على الرصيف الأخير
داليتي هاتِ ظلكأخشى الشمس أن تُجفف أوردتي
أخشى السنابل أن تهابني
فهاتِ ظلك
* * *
حتى البحار تموت
والبحرُ الميت مثال
الجبال وحدها لا تهرم
الأنهار يموت ماؤها
يتسرب ماؤها نحو الباطن
وتبقى أجسادها وديانا مسجاة
تنتظر الغيوم كي تشرب قليلاً
* * *
حين تقترب الرياح من لثم الشجر
وتنزع عنها أغلفة الغبار
تهتز الأغصان فرحاً
* * *
هجوم المدِّ في الليل
هزيمةٌ للبحر في النهار
يترك أصدافَه على الرمال
هجوم البحر في مده غزوةٌ بلا معنى
* * *
قبل أن ينام
تذكر أنه بحرٌ
مدٌّ وجزرٌ
لكن
كي يكون بحراً
عليه أن يبتلعَ الأشياء الكبيرة
أن يكونَ موجُه عالياً
وهديرُه أعلى
* * *
البحر لا يساومُ
حين يتجمدُ يُشَكِل جبالاً
عندما يقرَف من البرد
يذوب غضباً
فيُغرق من لا يغرق
* * *
على الرصيف الأول
والتبغ يحرق إصبعي
كان الانتظار يموء
كقط هرم أسرف في السؤال
وأعدمه الحال والمحال
* * *
على الرصيف الأخير
والنوء يتقدم
هديرُ الماء كان أكبر
أنتظرُ قدومَك والشمسُ محال
العمر يمضي
تتراجع من حوله الدروب
تتراجع السهول
و يغمر الطريق ظلام
faruq-tozo@hotmail.com