Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عزيزتي لندا.... عشتار لا تمثلنا



عزيزتي لندا ...أنت يا من تتحدث إليك فضائية عشتار...

أنت يا من اختصرت باسمك فضائية عشتار كل أهلنا في المهجر...

عزيزتي لندا... أنت التي طالما يتحدثون إليك عن أخبار قرانا التي خرج منها أهلنا وحقائبهم محملة بالذكريات قبل أن تُحمل بلوازم الهجرة الطويلة .

أنت يا ابنة ارضي ... يا من كنت معي عند صناعتنا لماضي بلاد الرافدين ولا زالت عيونك وأحلامك وطموحاتك تسكن ارض أجدادك حتى إن كان جسدك يسكن ارض الغرباء... وآمالك بالعودة تنبت زهرة للحياة مع بزوغ فجر الأول من نيسان معلنة عودة الأرواح المغتربة إلى أحضان آشور ونينوي

عزيزتي لندا إنهم يقولون لك أن قرانا تلك هي الآن عروس بابها حلتها ... وأنا أقول لك أن العروس تلك لطالما حلمت بابن آشور عريسا لها , وانتظرت أن تنال تاج جدتها نينوي هدية لتبارك به عرسها, وها هي الآن تساق بأيادي سراق اسمها إلى مخدع زوجها ابن الأغا الغني , لتنال القيود هدية تلبسها ما تبقي من حياتها, وتلد ابناءا يتربون في أحضان غيرها لا كما كانت تحلم ... بسركون ونينوس وسنحاريب... الآتين من ظهر حبيبها آشور... المتربين من عظمة صدرها ... الصائنين لتاج جدتها نينوي سيدة بلاد الرافدين العظيمة

عزيزتي لندا ... أن ما يصلك من صديقتك عشتار ليس إلا قشور لحقيقة يملئها آلام ومرارة من هو عبد في بيت أسياده... حقيقة حاصلة تحت أسماء استحصال الحقوق وتحقيق الحريات ... حقيقة تقول وتصرخ أننا نُفرق ونمزق تحت اسم موحد

عزيزتي لندا ... أنا لا اكتب إليك كي أحدثك عن قرانا وما تلبسه من ضحكات الطائر المذبوح ولا كي أحدثك عن حقوق تُطلب لخدمة قضايا غيرنا , بل أحدثك كي أقول لك أن المنبر الذي ينادون عليك من خلاله لا يهتم بك أو بي ... ولا يعنيه وجودك أو وجودي ... ولا يمثل شخصك يا ابنة الأبطال كما لا يمثل شخصي أنا ابن الأرض وحفيد الأسياد

قد تستغربين من هذا الذي تقرئيه فكل الرسائل التي وصلت إليك من صديقتك عشتار كانت تتغنى بمباهج وأفراح إخوتك أبناء آشور, إذن ما سبب هذا الصوت الصارخ الذي تسمعيه الآن؟ والذي يعكر عليك أنغام اللحن الغريب الذي يُعزف لك ليكون كل ما تسمعيه ...هو وحده ولا لحن غيره .

نعم يا عزيزتي لندا... فعشتارهم تهتم بهم وليس بنا ... تهتم لأفراحهم وتتغنى بأحزاننا... وتدعو لوحدتهم على أطلال وحدتنا ...فآلامهم تؤلمها ....وآلامنا... دعاية لها ولأهدافها

عزيزتي لندا ... لا يعقل انك لم تشاهدي كيف سار عشرات الآلاف من أبناء شعبنا في احتفالات اكيتو وهم حاملين آمالهم بحناجرهم ... أفراحهم بأعلامهم .... أهدافهم بهتافاتهم .....
بالتأكيد قد رأيت زحف أبناء آشور صغارا وكبارا ...رجالا ونساءا ... البعيد منهم والقريب فعبق نيسان أشور نادى أبناءه من كل مكان ... فحضر سهل نينوى بتاريخه ورقصت اربئيلو ونوهدرا ...وتغنت بكل الألحان كرخسلوخ وبغداد ارض الأحزان... صارخين معلنين للأرض بأننا كنا هنا... وما نزال هنا ... وسنبقى هنا ....

لقد رأيت كما رأى العالم أن نينوي التي يراها البعض عجوزا كهلة محنية الظهر لا زالت شابة نضرة تجدد حبها لآشور لتحبل وتلد كل يوم من سيصون لها تاجها

عزيزتي لندا ... اعلم انك رأيت هذا كله لكن بعيون الغرباء وليس بعيون عشتار
عشتار التي تدعي بأنها عيوننا....هي الآن لا ترانا ...
عشتار التي تجاهر بأنها صوتنا .... هي الآن لا تسمعنا ...

فعيون عشتار أغمضت كي لا ترى زحف أبناء آشور... لأنهم لم يهتفوا ولاءا لأسيادها .... لقد أدارت وجهها لان بريق أعلامهم أقوى مما تتحمله عيونها... واسطع من بريق أموالها... وأشهى من كل مغرياتها ...

عزيزتي لندا ...عشتار التي تتحدث إليك لم تهتم بجمعتنا.. ولم تفرح لفرحتنا
عزيزتي لندا...عشتار التي تتحدث إليك هي تهتم بك أكثر من اهتمامها بإخوتك في ارض الوطن لأنك تحملين شوقا وحنين ... وما هو الأقوى من شوقك وحنينك كي يكون سلاحا بيدها

عزيزتي لندا ...إن كانت عشتار لم تهتم بآلاف الأصوات الصارخة للحياة والحرية والكرامة الصادرة من قلب أبناء آشور ...إذن ... لأبناء من تهتم ؟ ... ولأبناء من تطلب الحقوق ؟... وباسم أبناء من تتحدث ؟....

عزيزتي لندا... كانت في الماضي بوابة عشتار تُدخل بين مصراعيها الرحبة كل أبناء بابل وآشور وكانت تفرح بكل ألوان الربيع فكانت تستقبل اكيتو واحتفالاته كما تستقبل الأم ابنها العريس وعروسه , فكان آشور عريسا والحياة عروسا... أما اليوم فعشتار تقول للمارين من خلالها ... هذا مع ..وذاك ضد ... هذا يجب أن يكون سيدا لذاك العبد

نعم يا عزيزتي لندا ... فقد تجاهلتنا عشتار لان أصواتنا هي من حناجرنا ...ومسيرتنا هي نحو امتنا ...ولأننا لا نرضى لمصيرنا إلا أن يكون مكتوبا باقلاما من صنع أيدينا.. حبره من دمائنا ولوحه أجسادنا ...وكلماته تهتف .... حقوقنا .... حريتنا .... أرضنا .... وجودنا

إذن يا عزيزتي لندا ... فعشتار لا تمثلنا لأنها لا ترانا ....ومن لا يرانا فانه لا يحس بآلامنا... ومن لا يحس بآلامنا كيف سيقف أمام من يريد حجب الشمس عن تاريخنا ليطالبه ببناء مستقبلنا

كيف يا عزيزتي لندا ؟ ....... كيف؟ ......
جوني خوشابا الريكاني
3 /4/2008
تلكيف
Alsarkha.uv.ro


Opinions