طوبى للساعـين إلى السلام لأنهم ابناء الله يُـدعَـون / سـرهـد جـمّو & باوي سـورو زعـيمان يتوحّـدان في كـنيسة واحـدة
هـذا هـو اليوم الذي صنعه الرب فـلنفـرح ولنـتهـلل به
(10- 11/5/2008 )
المطران مار باوي سورو زعـيم الحـركة التوحـيـدية الكـنسية الآثورية و توأمه مار سـرهـد جـمّو مطران كـنيسة مار بـطرس الكاثوليكـية الكـلـدانية / غـرب كاليفـورنيا . يقـف كـل منهـما عـلى أرضية صلبة ، واثـقاً من خـطوته ، مؤمناً بربه ، متواضعاً بشخـصيته ، عـميقاً بفـلسفـته ، والمحـبة تملأ قـلبه من حـبه لأمّـته ، يعـلنان الوحـدة الكـنسية كما يريـدها الرب يسوع المسيح . إنها حـدث القـرن الحادي والعـشرين في كـنيسة المشرق الكاثوليكـية العـظيمة المتسلسلة والمتمثـلة اليوم في الكـنيسة الكـلـدانية .
منـذ مئات من السنين ونحـن مكـبّـلون بقـيود الماضي ، إخـْـوَة نعـيش بعـضنا بمحاذاة البعـض الآخـر والخـجـل يملؤنا ويحـيطنا ، يحَـيّي أحـدنا الآخـرَ من خـلال نوافـذ دورنا والجـدار يفـصل بينـنا من دون سبب منطقيّ يقـنعـنا ، والتقـوقـع الفـكـري وإعـتزال إخـواننا عـن دارنا لا ينفـعـهم في زمن الأنـترنيت والكـومـﭘـوتر وسرعة زمانـنا ، فـلقـد تسلـّحـنا جـميعـنا بالمناهـج العـلمية المعاصرة وصرنا قادرين عـلى التعـبـير عـن أصالة تأريخـنا ، والدخـول في تفاهـم ووفاق بعـقـلية عـلمية متفـتحة فـيما بـينـنا ، أفـضل من أن نبقى أمراء معـتـكـفـين أو متصوفـين في صوامعـنا ، وكل مفاصل الحـياة وجُـسورها عـنـد غـيرنا ، إنها دقـّات قـلبنا ترفـض التشاؤم لتـنبّهـنا بروحـية التفاؤل ، إلى التـناغـم والتفاهـم لا إلى التصادم ، تقـودنا إلى الإنضمام وليس إلى الإنفـصام ، توجّـهُـنا نحـو التلاحـم لا إلى التشرذم ، إنها إرادة المسيح الذي نسلك طريقه ونقـبل حـقه ونحـيا حـياته ، وإلاّ فأيّ ربّ نعـبـده ؟. بهـذه الشفافـية الجـميلة والإرادة النبـيلة وفي أجـواء الـﭘـانتيقـوسـطِه المفـرحة ، والمحـبة الروحـية المسيحـية جـرَتْ إحـتفالات مَهـيبة بإعلان الإندماج الكـنائسي بـين الكـلـدانيّـين والآثوريّـين ، كاثوليك ورسوليّـين ، ضمن أبرشية مار ﭘـطرس الكاثوليكـية الكـلـدانية في غـرب أميركا في كل مِن ترلوك ، سيريس ، وَ مودِسـتو في يومَي السبت وأحـد الـﭘـانتيقـوسـطِه 10 – 11 /5/2008 في كاليفـورنيا . في هـذا اليوم تزعـزع الجـدار الذي بناه عـدوّ الأخـُـوّة قـبل قـرون ، وإنهار قـسم منه وأزيلتْ أنقاضه ليُـوحّـد حـدائقـنا في منـتزه واحـد ، اليوم يليق بنا جـميعاً أن نردّد مع المرنم ونقـول : ما أحـلى أن يسكن الإخـوة معاً ( مزمور 133 : 1 ) فـهـناك في ذلك البيت تحـل بركات الرب . اليوم تركْـنا تشبّـثـنا بمغـريات أرضنا لنـنـضمّ إلى كـنيسة المصلوب له المجـد ، الذي سلم مفاتيحها إلى مار ﭘـطرس شـهـيـد المسيح الحي في روما حـين أوصاه أن يجـمع إخـوته ليكـونوا واحـداً ، وتـذوب حـياتهـم كـجـماعة في بعـضهـم البعـض كـواحـد ، وكأعـضاء في جـسـد الفادي يسوع ليعـرف العالم أنهـم تلاميـذه . وغـداً لابـد أن ينهار بقـية الجـدار الذي فـرّق الإخـْـوة عـن بعـضهـم لتـتوسّع ساحـتـنا أكـثر ، إنه المنطق الذي أوصانا به معـلـّمنا الأعـظم ، فـفـيه تـنصهـر كـل القـيود والفـوارق وتقـترب أبعـد المسافات وتـتوحّـد كل النيات وتـتلاشى كـلمات الـ أنا وأنت ، لي ولك ، إنها ترجـمة عـملية ملموسة للكاثوليكـية التي تجـمع فـعـلاً الآثوري والكـلـداني وليس شعاراً ملوناً مطبوعاً عـلى اللافـتات ومعـلـّـقاً عـلى الجـدران . إنه فـعـلٌ يجـعـلنا كـلنا للمسيح الواحـد في مؤسّـسته الواحـدة ، شعارنا صليـب واحـد وراع واحـد ، فهـل مِن قـوة أعـظم من الوحـدة المنظورة بالعـين المجـرّدة يا دعاة الوحـدة التي لا ترى حـتى بالمجاهـر الإلكـترونية ؟
في عـيـد الـﭘـانتيقـوسـطِه ، بـدأ موكـب الإحـتفال من ساحة الكـنيسة داخلاً في الهـيكل بأناشيـد رائعة للجوقات المتنوعة شبان وشابات شمامسة وراهـبات ، تمجّـد كـلماتـُها وألحانـُها الربّ َ إبتهاجاً بإنبثاق الكـنيسة الواحـدة وإفـتخاراً بالرعـية الواحـدة ، تبعـتها الصلاة الربـية والأسقـفان الوقـوران ( مار باوي سورو وَ مار سرهـد جـمو ) واقـفان أمام المـذبح ، ثم قـرأ المطران جـمّو فـصلاً من الإنجـيل المقـدس ناطقاً وملوناً إياه باللهـجة الآثورية ، تبعه الأب كـمال بـيـداويـذ بكلمة إفـتـتاحـية قـيّمة ذكـر فـيها أقـوال الرب يسوع وتوصياته من أجـل الوحـدة الكـنسية ، بـدأها بالإشارة إلى سيادة المطران سرهـد جـمو مطران الكـنيسة الآثورية الكـلـدانية الكاثوليكية ، وإلى مار باوي سورو واصفاً إياه أيضاً بمطران الكـنيسة الآثورية الكـلـدانية الكاثوليكـية مما جـعـل الجـميع ينهـض وقوفاً وبتصفـيق حار إجـلالاً لسيادته ، فـنهـض هـو أيضاً بـدَوره واقـفاً وشاكراً لهـم بإيماءته الرقـيـقة المألوفة ، ومما قاله الأب كـمال " أن هـذه الوحـدة هي إكـمال لرضى الرب وليست ضـد أية فـئة أو حـزب أو تجـمع أو شـخـص " . ولما تكـلم سيادة المطران باوي الكـلي الوقار مخاطباً جـمْعَ المؤمنين وموجهاً خـطابه إلى مار سرهـد جـمو أيضاً ، وقـف أمام