Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عائلات تقطع ألف كيلومتر هرباً من التهديد بالقتل تعتبر الشعور بالأمن هو الأهم ... نازحون من البصرة الى الموصل يهزهم الحنين الى مدينتهم الأصلية

28/06/2006

الموصل – لينا سياوش - الحياة : لم تكن أم خالد (35 عاماً) المرأة البصراوية النازحة مع أبنائها الأربعة وزوجها من قضاء أبو الخصيب في البصرة تتخيل أن يصل بها الحال وعائلتها الى السكن في منزل مشترك مع أربع عائلات اخرى في الموصل على بعد أكثر من 1000 كيلومتر من مدينتها الأصلية.

قبل أسبوعين تركت أم خالد بيتها مكرهة بعدما أدركت أن حياتها وعائلتها باتت مهددة بخطر الميليشيات المسلحة في البصرة، وارتضت أن تتقاسم السكن مع أربع عائلات أخرى (نحو عشرين شخصاً) في بيت واحد، معتبرة «ان الشعور بالأمن هو الأهم». والعائلات الثلاث الأخرى نزحت بدورها من البصرة الى الموصل.

وتروي أم خالد الى «الحياة» في مسكنها الجديد في محلة «الحي العربي» الواقع في الجانب الأيسر من الموصل حكايتها بالقول «تم تهديدنا من جانب الميليشيات بوجوب الرحيل عن المدينة بأسرع وقت». وتكمل «واجهتنا عراقيل كثيرة من جانب الموظفين العاملين في مجلس محافظة البصرة».

عائلات كثيرة نزحت خلال الأشهر القليلة الماضية الى الموصل يقدرها المراقبون بـ1500 عائلة على رغم أن نزيف النزوح لا يزال مستمراً. ففي الحي نفسه الذي تسكنه أم خالد هناك 50 عائلة أخرى، غالبيتهم نزحت من البصرة وبعضها من بغداد.

ليس بامكان كل العائلات النازحة استئجار منزل، حتى وان كان مشتركاً مع عائلات اخرى. فالكثير منها لا تملك الاموال الكافية لذلك ما يضطرها الى اقامة خيم وسط بعض المناطق المفتوحة، مثل منطقة الصناعات المعروفة بكثرة المساحات الخالية من البناء، أو السكن في مبان لم تكتمل بعد ومواجهة ظروف معيشية صعبة للغاية يزيدها سوءاً قيظ الصيف اللاهب.

أبو حسن ( 45 عاماً) رب عائلة ارتضى النوم في الخلاء على البقاء في ظل الخوف يقول: «نصبت العائلة المؤلفة من 12 فرداً خيمة كانوا جلبوها معهم على قطعة أرض في حي الصناعات». ويضيف «اسمي كان من ضمن الأسماء المدونة في القوائم الدورية التي تعلقها عناصر من الميليشيات»، شارحاً: «جرت العادة خلال الفترة الماضية أن تعلق جماعات معينة قوائم بأسماء العائلات التي عليها الرحيل عن المدينة محذرة اياها من العواقب في حال عدم الامتثال لذلك».

ويتابع «لم نشأ الخروج من المدينة، والشباب (أولاده) أعلنوا أنه لا بد من البقاء. لكن عندما فكرنا بالأمر وجدنا أن الخسائر ستكون فادحة فقررنا ان ننجو بحياتنا». ويضيف: «يهزنا الحنين الى البصرة موطن آبائنا لكن ما العمل؟».

ويعتقد حارث محمد (25 عاماً) الذي جاء أيضاً من البصرة مع عائلته المكونة من 8 أفراد بأن الميليشيات هي التي تسيّر دفة الحكم في البصرة، مشيراً الى ان «بعض العاملين في المؤسسات الحكومية يرضخ لسلطة الميليشيات».

في طابور العائلات النازحة الطويل تقف أم مريم (44 عاماً) كي تأخذ حصتها من المواد التي تتولى جمعية الهلال الأحمر العراقية توزيعها، وتقول ان «التهديدات المتواصلة دفعتها الى الفرار من منطقة الزبير في البصرة»، لكن رفيقتها والمجاورات لها من النساء اللواتي قدمن من المدينة ذاتها يعتقدن بأنها ليست من «مذهبهن» وبأنها قدمت الى الموصل «للتجسس» ونقل أخبار العائلات النازحة، لذلك يعاملنها بازدراء ويتجنبنها.

جهات عديدة، بالاضافة الى الأهالي، تقدم مساعدات للعائلات النازحة، كمنظمة الهلال الأحمر العراقية ومنظمة حقوق الإنسان الاسلامية والحزب الاسلامي العراقي.

أبو وسام ( 55 عاماً) أحد سكان منطقة حي التحرير، أحد الأحياء الشعبية الواقعة في الجانب الأيسر من الموصل، استضاف في بيته اكثر من عائلة نازحة وصلت بعضها في وقت متأخر من الليل من بغداد قبل 10 أيام، يقول: «آويت هذه العائلات لأنها كانت معرضة للموت».

أما إمام وخطيب جامع الخشّاب في محلة الحي العربي في الموصل فينشغل بجمع التبرعات المادية والعينية من سكان منطقته، موضحاً ان «بعضهم يتبرع بالمال وآخرون يتبرعون بالمواد الغذائية والملابس» ويضيف «يتم تسجيل اسم كل عائلة والمواد أو الاموال التي تبرعت بها». Opinions