عراق أيام زمان
ترك الرجولةبين أرجل الذئاب
وقدم قلبه للصقور
وجبة ً
وضع الخوف جانبا ً
والموت أمام عينيه مارا ً
في حفرة زرع الأمل
شتلا ً
لعلها تطلع
في قدوم الربيع
وردة ٌ بيضاء
أم خضراء
لا تفرق...
فالحياة طيبة
لو عاش المرء مرارتها
فالأيام القادمة
تنبؤ بالحسنة
بالرغم من مساوئها
ومصايبها
طفل صغير شارد
يرى الموت يتمرد
يمامة بحرية ترفرف
تأتي عاصفة وتلفلف
حليب الأم أنقطعْ
والطفل من الدمع ِ شبعْ
عصفورُ من الشجرة ِ وقعْ
جاء الثعلب
والعصفور انقلعْ
دمع الأم غالي
والملائكة تصرخ في الأعالي
عرق جبين الأب مالح
والراتب لشيء لايفلح
وقدر التعب لا يمنح
ومهما فعل لا يمدح
ولا حتى بالمزح
والدكاترة يقطعون
الأرجل والاياد ِ
ليعيش المريض بين الأحباب
وبائعة المخضر
يبيعون البصل الأخضر
لناس لا يبكون للقدر
ولا يقفون أمام ضؤ الأحمر
والكناسون ينظفون
أوراق الغيرة والنميمة
في الشارع ومن الأرصفة
ومن البارات والنوادي
ومن الملاهي
والمقاهي
الظلم كغيمة سوداء
تمر على الفقراء
والنجار يصنع دولاب
من خشب الجوز
ويضع فيه أحلى
ذكريات العراق
وصانع المفاتيح
يضع عليه قفلا ً
ويقفله للزمن
والخطاط يكتب
على بابه
(عراق أيام زمان)
والعجزة يرشفون
الشاي
على عتبة باب
المحلات الشعبية القديمة
وقتها كانت الإنسانية
لا تقاس بالمالية
الأن بياعوا النفوس
والضمائر كثيرون
وبأسعار ٍ خيالية
سيمون الحريري