Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

على العراق أيضاً سحب سفيره من قطر


بدأت دويلة قطر تواجه نتائج سياساتها في اللعب بالنار، فهي أصغر دولة عربية، ولكن أميرها السابق (حمد بن خليفة آل ثاني) ويبدو حتى أميرها الحالي (تميم بن حمد)، بدد مليارات الدولارات من أموال الشعب القطري المغلوب على أمره، على إثارة الفوضى والاضطرابات في العديد من البلاد العربية، مثل العراق، وسوريا، ومصر وليبيا ولبنان. ولعل العراق من أشد المتضررين من سياسات التدخل العربي، وبالأخص القطري والسعودي، في شؤونه الداخلية وذلك عن طريق دعم المنظمات الإرهابية في إثارة الشغب والفتن الطائفية وأعمال القتل الجماعي.

وكما قيل (ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع)، فها هي دويلة قطر بدأت تدفع الثمن، لتواجه العزلة من أقرب الدول إليها وهي دول مجلس التعاون الخليجي، إذ أفادت الأنباء أن "قررت السعودية والبحرين والإمارات يوم الأربعاء، 5/3/2014، سحب سفرائها من قطر احتجاجا على سياستها التي تشجع علنا الإسلاميين أن كان ذلك في بلدان الشرق الأوسط مرورا بشمال أفريقيا وانتهاء بجيرانها مباشرة". وتزامناً مع هذا القرار الخليجي، "جددت وزارة الخارجية المصرية، دعوة قطر إلى الابتعاد عما وصفتها بـ"السياسات والمواقف التي تؤجج الفرقة، وتفتت وحدة الصف العربي،" وأن مصر أيضاً سحبت سفيرها من قطر أسوة بالدول الثلاث المذكورة أعلاه.

وبما أن العراق من أشد المتضررين من سياسات قطر العبثية، لذا كان الأجدر به أن تبادر حكومته بعزل هذه الدويلة منذ مدة، ولكن مع ذلك فقد حان الوقت أن تستفيد الحكومة العراقية من هذه الفرصة بأن تقوم هي الأخرى بسحب سفيرها لكي يشعر المخططون لسياسات قطر العبثية الطائشة بالعزلة وإلى  أين تقودهم هذه السياسة الرعناء في دعم تنظيم الأخوان المسلمين، الذي منه تفرخت التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وطالبان وجبهة النصرة وداعش وغيرها.

من نافلة القول أن حزب الأخوان المسلمين لا يقل خطورة على السلام العالمي من فلول حزب البعث، بل وحتى من القاعدة وفروعها ومشتقاتها من التنظيمات الإرهابية، لأن هذه التنظيمات خرجت من عباءة الأخوان المسلمين، وتم غسل عقول الشبيبة بأفكار منظرين من هذا الحزب من أمثال سيد قطب، صاحب كتاب (معالم في الطريق)، وأخيه الشيخ محمد قطب، صاحب كتاب (جاهلية القرن العشرين)، الذي يعتبر فيه كل ما أنتجه الغرب من معارف وثقافات وفلسفات وعلوم وتكنولوجيا وحضارة وحداثة...الخ، منذ ما قبل سقراط وإلى الآن، هو جهل في جهل، وأن الثقافة الحقيقية هي الإيمان بالقرآن والسنة فقط.

ورغم أن السعودية تتصدر هذه الأيام في مناهضة حزب الأخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية، إلا إن هذا الموقف لا يعدو كونه مؤقت وتكتيتي بسبب افتضاح أمرها لدى الغرب وتذمر الإدارة الأمريكية منها في نشر الفكر الظلامي ودعم الإرهاب في العالم. إلا إن الموقف السعودي هذا من الأخوان المسلمين هو انتقائي، ففي الوقت الذي تعارض فيه السعودية الإسلاميين في مصر وبلدان الخليج، إلا إنها تدعمهم في العراق وسورية ولبنان. 