جـمهـوره مؤمناً ودرعه الإنجـيل كما عـرفـناه ، شامخاً مَهـيـباً كـما شاهـدناه ، متواضعاً مثلما ألفـناه . الرزانة ترتسم عـلى وجـهه ، العـمق في كـلامه ، والدماثة عـنوان أخـلاقه . ألهـب مشاعـر سامعـيه مما جـعـلهـم يصفـقـون مرات ومرات له ، وقال : سـيكـون كـلامي ذا شطرين ، أحـدهـما لكم والآخـر لسيادة المطران سـرهـد يوسف ، ثم واصَلَ قائلاً : إخـواني وأخـواتي بالمسيح كهنة موقــّرون وشمامسة محـبّـون وأخـواتي الراهـبات ، أعـزائي أبناء وبنات الكـنيسة وأمّـتي العـزيزة ، اليوم هـو يوم تاريخي ومجـيئكم هـنا يُـؤكـد أهـميته ، جاء نـتيجة وثمرة جـهـود مضنية لعـشرات السنين من قِـبَـل جـميعـنا كما سمعـنا من الأب كـمال . إن الأسباب التي دفـعـتـنا إلى المُضي قــُدُماً وإتمام هـذا الحـدث اليوم هي (1) لنكمل إرادة الرب (2) لنلبّي تعاليم كـنيسة المشرق وكـنيسة آبائنا المتجـسدة اليوم في الكـنيسة الكـلـدانية في تفـكـيرها وفـعـلها (3) نحـن نتعـلـّم من تاريخـنا أنّ إرجاع الوحـدة شيء جـيـد لكـنيستـنا وأمتـنا . أنا أفـهـم مجـيئكـم إلى هـذه الكـنيسة والسَير في هـذه الطـريق ، وأفـهـم أيضاً مسانـدة إخـوتـنا وأخـواتـنا الذين ليسوا معـنا اليوم في هـذا المسار . أخي المحـبوب مار سـرهـد جـمّو مطران كـنيسة مار ﭘـطرس أهلاً بكـم ، سيـدنا إعـطوا لنا فـرصة للترحـيـب بكـم في رعـيتكـم ونحـن فـرحـين برؤيتكـم وسعـداء بما نسمعه دائماً عـنكـم وأنـتم تــُسْعِـدون الناس بمثال محـبتكم وتعاليمكم المسيحـية أينما تـذهـبون . قـبل أربعة أشهـر ، نحـن الكـهـنة الذين كـنا سابقاً في كـنيسة المشرق الآثورية والشمامسة مع مسانـدة أعـضائـنا ، بَيـّـنـّا رأيـنا وقـلنا أننا نرغـب بالدخـول في الكـنيسة الكاثوليكـية عـن طريق الكـنيسة الكـلـدانية ، وأخـيراً وبعـد شهـرَين فإن ثمان رعـيات لنا ممن لهم كـهنة ، وإرساليات ليستْ لديهـا كـهـنة ( ثمان مدن ) كـتبوا رسائل لكـم ولأسقـفـَين كـلـدانيّـين إثـنين هـما المطران مار إبراهـيم في ديترويت ، والمطران مار جـبرائيل في سـدني ، وأنّ ستاً من رعـياتنا وإرسالياتنا كـتبوا إليكـم لأنـنا نعـيش في أبرشيتكم ، وطلبنا الدخـول في كـنيسة الكـلـدان عـن طريق أبرشيتكم ومن خـلالها ندخـل في الكـنيسة الكاثوليكـية . لماذا كـتبنا إليكـم ولماذا بعـثَ لكم الكـهـنة والشمامسة والمؤمنين بهـذه هـذه البرقـيات والرسائل وفي الأنـترنيت بالإضافة إلى الإتصالات التلفـونية وأيّـدوا هـذا العـمل واليوم أتينا وإحـتفـلنا به عـلى الملأ ؟ (1) : لأنـنا منذ صِغـَرنا ومن تربية آبائنا وأمهاتِـنا عـلـّمونا أن نحـب غـيرنا من الناس ، و هـذا الشعـب اليوم يطرق باب الكنيسة الكـلـدانية ، هـو شعـب مثـقـف ونجـيب ذو تربية ومحـبة كـبيرتين في قـلبه وهـذه متأتية من تعـليم الوالدَين . (2) : لماذا نـَمَتْ هـذه الفـكـرة في حـياتـنا ؟ لأنـنا نعـيش في هـذه الدنيا و نتعلـّم شيئاً من اخـطاء وتجارب ومصاعـب العالـَم ، وهـو أن الإنسان الذي يجـب أن يستفـيـد من هـذه الدنيا هـو ذلك الذي يسلك طريقاً واحـدة هي مخافة الله والعـمل عـلى إرضائه . (3) عـنـدما بـدءنا نـتعـلم شيئاً فـشيئاً ما هي مخافة الله ، ما هـو رضى الله ؟ إن الله الآب يُعـطي لنا في وصاياه العـشر ويقـول : أحِـب قـريـبك كـنفـسك . مَن هـو قـريـبي؟ هـو أي كل إنسان يعـيش في هـذه الحـياة وبالأخـص ذلك الذي لا أعـرفه ولا يعـرفـني ! فـجـلسنا وفـكـّرنا مع أنفـسنا وقـلنا : إذا كان الله يقـول لنا أنْ نحـب ذلك الغـريـب ! كم بالأحـرى يجـب أن نحـب أنفـسنا وأهـلنا أبناء كـنيستـنا الذين هُـم من طخـسنا وقـداسنا وأمتـنا ، وعـنـدما فـتحـنا الإنجـيل رأينا أن الرب يسوع هـو أول مَن صلـّى من أجـل إتحادنا . والسبب الآخـر عـنـدما تعـلـّمنا أكـثر ، ما الذي يريـده آباؤنا القـديسون منا ، عـلِمنا أننا سالكـين في طريق ، وأنّ أي واحـد وضع الله فيه نية حـسنة وإيمان وعـقـل في حـياته لا يمكـنه إلاّ ، أنْ يضع نفـسه عـلى هـذا المسار ويصل إلى هـذه الخاتمة ، وأننا لابـد أن ننـتـمي إلى الكـنيسة الكاثوليكية . لقـد كانت هـناك عـقـدة صغـيرة عَـلـّموها لنا منـذ صغـرنا وهي أننا يجـب أن لا نقـبل رئاسة قـداسة الـﭘاﭘا لأن لنا رئاستـنا ( نعـم نحـبه ونوقــّره ولكـنـنا يجـب أنْ لا نستمع إليه ) . ولكـنـنا عـنـدما فـتحـنا الكـتاب المقـدس وقـوانين السنهادس وطـخـس آبائنا الجـبابرة وتعاليمهـم لاحـظنا أنها كلها تــُعـلـّم عـكـس ذلك الذي قـيل لنا ، فـكـنيسة المشرق كـنيسة آبائي وآبائك ، وهي كـنيسة أجـدادي وأجـدادك ، توقــّر شمعـون كـيـﭘا وتضعُه بمكانـته التي وهـبها له المسيح وتحـترم مـدينة روما وتعـتبرها المركـز الأكـثر أهـمية للمسيحـية ، وتوقــّر وكالة مار شمعون كـيـﭘا المتمثـلة في شخـص الـﭘاﭘا مار بينيدكـتــُس السادس عـشر . في الحـقـيقة رأينا وتعـجـّبنا وتغـيّر عـقـلنا حـين لاحـظنا كـنيسة المشرق نفـسها وهي تقـول لنا : مثلما الـﭘـطريرك هـو ذو سلطة بين المطارنة فـهـكـذا أسقـف روما هـو ذو سلطة عالية عـلى كل الـﭘطاركة . قـبل 450 سنة ولهـذه الأسباب قامتْ في