Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عندما لا تنطبق الصفة على الموصوف

افرزت الدعوات و النشاطات الموجهة الصادرة عن المؤسسات الآشورية خلال العقدين الأخيرين من الزمن والهادفة الى الغاء القومية الكلدانية ثم السيطرة على مقدرات أبنائها و استغلال ثقلهم و زخمهم الديموغرافي ، الى ظهور فئة من الناس تحسب نفسها و كأنها جنس آخر من البشر، هؤلاء هم من يصنفون انفسهم بأنفسهم بالوحدويين! .
و هؤلاء الوحدويون " التحفة" لم يطلق عليهم احداً هذه الصفة الاّ انفسهم . فهم الذين يكررونها في مناسبة او بدونها و يضيفونها على كناهم و كأنهم بذلك يستطيعون ان يوهموا الناس و يداروا عن أفعالهم و إدعائاتهم الباطلة تجاه القومية الكلدانية و أبنائها ، او ان يتغلغلوا داخل اوساط الشعب الكلداني تحت هذه الذريعة لكي يستمروا في خدماتهم المجانية لمخططات المتربصين بهذا الشعب العريق و المسالم.

المعروف عن تعريف "الوحدوي" هو كل من يؤيد الوحدة و يناصرها ، لكن العجيب في مفهوم الوحدة و الوحدوي عند الوحدوي الكلداني ( الموديرن) ، فهو يجب ان يتنكر لقوميته و قومية اجداده و رموزها اولاً ، ثم يتبنى الآشورية قومية جديدة له أو يتبنى بدلها أية تسمية أخرى حتى لو كانت غير قومية ، و من ثم يدعم على الأقل لنهج سياسي او فكري آخر مناهض لقوميته ثانياً ، و بعدها يَسمح لتلك الجهات بترويضِه كما تريد لتسهيل إنقياده نحو العمل بكل إمكانياته ، علناً أو سراً، لجعله رأس حربة في طعن ابناء قومه و مؤسساتهم ،عندها يكون مؤهلاً ليصبح وحدوياً اصيلاً و من النوع الممتاز!.
أماّ الوحدوي الآشوري (وعلى شحتهم) ، فيختلف عن الوحدوي الكلداني ، كونه لا يفرط بقوميته ولا يستغني عنها ولا يستهين بها ، ولا يستهزيء برموزه القومية ، بل يعتز بها و يحترمها ، و كل ما عليه فعله هو عندما يكون حديثه مع بعض الكلدان يقول لهم " باننا شعب واحد" ، لكن في لقاءاته مع غير الكلدان و في دواخله و نشاطاته فهو آشوري فحسب و ليست الكلدانية عنده أي اعتبار قومي ، و هو مؤمن تماماً بأن التسمية المركبة ليست سوى تسمية سياسية غيرقومية الهدف منها إمتصاص زخم الكلدان وتشتيت صفوفهم.

