Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

على قارعة الطريق

إنتظر مطولاً مرور أية حافلة لتقله إلى شارع رئيسي أو محطة ، مضت أكثر من ساعة وكافة محاولاته باءت بالفشل ، كانت تعبر من أمامه سيارات فارهة ،ملونة ،في منطقة سياحية بمدينة إعتبرها حلم حياته ،كان حريصاً طوال عمره على الوصول إليها ، وبعد مشقة وعناء وصراع مرير ،حظيت قدماه بأن تطأ أرض هذه المدينة التي إعتقدها أنها وردية اللون ناعمة الملمس مثل صبية عذراء لم تطأها أيادي أية ذئاب بشرية ،،ظل يحلم مطولا ً وهوينظر هنا وهناك ، ويرفع يده للسيارات العابرة لكنها لم تكترث له ،كل مشغول بشأنه ،وكل يغني على ليلاه ،،لم يلحظ أن سيارة كان سائقها ياتبعه عن بعد ، يعبر من جانبه دون أن يكترث لها ،ذلك بأنها سيارة عادية ،ليست حديثة أو فارهة أو ملونة ، كان يضع يده في جيبه ليجد كم يملك من النقود ،هي بعض دنانير لا تكفي لأن تقله لهدفه ،بقي يراوح مكانه ،يمشي هنا ،يلتفت هناك لعل وعسى ،معدته تؤلمه ،منذ الصباح لم يتناول شيئاً ،حتى شربة الماء لم تتوفر له ،إنه في مدينة ظنها حلمه ،لكنه إكتشف أن مسقط رأسه بالقرية أفضل بكثير مما أعتقده ،عاوده المشهد وهو عائد من المدرسة في حر الصيف ،كان يعبر بطريقه إلى بيته إلى أزقة مختلفة ،هنا ماء سبيل عبارة مازالت ترتسم في ذهنه ،سمع أم أحمد تناديه يا بني خذ هذا خبز ساخن ،سلك به معدتك قبل أن تصل البيت ،تبسم تلقائياً لقد لاحظ أنه يلعق لسانه مثل ضائع في صحراء ،جائع ،رأى كل أقرانه يودعونه و جيرانه يسلمون عليه يوصونه بجلب الهدايا له ،تبسم وقال في نفسه :لو أنهم يروني الآن ،ألهث كي أعود إلى مسكني مع 12شاب في بيت مزدحم ،،لماذا ؟كي أحقق حلمي ،،صمت قليلاً ثم تيقظ أنه في الشارع ،يقف على قارعة الطريق ،لم ينتبه للسيارة وراءه ،،أطلق السائق زاموراً عالياً ،،فتحت النافذة فإذا بها فتاة رائعة الجمال صبية ،تتحدث بنفس لغته قالت له :إلى أين تسير ؟؟قال إلى حي الأيوبيين ،،قالت :أنا متجهة لهناك هل تستقل سيارتي ؟تردد ثم نظر حوله ،،وسرعان ما قفز إلى السيارة ،،وجلس بجانبها ،،كانت تسمع أغاني من أيام زمان ،،أغاني ليست شبابية ،،صمت مطولاً ثم قطعت صمته قائلة :منذ متى وأنت هنا ،،لا يوجد محطة باص كيف وصلت ؟ قال : جئت لأقابل شخصاً من أجل العمل هنا ؟؟قالت :هل أنت جديد في البلد ؟قال نعم فقد حلمت بهذه المدينة وحلمت بالعمل فيها ،وأنهيت متطلبات دراستي ونجحت وحضرت لأبحث عن فرصة ؟؟قالت له :هل وجدتها ؟؟قال :مازلت أحلم ؟؟فجأة توقفت بالسيارة وقالت ها نحن قد وصلنا أكمل الطريق على قدميك وتابع الطريق المقابل تكون في المنطقة التي تريدها ،،قال لها:هل تعودت على ذلك ؟؟قالت لا ؟؟لكني في يوم من الايام وقفت مثلك مطولاً وقد ساعدني شخص غريب وأضطررت للركوب معه ،،فحقق لي أحلامي ووجد لي عملاً ؟؟وها أنا ذا كما ترى ،،تحقق حلمي لكني فقدت طريق العودة لأهلي لذلك إحذر أن تضيع الطريق ،،ثم مضت ،،،

أنتهت
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
البابا بندكتس: يجب على الامم المتحدة ان تنهض بمسؤولياتها من جديد إستأثرَ خطابُ قداسة البابا بندكتس السادس عشر الذي القاهُ يومَ امس بمناسبةِ العام الميلادي الجديد بالمزيدِ من الاهتمامَ الدولي ومن منظماتٍ سياسيةٍ ودينيةٍ وفكرية التي اشادت بما طرحهُ قداستهُ خلال تجمع جماهيري حاشد...الجبهة التركمانية العراقية تعلن عن رفضها لمقترح نشر قوات ثلاثية حول اطرف مدينة كركوك شبكة اخبار نركال/NNN/ الجبهة التركمانية العراقية تطالب الحكومة المركزية للموافقة على تأسيس قوة تركمانية لحماية مناطقهم من الهجمات الارهابية تصريح كتلة العراقية حول محاولات تفكيكها شبكة أخبار نركال/NNN/ صرحت الناطق الرسمي باسم العراقية ان أطرافاً مهمة من إئتلاف دولة القانون حاولت حول مؤتمر الادب السرياني الاخير اجرى موقع نركال كيت مقابلة مع السيد نزار حنا الديراني رئيس اتحاد الكتاب والادباء السريان ونائب امين عام للاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين عضو اتحاد ادباء العرب ، ابتدءت المقابلة بالترحيب بالسيد نزار الديراني لموافقته على اخذ القليل من وقته لاجابت
Side Adv2 Side Adv1