان تحقيق دولية !!

أحدثت جريمة كنيسة سيدة النجاة وما بعدها من استهداف المسيحيين نوع من الصحوة المتأخرة لشعبنا المسيحي ونوع من الرجة الكهربائية التي تستعمل لإنعاش القلب , نلتمس هذا الأمر من حالة النضوج والرقي في وحدة شعبنا بدليل التظاهرات والضغط على المجتمع الدولي الذي ومن وجهة نظري تدخله أفضل من الاعتماد على بعض فزاعي الخضرة من شعبنا . أي أني مازت مصر على رأيي بتدويل القضية المسيحية لما تخلقه هذه الحالة من ضغوطات على الحكومة العراقية وأولاً وأخيراً هذا رأيي يقبل الصحة ويقبل الخطأ ولكن يكفي النظر بتدخل الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة في أحداث الجريمة الأخيرة وما تحقق فيما بعدها !!

دعت فرنسا من جانب أنساني أيضا باحتضان المسيحيين العراقيين كما أشارت إلى العدد وفي هذه الخطوة الجريئة قامت الدنيا ولم تقعد من قبل الناطق الرسمي باسم مسيحي العراق الذي تسنم هذا المنصب بحكم علاقته الوطيدة برئيس مجلس النواب الحالي وسانده في هذه الجلبة على فرنسا موظف مسيحي عراقي رفيع المستوى يشغل منصب مديرية حكومية مسيحية علما أن الأخير جل عائلته في نعيم المهجر ويقول لو كانت فرنسا صادقة وغيرها من الدول لسمحت لموظفي مديرتي الوفد الرسمي بالدخول عليها !!!! يال سخرية القدر !!!

دعوة فرنسا باحتضان المسيحيين العراقيين أحرجت الحكومة العراقية وممن يدعي انه يمثل المسيحيين لأنها أظهرت للعالم أنكم عاجزون ووضعتكم في موقف يحسد عليه مما دعاكم لمعانقة كاميرات القنوات الفضائية لترموا الكرة في ملعب فرنسا لتغطية عيوبكم وعوراتكم !! فرنسا بدعوتها لاحتضان المسيحيين العراقيين جعلتكم (اللي ما يشتري يجي ويتفرج ) أنها نشرت ملابسكم البالية على الملأ وأظهرت عوراتكم وعيوبكم وقامت بتعريتكم يا أيها الفاشلون والعاجزون والمتسترون على كل الجرائم التي وقعت بحق شعبنا المسيحي في العراق !! و رسالة هذه الدعوة مفادها أننا سنحمي هذا الشعب الأصيل لأنكم أثبتم فشلكم في حمايته وهو على شفى الانقراض من أرضه.

فشكراً لك يا فرنسا على هذه الدعوة !!

أنكم يا من تتدعون تمثيل المسيحيين تتنقلون بسيارات دفع رباعية ضد الرصاص وجيش من الحماية المدججة بالسلاح تحميكم و مقراتكم وبيوتكم لا تنقطع عنها الكهرباء فمن حقكم أن تتهجموا على فرنسا !! يا مدير الدائرة المسيحية الحكومية بدلاً من أن تهاجموا فرنسا بحجة تشجيعها للهجرة وتتأسف لانا لم تسمح لوفدك لزيارتها , حاسب نفسك ودائرتك المعنية بتعين الحراسات الخاصة بالكنائس وتوظيفهم !! لأنهم لم يستطيعوا حماية كنيسة سيدة النجاة !! ومما يدل على ضيق رؤيتكم للدعوة الفرنسية باحتضان المسيحيين والدعوات الأخرى , فقد وضحت فرنسا وعلى لسان وزير الهجرة الفرنسي عندما قال: فرنسا لا تعمل على تشجيع هجرة مسيحيي العراق " أن الحكومة الفرنسية لا تعمل على تهجير جميع مسيحيي الشرق والعراق، ردا على مخاوف أعرب عنها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية."

للإطلاع على التصريح الرابط أدناه

http://ar.aswataliraq.info/?p=258542

كما أن برلمان الاتحاد الأوربي هو الأخر اخذ قراراً وبالإجماع لتثبيت وجود المسيحيين العراقيين بأرضهم

للإطلاع الرابط أدناه

http://www.adnkronos.com/AKI/Arabic/Politics/?id=3.1.1310846637

فعن أية دعوات تتكلمون تساعد على الهجرة ؟؟

و قبل أن يسدل بعض الأخوة سيوفهم ليغرسوها في صدورنا لأننا سنُـتهم أننا نشجع الدعوة الفرنسية وأننا نساهم في هجرة شعبنا ونقوي الإرهاب !! لا يا أخوتي لست إنا وحدي الذاهب في هذا الاتجاه فها هو