خلال العقدين الماضيين من الزمن ، و وسط زخم اعلامي موجه من قبل المؤسسات الآشورية و على اختلاف انواعها في نشر الفكر الشمولي الآشوري و محاولة فرضه على الكلدان و السريان وحتى على البسطاء الآشوريين ، و ما رافقتها من صرف لمبالغ مالية كبيرة وكذلك توفيرها لبعض المناصب التشجيعية للمنتمين الجدد اليها من غير الآشوريين ، نتج عن ذلك استدراج ثم كسب بعض الكلدان الى صفوف الأحزاب و المؤسسات الآشورية ، و هذا الكسب كان مشروطاً بأن يتبنى المنتمي الكلداني و السرياني للتسمية القومية الآشورية و يعتبر كل من الكلدانية و السريانية طوائف تابعة للقومية الأم الآشورية! و خير دليل على ذلك هو ما يجاهر به هؤلاء علناً ، بالإضافة الى عدم وجود أي تصريح أو بيان رسمي لحد اليوم بإسم أية مؤسسة آشورية تعترف بوجود قومية كلدانية. و هذا يؤكد بأن كل من إنتمى الى أي حركة أو حزب آشوري كان فرضاً عليه ان يتنكر لأي وجود قومي كلداني ( و هذا الكلام ينطبق أيضاً على الذين يدعون بعدم الإنتماء الى الاحزاب الآشورية لكنهم يكتفون بإعلان تأييدهم التام و الدائم لبرامجها و سياساتها).
و بعد ان اصطدمت هذه الأفكار الشوفينية الشمولية بالحقيقة ، و بدأت تكشف عن وجهها القبيح للملأ ، و وسط استنكار كلداني لها كشعب و كمؤسسات ، لم يكن أمام هؤلاء (الكلدان المتأشورين) إلا تغيير صفتهم القديمة تلك الى (الوحدويين) تحت عباءة التسميات المركبة ، مع بقاء العديد منهم مصراً على آشوريته الجديدة فقط ( بإعتبارهم قوميون أصلاء ولا يقبلون بتشويه التسمية القومية الآشورية من خلال دمجها مع تسميات طائفية)، متهمين كل من لا يتفق و أفكاراهم المستمدة من الفكر الشمولي الآشوري بالإنفصالي أو الإنشطاري أو الإنفلاقي و غيرها من التهم الجاهزة.
و لكن في الحقيقة و مهما اتى هؤلاء من تسميات مزخرفة و كلام معسول لا يستطيعوا من أن يستعيروا صفة الوحدوي بدلاً عن عبارة (ناكر القومية الإنفصالي) التي تعتبر الأكثر توافقاً والأقرب وصفاً لأفعالهم و أفكارهم.

الوحدة مفهوم جميل و رائع و زينتها المصداقية و المحبة و التضحية و نكران الذات ، وهي تحتاج الى اناس اكفاء و ذوي مباديء و صادقين مع أنفسهم ثم مع الآخرين ،غيورين و قادرين على تحمل المسؤولية والسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق الهدف النبيل المنشود.
و الخطوة الرئيسة الأولى التي يجب أن يتخطاها الوحدوي الحقيقي في هذا المجال هي ان يكون موحداً لصفوف ابناء قومه اولاً، و صادقاً و محباً لهم و مدافعاً عن حقوقهم و مصالحهم ثانياَ ، ثم يعمل جهوده الوحدوية بإتجاه الآخر ، امّا ان يكون خنجراً في خاصرة بني قومه و مشتتاً لصفوفهم و ناكراً لهويته القومية و اداةً رخيصة بيد الآخرين ، فهذا ليس فقط وحدوي ( خُـلّب )، بل هو المنافق بعينه.

خلاصة الكلام أقول:
شتان ما بين أن تكون كلدانياً أصيلاً و تسعى الى الوحدة مع الآخرين ، و بين أن تنكر قوميتك الكلدانية بحجة السعي الى الوحدة.

تحياتي الى الوحدويين الحقيقيين ، اما الوحدويون الـ ( خُـلّب) فليشفيهم الرب.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
الزوعا والكلـداني وعشتار دروس وعبر اجتياز مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة ، هذا ما فعله المهاجر الأفريقي الأسود اوباما حينما جلس على كرسي الرئاسة 78 قتيلاً وجريحاً في هجمات علي مساجد ببغداد والموصل وبعقوبة ــ الوقف السني يطالب بتفكيك المليشيات والشرطة المساندة لها الزمان/ دعا الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي رئيس الوقف السني الي حل المليشيات وتفكيك وحدات الشرطة العراقية وفد من الحكومة المحلية في كربلاء يلتقي القنصل الاميركي في الحلة نركال كيت/كربلاء/ التقى ظهر اليوم وفد من الحكومة المحلية في كربلاء برئاسة المحافظ د.عقيل الخزعلي القنصل الأميركي في الحلة السيد سيمينس انكس ووفد رفيع المستوى العراقي (يوسب رشو) صاحب شركة يلا فن في بيروت ، ينال جائزة الاوسكار في القاهرة عن أفضل شركة أنتاج لعام 2009 شبكة اخبار نركال/NNN/ نال يوسب رشو العراقي – الامريكي ، صاحب شركة يلا فن في بيروت ، جائزة أوسكار للفيديو كليب الاغنية الدولي ، الذي اقيم في
Side Adv1 Side Adv2