عدد قياسي للقتلى العراقيين وبوش يبحث تغيير سياسته في العراق
02/01/2007 بغداد (رويترز) - أظهرت أرقام جمعتها وزارة الداخلية العراقية أن عدد المدنيين العراقيين الذين قتلوا في أعمال عنف سياسية سجل ارتفاعا قياسيا في ديسمبر كانون الاول.
وفي الوقت الذي سجل فيه الجيش الامريكي مقتل الجندي رقم ثلاثة الاف في العراق خلال قرابة اربع سنوات من الحرب يبحث الرئيس الامريكي جورج بوش استراتيجية جديدة لتغيير مسار الحرب التي لا تحظى بشعبية.
وتظهر بيانات وزارة الداخلية ومن شبه المؤكد أنها تقدير بخس مقتل 12320 مدنيا عام 2006 في ما يطلق عليها المسؤولون أعمال عنف "ارهابية".
ولم تتكرر سلسلة من تفجيرات السيارات الملغومة التي أسفرت عن مقتل اكثر من 70 شخصا في أحياء شيعية يوم السبت في غضون ساعات من اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين عند الفجر.
ووضعت القوات الحكومية والامريكية في حالة تأهب تحسبا لاندلاع أعمال عنف طائفي جرت العراق نحو حرب أهلية منذ الاطاحة بصدام خاصة منذ نشر تسجيل فيديو يظهر مسؤولين شيعة وهم يستفزونه وهو على منصة الاعدام.
ويعتزم بوش كشف النقاب عن استراتيجية جديدة هذا الشهر بعد مقتل الجندي رقم ثلاثة آلاف في العراق منذ الغزو في مارس اذار عام 2003 قبل رأس السنة مباشرة. وقتل 112 امريكيا على الاقل في ديسمبر كانون الاول وهو الشهر الذي سقط خلاله أكبر عدد من القتلى الامريكيين خلال ما يزيد عن عامين.
ونشرت صحيفة ميليتري تايمز وهي صحيفة امريكية خاصة يقرأها افراد القوات المسلحة نتائج دراسة مسحية أرسلت للمشتركين بالبريد الالكتروني وجدت أن 35 في المئة فقط من افراد القوات العاملة يوافقون على تعامل بوش مع حرب العراق فيما لم يوافق 42 في المئة.
وتعتبر ارقام وزارة الداخلية التي حصلت رويترز على نسخة منها في وقت متأخر يوم الاثنين على نطاق واسع دليلا استرشاديا للتطورات لكنها لا تقدم الا نماذج جزئية للقتلى.
وعدد القتلى المدنيين في ديسمبر الذي أعلنته الوزارة والبالغ 1930 هو ثلاثة أمثال العدد في يناير كانون الثاني الماضي حيث بلغ 548 قبل ازدياد جرائم القتل الطائفية في العام الماضي عقب تدمير ضريح شيعي هام في فبراير شباط.
وتشير الارقام أيضا الى مقتل 1231 شرطيا و602 جنديا عراقيا عام 2006.
وجميع هذه الاحصاءات مثار جدل في العراق. ويظهر اخر احصاء قامت به منظمة الامم المتحدة بناء على بيانات من وزارة الصحة ومشرحة بغداد سقوط 3700 قتيل من المدنيين في اكتوبر تشرين الاول وهو عدد وصفته الحكومة العراقية بأنه مبالغ فيه.
وتشير ارقام الامم المتحدة الى سقوط قرابة 120 قتيلا يوميا.
وتوقفت الحكومة عن نشر أرقامها الخاصة ومنعت مسؤوليها من التصريح بهذه البيانات حيث من الواضح أنها محبطة لعدم قدرتها على خفض أعمال العنف التي ينحى باللائمة فيها جزئيا على ميليشيا لفرق الموت موالية لاحزاب في الحكم.
وتقول واشنطن انها حددت ميليشيا جيش المهدي الموالية للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بوصفها التهديد الاكبر للامن في العراق وحثت رئيس الوزراء نوري المالكي على اتخاذ اجراءات صارمة تجاه انشطتها غير المشروعة.
ويعتمد المالكي على دعم كتلة الصدر السياسية في البرلمان والحكومة وهي علاقة ليست سهلة تجسدت في وجود أنصار للصدر اثناء اعدام صدام استفزوا الرئيس السابق بالهتاف باسم الصدر.
وقال مستشار للمالكي ان الحكومة بدأت تحقيقا بشأن كيف صور حراس صدام واستفزوه وهو على منصة الاعدام ليحولوا اعدامه الى مشهد مصور أشعل مشاعر الغضب الطائفي.
وعزز الاعدام السريع سلطة المالكي الهشة بين أنصاره الشيعة الذين ينتمي اليهم لكنه أغضب الكثير من السنة خاصة بسبب توقيت الاعدام الذي وافق اول ايام عيد الاضحى وتزامن مع مناسك الحج.
وتحث الولايات المتحدة الشيعة على الا يغضبوا السنة تجنبا لنشوب حرب أهلية شاملة. ويشعر البعض في واشنطن بالضيق بسبب النفوذ الذي يتمتع به راديكاليون مثل الصدر على المالكي.
وتكهن مسؤولون عراقيون كبار بهجوم محدود في العام الجديد تقوم به القوات التي تقودها الولايات المتحدة ضد جيش المهدي الموالي للصدر.
ولم يتضح بعد متى قد يعلن بوش استراتيجيته الجديدة ويحتمل أن يجري هذا في خطاب يوجهه للامة. ويتكهن بعض المعلقين بأن يكون هذا في غضون ايام قبل خطاب حالة الاتحاد الذي يلقيه بوش في 23 يناير كانون الثاني ويحتمل أن يتضمن هذا الخطاب الاعلان عن زيادة القوات المقاتلة بما بين 15 و 30 الفا.
من الستير مكدونالد