كـنيستـنا حـركة إتحاد وإرجاع القـوانين إلى نصابها ، قادها مار يوحـنان سـولاقا الشـهـيـد وقـديس الإتحاد والمنتخـب من قِـبَـل رؤساء الكـنيسة ، كي يكـرّس فـكـرة الإتحاد ، والذي أصبح ﭘاطريركاً برسامة ﭘاﭘا الـ روما ، ولمدة 129 سنة فإن المطارنة والـﭘطاركة الذين جاؤوا من بعـده ثبـَـتوا عـلى إيمان ونظام القـوانين الكاثوليكية كـما أنـتم اليوم ، إلا أنه ولأسباب زمنية وخاصة ، إبتعـدتْ الكـنيسة المتسلسلة من ماريوحـنان سولاقا وإنقـطعـتْ عـلاقـتها وشراكـتها مع روما ، واليوم تلك الكـنيسة تسلسلتْ وإمـتدتْ في كـنيسة المشرق الآثورية وكـنيسة المشرق القـديمة التي كانتا سابقاً في شراكة مع الكنيسة الكاثوليكية . وهـكـذا ومن بعـد ذلك عـلى مـدى 200 عام أصبح لدينا كنيستان في المشرق ( القديمة ، والأخـرى التي كانت كاثوليكية والآن هي خارجة عـن الشراكة مع الكاثوليكية ) وحـقـيقة كلتا الكـنيستين أن ممثليها ليسوا كاثوليكيّـين ، حـتى جاء ذلك الجـذر الأصيل من بيت أبونا مار يوحـنان هـرمز الذي كان ﭘاطريركاً في ألقـوش سنة 1830 ليُرجـع إتحاده مع روما . واليوم فإن غـبطة الـﭘاطريرك مار عـمانوئيل دلـّي و مار سـرهـد جـمو مطران الكـنيسة الكـلـدانية ، يتسلسلان من كـنيسة آبائنا المشرقـية تلك التي إتفـقـتْ وإتحـدتْ مع الكـنيسة الكاثوليكـية ولا تزال منـذ 180 سنة . وطيلة هـذه المدة فإنها تكـبر وتزداد وتحـيا اليوم جـنباً إلى جـنب مع الكـنيستين الأخـرَيَـين والتي تمثل جـميعـها كـنيسة المشرق ولكننا من جانبنا إفـتهـمنا أن الإكـتمال الكـنسي يكـون مع الكـنيسة الكـلدانية ، لأن الشراكة التي بينها وبين شمعـون كـيـﭘا هي تـوصية الكتاب المقـدس وتوصية وإدراك طخـس آبائنا . لذلك فإن تلك المصاعـب التي كـنا بها ، والعـقـد التي بـينـنا و إخـوانـنا في كـنيسة المشرق الآثورية ، كانت فـرصة لنا لتغـيـير مصاعـبنا ونأتي بكمال رضى الله ، ولأجـل هـذا كـتبنا لكـم تلك الرسائل حـيث كانت لـدينا الشجاعة والجـرأة والثـقة بأن عـنـدكم ذلك الإدراك التاريخي والثيولوجي وتـدفـعـون بهـذه المهـمة إلى الأمام ولكم كـهـنة أنقـياء يسانـدونكم ، كـما أنّ هـؤلاء إخـوانكـم وأخـواتكـم يصلـّون اليوم كي يـذهـب الأمر إلى الأمام ، ولا نريـد شيئاً سوى رضى الله . ونحـن من جانبنا لا فـرق عـنـدنا ، فـمَن هـو مارباوي ، ومار سـرهـد ، ومَن هـو القـس كـمال ومايكل و يوشيّا و شموئيل و ديمتري ؟ إنّ شمامستـنا أو، لجانـنا أو أعـضاءنا ، كـلنا إخـوان وأخـوات نحـب بعـضنا البعـض الآخـر( تصفـيق حار ) .