رئيس أساقفة السريان الكاثوليك الكاردينال متي متوكا لـجريدة (الزمان): اتهامات النواب لفرنسا بإفراغ العراق من المسيحيين تغطية على عجز الحكومة عن حمايتهم

للإطلاع الرابط أدناه

http://www.azzaman.com/index.asp?fname=2010\11\11-23\999.htm&storytitle=

كما أن الأب سعد سيروب في مقالته التي جاء تحت عنوان " السياسة كذب وخداع توبوا فقد اقترب ملكوت الله" والمنشورة في عدد من المواقع في 25 – 11 – 2010 هو الأخر يذهب بنفس الاتجاه

وهذا مقطع من المقالة " سياسيون وبرلمانيون، بلا مبدأ ولا ثوابت ولا رؤية إنسانية حقيقية. يتسلقون جبال السلطة والمال على حساب الناس الفقراء وأرواحهم. يلقون اللوم على دول الخارج ليخفوا عجزهم وضعفهم وفشلهم. يطالبون بمحافظة وارض خاصة وهم قد هجروها وتركوها واستهانوا بها مسبقاً. أناس زاغت ضمائرهم وتعطلت عقولهم عن الحكم الصحيح. ولكن ماذا أقول لمن ينحني لقوة المال وتجربة السلطة.
لا تشركوا المسيحيين بمخططاتكم، بل قولوا أننا قوميون! لا تطالبوا باسم المسيحيين، فانتم لا تمثلون إلا قومياتكم. أرحموا شعباً بِعتم برأسه وحصدتم على أجساده مناصب ومكاسب. اتقوا الله وتوبوا أليه. ألبسوا المسوح ونادوا واصرخوا إلى الله عسى أن يرحمكم ويرحمنا جميعاً. "( انتهى الاقتباس )

فكافنا من زرق جرعات التخدير في جسد شعبنا تارة بتوصيات معدة سلفاً بدون استشارة اللجنة التي تم تشكيلها وكافنا من عبارات لا تخف أيها القطيع الصغير, القطيع راعيه ما عاد يعرف خرافه وراعيه ما عاد يتسلح ليحمي خرافه !! فغالبا ما يرافق القطيع كلاب حراسة لدرء الأخطار المحدقة لكن للأسف هذه الكلاب ومن خلال هز أذنابها وعوائها عبر الفضائيات اتضح أنها هي ذئاب تمزقنا وتتاجر بدماء شهداءنا فتصعد وتظهر نفسها حامية الحمى !! هذا أن لم تكن أياديها ملطخة بدماء شعبها مادامت تعرف القتلة وتتحفظ على فضحهم خوفاً على مراكزهم الزائلة !!

بدلاً من أن نشكر فرنسا على كل ما قدمته ليزيد عواءكم عليها !! والى مزيد من المزايدات الوطنية !! ...من يدعي إلى وقف نزيف الهجرة هو من يساهم على الهجرة فاحد أحزابنا المسيحية الذي اعتبر تسمية سفير عراقي مسيحي من قبل حزبه انتصاراً قام باستيراد هذا السفير من مملكة السويد !! يال السخرية هل نفذ أبناء شعبنا في ارض الوطن ( أثرا) من المؤهلات والكفاءات ليتسنم منصب السفير بل يتم استيراده من بلاد المهجر !!! أما الحزب الأخر المسيحي الذي يعد تسمية وزير مسيحي من حصته في حكومة الإقليم والذي ينادي بوقف نزيف الهجرة ونبذ الدعوات التي تساعد على الهجرة هو الأخر يستورد الوزير من أبناء شعبنا من مملكة السويد !! نعم هكذا نوقف نزيف الهجرة !! بدلا من إحدى المؤهلات والكفاءات من أبناء شعبنا الكثيرين من ارض الوطن ( أثرا) فبعد نفاذ الأربع سنين سيرجع السفير والوزير إلى مملكة السويد مستمتعين برواتبهم العالية والمعاشات والمميزات لبقية عمرهم !! هكذا تعمل أحزابنا المسيحية بوقف نزيف الهجرة !!

شكراً فرنسا , شكراً ايطاليا , شكراً ألمانيا , شكراً لكل دولة ولكل شريف وقف إلى جانب مسيحيي العراق في تلك الجريمة !! والعار لكم, يا من يتاجر بدماء شهدائنا ويزايد على الوطنية ! ! التصريحات واللقاءات بالنسبة لي باتت تبدو كمشهد سرب من الغربان تجوب السماء وما تحمله من نذير شؤم لأنها تحوم على جثث الشهداء وهي تتحين الفرصة بالشعب المسكين لتنهشه وكم بدأت اكره كلمة الحكم الذاتي والمحافظة المسيحية لان كل مرة تتداول بها هذه الكلمات يقترن بفواجعنا ودماءنا ومصائبنا وشهدائنا !!

سيزار ميخا هرمز – ستوكهولم

cesarhermez@yahoo.com
Opinions