Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

شهادة امرأة أدركت الموت قبل أن تدركها الحياة

-1-
قالت المرأة:بُعثتُ قبل الموت بساعة
شاهد تُدَوِن أقواله تحت أستار
مدينة يهزم عواء كلب خنزيري
نخوة سادتها قبل الصباح،
وعند تخومها المهتوكة
تفرش فروج نساءها صفوفا
يرحل عليها قطار الفرجة،
وعند الظهيرة...
يدرك المسافرون محطة المنفى الأخيرة
مسربلين بسراويل جند الغزاة
وعيونهم حبلى
بأساور جواري أعضاء البرلمان.
-2-
قالت المرأة والذباب يتناسل على شفتيها:
قرأت البارحة خبرا...
تناقلته الصحف الصادرة غدا:
إن ريحا صرصرا هوجاء...
ضربت نوافذ مدينة زجاجية مهمشة
فصار بريق دماء الضحايا
بعض ومض عيون الناس
في شوارعها الهلامية،
يقلق سوط الجلاد
كما بعد انتصاف الليل أو النهار
رنة جرس آلة الهاتف...
تزعج خلوة مخدع رئيس الوزراء.
-3-
قالت المرأة تغفو لآخر مرة:
جلسنا ثلة من عجائز الحي العتيق
نهدهد قيلولة السأم والملل...
بحكايات بطولات العفاريت بعد التحرير،
بين الحكاية وأختها
نعيد ذكر أسماء دويلات العراق،
وأسماء أعضاء مجالس البرلمانات
وصنوف الأمن ومسميات المستشارين.
نماثل بين وزارات العبيد في أمريكا
ووزارات السادة في دويلات العراق.
كان بيننا خصام وخصام
فتحاورنا في فتاوى حلال ألحشيش
وحرام شرب الخمر
والنهي عن رجس الشرك والشيطان
والتشبه بالكفار.
-4-
واستدركت المرأة بعد إن رحلت ساعة:
فيما مضى من زمان
كانت جارتي أم أزهار مديرة حسابات
وبين قدوم تلك الليلة ورحيلها
أخرجت من صدارتها المخرومة
ورقا باليا وبقية شبه قلم
بعد الجمع والطرح والجمع وجدت:
عدد لصوص دويلات العراق
يفوق برطلين أعداد العسكر.

yakoballo@yahoo.co.uk








Opinions