إخـواني : إن المسيح إنحـنى ليغـسّل رجْـلـَيْ شمعـون كـيـﭘا وهـذا قال له : لا ! كـيف تغـسّل رجْـلـَيّ ! لم يتحـمّـل شمعـون أن يرى إبن الله الذي هـو الله بعـينه وهـو يغـسّـل أرجـل إنسان ! صدقـوني ، أنا لا أستطيع أن أقـبل ذلك ، ولا أي واحـد منا يقـبل ذلك بسهـولة ، ولكن قـواعـد وفـلسفة وطريق المسيح هي هـكـذا بالضبط . فـمَن يريـد من بينكم أن يكـون مسيحـياً جـباراً عـليه أنْ ينحـني ويغـسّـل أرجـل الآخـرين ، ونحـن بمجـيئـنا عـنـد بعـضنا البعـض ، بهـذا الحـب لبعـضنا البعـض إنما هـو في الحـقـيقة كي نغـسل أرجـل الآخـرين وهـذا ليس تـنازلاً بل هـو مجـداًً ورجـولة لأن آباءنا الذين ماتوا وبالأخـص القـديسين ، هـم في السماء بكـنيسة واحـدة ولا فـرق هـناك . نحـن نريـد أن نحـيا في كـنيسة الله بأنفـسنا ولهـذا يجـب أن نـتحـد ونعَـلـّم إخـوانـنا الذين هُـم في حالة عـناد وغـضب أن يتأنـّوا ويتساهـلوا . ( أخـوني وخاثي ) أعـطوا فـرصة لأنفـسكـم كي تفـهـموا وتحْـيوا طريق الله ووصاياه بمحـبة بعـضنا للبعـض الآخـر ، وهـذا هـو مطلبنا خاصة وأمتـنا المسكـينة هـذه المبعـثرة هـنا وهـناك في كل الـدنيا وحـقـوقـها مسلوبة ، وكل مَن أتى من صغـير أو كـبـير صار يلعـب بها من وقـت إلى وقـت ، أما حان الوقـت كي نصطف إلى بعـضنا البعـض ؟ إن الجـسور التي وضعـتْ بينـنا ، وفي بعـض المرات فإن رؤساء الدين هـم الذين وضعـوها ، ومرات أخـرى كانت مِن وضع مسؤولين أجانب ، وفي غـيرها من المرات أناس مثلكم يضعـونها بينـنا ، حان الوقـت كي نـنهـض جـميعـنا بمحـبة وبــِنيّة مسيحـية صافـية ونظيفة ونقـول لا يوجـد بينـنا أي فـرق ، لا كـنسياً ولا قـومياً ، أسماؤنا واحـدة ، نينوى وبابل هـما واحـدة من بيث نهـرين ، كـلـدانيون وآثوريون من هـذا اليوم هـم واحـد وسيبقـون واحـداً إلى مجيء المسيح ( تصفـيق حار ) ، ولهـذا سيدنا وأخي العـزيز : أنا وأنت قـد أصبحـنا إخـواناً وإن المحـبة التي بينـنا قـد وهـبناها إلى كـهـنـتنا ونحـن مع كـهـنتـنا نريـد أن نعـطيها إلى هـولاء الناس وهـذا هـو مطلبنا . لهـذا إجـتمعـنا اليوم هـنا ، نريـد من شخـصك المسيحي هـذا ومن قـلبك المسيحي ومن فـهـمك الكـنسي أن نسمع ما هي نظرتك لهـذا الشعـب المسيحي الذي اليوم أمسى إسمه كـنيسة المشرق التي إسمها الكـنيسة الكـلـدانية ، سـيدنا مار سـرهـد جـمّـو تفـضـّـل ( تصفـيق حار ) .
ملاحـظة : مقالنا القادم سيكـون خـطاب مار سـرهـد جـمو بهـذه المناسبة .