ضعف القدرة الشرائية للمستهلكين وراء انتشار الظاهرة .. إقبال متزايد على جمعيات البيع بالتقسيط في الموصل
22/10/2009شبكة اخبار نركال/NNN/الموصل/باسل طاقة/
انتشرت خلال السنوات الأخيرة في مدينة الموصل جمعيات البيع بالتقسيط من خلال دفع 25% من المبلغ الكلي للبضاعة فيما يقسط الباقي على شكل أقساط شهرية تبلغ أربعة أقساط يدفعها المشتري نهاية كل شهر ومن دون إضافة أي فائدة على المبلغ المتفق عليه خلال عملية الشراء من الجمعيات التي عادة ما يكون زبائنها من الموظفين، فهناك جمعيات تتعامل مع دوائر التربية والتعليم وأخرى مع دائرة المرور بل وحتى المتقاعدين فان لهم جمعية تبيع مختلف أنواع البضائع والأجهزة الكهربائية والأثاث المستورد وغيرها، عدد من المواطنين والموظفين عبروا عن ارتياحهم لظاهرة انتشار هذه الجمعيات على الرغم ارتفاع أسعار البضائع التي تباع في تلك الجمعيات قياسا إلى أسعارها في السوق التي تبيع نقدا،
حيث يقول ناظم طه (شرطي مرور)، ان اغلب الموظفين اتجهوا للتعامل مع جمعيات البيع بالتقسيط لشراء ما يحتاجونه من الاجهزة الكهربائية وغيرها من البضائع التي تعرضها تلك الجمعيات والسبب هو ضعف القدرة الشرائية لدى اغلب المواطنين والموظفين كما ان الفرق بين سعر البضاعة في السوق التي تبيع بالنقد والجمعيات تعد قليلة إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار تقسيط المبلغ على شكل ثلاثة أو أربعة أقساط شهرية، ولهذا فان عدداً كبيراً من موظفي الدولة اتجهوا للتعامل مع جمعيات البيع بالتقسيط وتمكنوا من شراء ما يحتاجونه من مختلف أنواع البضائع والسلع لقاء أقساط شهرية أجدها مريحة لمن لديه راتبا شهريا، أما محمود شاكر (مدرس)، يشير الى ان هناك إقبالا كبيرا على الشراء من الجمعيات بسبب عدم توفر السيولة النقدية الكافية عند الشاري في حالة رغبته باقتناء ما يحتاجه، وعلى سبيل المثال فأنني اشتريت جهاز كومبيوتر بسعر 800 دولار بعد أن دفعت 200 دولار عند الشراء ويتم تقسيط المبلغ المتبقي على مدى أربعة اشهر واجد بان ذلك يناسبني كوني لا أستطيع دفع كامل المبلغ مرة واحدة.
انتشار الظاهرة
وبخصوص أسباب انتشار ظاهرة الجمعيات التي تبيع بالتقسيط يقول الدكتور علي عبد الستار الأستاذ في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الموصل: لا شك ان هناك العديد من الأسباب التي أدت الى ازدهار هذه الظاهرة وهي تتعلق بأطرافها سواء من جهة المستهلك أو التاجر (الجمعية)، ولعل ضعف القدرة الشرائية لدى المستهلكين هي واحدة من ابرز تلك الأسباب، كما ان هناك دوافع عديدة للجوء الى البيع بالتقسيط من جهة التاجر وتتمثل بتحريض الطلب وبخاصة في حالات الركود أو الكساد أو كوسيلة ترويجية تسويقية للتنافس مع عارضين آخرين في السوق أو كأداة دعائية لترويج الاسم التجاري ولكسب المزيد من الزبائن وشرائح جديدة من المستهلكين أو لتوسيع الانتشار في السوق والحصول على حصة اكبر من المستهلكين فيه أو لزيادة المبيعات في حال كون رقم الإيرادات الإجمالية يحقق مزايا أو غايات ايجابية للبائع أو المنتج، ويضيف الدكتور الحافظ، هناك أيضا مجموعة من الأسباب والدوافع الأخرى يسعى البائع لتحقيقها والتي لا تقل أهمية عن الأهداف السابقة، وهي السعي إلى تحقيق أعلى نسبة من الأرباح حيث ان أسعار البيع بالتقسيط هي بالتأكيد أعلى من أسعار البيع نقدا بنسبة تتراوح بين 10 إلى 30 بالمئة بحسب طول فترة التقسيط أو السداد ومقدار الدفعة الأولى، علما انه ولضمان تحقيق هذا الهدف يوجد على نطاق واسع تجار وجمعيات لا تبيع نقدا بل بالتقسيط حصرا وفي هذه الحال يكون الوجه الآخر للبيع بالتقسيط هو تشغيل الأموال التي تموّل هذا النوع من العمل التجاري وذلك بشراء البضائع والسلع بالجملة وتسديد ثمنها نقدا ومن ثم تباع للمستهلك الفرد بالتقسيط بهدف تحقيق فوائد عالية على رأس المال أو أرباح استثنائية عالية، وعادة ما تقوم جمعيات البيع بالتقسيط بتمويل نشاطها التجاري عن طريق تجميع رؤوس الأموال الصغيرة من عدة مدّخرين أو متاجرين من الأهالي من مبدأ تشغيل هذه الأموال مقابل حصول أصحابها على جزء من الفوائد والأرباح التي تحصّلها جمعيات البيع بالتقسيط من المستهلك، ويرى الدكتور الحافظ و مع كل ما تقدم، بان هناك جوانب ايجابية في هذه الظاهرة قائلا: ان للبيع بالتقسيط جوانب اقتصادية واجتماعية ايجابية من أهمها، انها تساهم ولو جزئيا بتنشيط الطلب الاستهلاكي وتنشيط حركة الأسواق بشكل عام، كما ان هذا النوع من التعامل التجاري له جانب اجتماعي يتحقق عندما يتاح لأصحاب الرواتب والدخل المحدود من غير القادرين على شراء بعض السلع الاستهلاكية والمعمرة نقدا، بإشباع حاجاتهم منها وهذا ما يشعر هذه الشرائح ولو صوريا بنوع من الرضا الاجتماعي.
ويؤيد ذلك (أبو نبأ) وهو صاحب جمعية للبيع بالتقسيط حيث يشير الى ان لهذه التجارة فوائد كبيرة منها تحريك اقتصاد السوق تبعا لزيادة العرض والطلب وأخذها للحالة المادية للمستهلك بنظر الاعتبار حيث تمكنه هذه التجارة من شراء البضاعة التي يريد وفق دفعات مالية تتناسب مع دخله.