ولا ننسى أن حزب الأخوان المسلمين ولد بالأساس من رحم الوهابية في محاولة لوهبنة المسلمين بالاعتماد على الكفاءات المصرية في أوائل القرن العشرين، خاصة وأن اسم (الأخوان) هو مشتق من الوهابية حيث يطلق الوهابيون على أنفسهم (الأخوان) أيضاً.

ووفق عقيدتهم الوهابية هذه فإن غير المسلمين، يُعتبرون كفاراً يجب قتلهم، كما ويعتبرون المسلمين الشيعة مشركين، يجب إنذارهم ومنحهم مهلة ثلاثة أيام بأن يتحولوا إلى مسلمين سنة وفق المفهوم الوهابي للإسلام، وإلا يجب قتل رجالهم، وسبي نساءهم وأطفالهم وبيعهم في أسواق النخاسة كما كانوا يعملون إثناء الغزوات في العصر الجاهلي والفتوحات الإسلامية فيما بعد. هذا ما صرح به إمام مكة في مقابلة له مع تلفزيون بي بي سي العربية قبل عامين. لا شك أن هذه الدعوة وفق معايير اليوم تعتبر فاشية تهدد الحضارة البشرية. وعلى سبيل المثال، لما سُئِلَ أبو حمزة المصري، إذا كان يكره ويحتقر الغرب إلى هذا الحد، فلماذا هو مقيم في بريطانيا؟ فأجاب أن وجوده في الغرب مؤقت، و بريطانيا بالنسبة له عبارة عن مرحاض لقضاء الحاجة!!. هذا هو رده على الجميل البريطاني! كما ويردد الإسلاميون قولاً لابن تيمية:"إذا اقمت في دار الكفر للتعلم أو التطبب أو التجارة، فأقم بينهم وأنت تضمر العداوة لهم".

والجدير بالذكر أن نُشِرَ قبل عامين كتاب قيم للباحث الأمريكي إيان جونسن بعنوان: (جامع في ميونيخ: دور المخابرات النازية والأميركية في نشوء ونشاط التنظيم الدولي للإخوان المسلمين). يذكر المؤلف جذور نشوء التنظيم الدولي لهذا الحزب في أوربا منذ الثلاثينات من القرن الماضي بدعم من النازية الألمانية الهتلرية، خاصة وأن الإسلاميين والقوميين العرب قد عوَّلوا على النازية في محاربة الاستعمار البريطاني والفرنسي وقضية فلسطين وفق مبدأ (عدو عدوك صديقك)، وعلاقة أمين الحسيني بالنازية باتت معروفة. وبعد هزيمة النازية الألمانية والفاشية الإيطالية في الحرب العالمية الثانية، استفادت المخابرات الأمريكية من هذا التنظيم الإسلامي الدولي وجندته لمحاربة الحركات الشيوعية في العالم العربي والإسلامي. (رابط ملخص هذا الكتاب القيم في الهامش وهو جدير بالقراء).

خلاصة القول، إن حزباً يقسِّم العالم إلى دار الإسلام ودار الحرب، وإلى مؤمنين وكفار، ويبيح إبادة كل من يختلف معه في الفكر والمعتقد الديني والمذهبي، وينشر التطرف والحقد والعداء والتحريض على قتل غير المسلمين وحتى المسلمين الذين لا يوافقونهم على منهجهم، لا شك أنه حزب فاشي، بل هو أخطر من جميع أنواع الفاشية والنازية والعنصرية. وأن الحكومة القطرية التي تدعم هكذا تنظيم فاشي هي الأخرى لا تقل خطورة على العالم، ولا بد من عزلها ومعاقبتها إلى أن تتخلى عن سياستها الطائشه. لذا أهيب بالحكومة العراقية خاصة، وكافة دول العالم عموماً، مقاطعة هذه الدويلة نظراً لما تشكله من خطورة على السلام العالمي.


abdulkhaliq.hussein@btinternet.com 


http://www.abdulkhaliqhussein.nl/


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


رابط ذو علاقة


ملخص كتاب: جامع في ميونيخ: دور المخابرات النازية والأميركية في نشوء ونشاط التنظيم الدولي للإخوان المسلمين


http://www.nmc.sy/nmc/public/read/79


 


 

 

Opinions