طالباني ومحاسن الفيدرالية الكردية!
كتب الزعيم الكردي المعروف جلال طالبـــاني، مقالة قيمة ومدروسة ومحبوكة بشكل رائع ومقنع بالنسبة للغير، فهو مطلع علي تاريخ منطقة أعالي ما بين النهرين القديم منه والمعاصر. المقالة كانت بعنوان (كردستان.. فيدرالية عملاقة.. ولا مجال لمناطحــتها) ونشرتها عدة صحف ومواقع انترنيتية.وسرد في هذه المقالة الاستاذ جلال طالباني ـ كما يفعل غيره من زعماء ومثقفي الاكراد ـ الكثير من التفاصيل والارقام التي تصب كلها في الترويج لمطلب الاكراد بالفيدرالية، وبين فيها كيف تطورت المنطقة الكردية نحو الأمام في كل المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية وغيرها مقارنة مع حالهم أيام صدام حسين. وقال طالباني ان الفيدرالية تعني (الاتحاد) وليس الانفصال، وان للفيدرالية محاسن لا تعد ولا تحصي، وهي خير صيغة لتلافي الوقوع في براثن الديكتاتورية مرة أخري. وعلي ضوء هذا الطرح الكردي بخصوص صيغة الفيدرالية، نقول ما دام الزعماء الاكراد أنفســهم يشهدون علي ايجابية ومحاسن الفيدرالية ويساندهم في هذا البعض من العراقيين احزابا ومثقفين، اذا، لماذا لا يحصل أيضاً كل من الكلدوآشوريين السريان والتركمان واليزيديين علي هذه النعمة، وهل يوافق أخوتنا الاكراد بشكل خاص والعراقيين بشكل عام علي تمتع هؤلاء بفيدرالية خاصة لكل منهم إسوة بالأشقاء الاكراد ولا سيما ان طالـــباني قد صرح سابقا أنه مع إعادة القري التي كانت منذ مئة عام اشورية الي اشوريتها!
أما بخصوص اليزيديين فيمكن اجراء استفتاء شعبي في المناطق التي يشكلون فيها اغلبية حول القبول بالانضمام الي فيدرالية كردية، او الانطواء تحت فيدرالية يزيدية خاصة بهم، علماً أن علاقات اليزيديين والاكراد تخللها الكثير من العنف والظلم والتعسف، لدرجة قيام الاكراد بحملات تطهير عرقي استهدفت اقتلاع اليزيديين من مناطقهم التاريخية بسبب رفضهم الانضمام في الماضي الي صفوف الزعيمين الكرديين محمد الرواندوزي وبدرخان بك. ووقف الاكراد في الكثير من الاحيان مع الاتراك ضد اليزيديين وكذلك الكلدوآشوريين والارمن. وما يجدر ذكره هنا بخصوص هشاشة طروحات بعض الاطراف الكردية التي تقول ان الاكراد قد حكموا أنفسهم 15 عاما، فلهذا يحق لهم التمتع بالفيدرالية، ولكن هذ الحق لا يعطي لغيرهم، وانطلاقا من هذه الحجة العجيبة والغريبة، نقترح علي التركمان ان يتوسطوا عند تركيا لأنفسهم اضافة للكلدوآشوريين واليزيد ليستطيع هؤلاء وتحت الحماية التركية اقامة منطقة خاصة بهم فقط لمدة (15) عاما، وبعدها سنشكر الاتراك او اية قوي أخري (عدا اسرائيل طبعا) تقوم بهذا الدور، علي هذه الخدمة الرائعة، لأن العراقيين بعد 15 عاما سوف يوافقون علي فيدرالية للاشوريين والتركمان واليزيديين، وربما فيدرالية للهيود أيضاً بعد اعادتهم للعراق. ويبدو أن من أهم الشروط للحصول علي الفيدرالية ان تحكم قومية معينة ذاتها (15) عاما فقط، ولذلك نقترح علي الامريكان اطالة حكمهم وسيطرتهم علي العراق لمدة (15) سنة لكي يحق لهم شرعا وعلانية ـ حسب المنطق الكردي ـ بلع العراق كله.