Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عَودة الى قصة الحَجَلْ الكردي

نعود مرة أخرى الى قصة الحَجَلْ الكردي! هذه القصة التي درسناها في الستينات من القرن الماضي، وكتبنا وكتبوا عنها الكثيرين! وسمعناها بأشكال مختلفة لتعطي معنى واحد الا وهو : خيانة شخص لبني قومه! مصيره القتل والموت! لا بأس ان نعيدها يمكن ان يكون لها تأثير نفسي ووجداني وانساني على من هم على شاكلة هذا الحجل (هو طير بني بلون الجبال ، حجمه قريب من دجاجة صغيرة) المتواجد في قفص! وكان صاحبه (الصياد) يقدم له المأكل والمشرب والمسكن (السجن) مع تدفئة وتبريد وفواكه، وفي كل صباح يأخذه صاحبه الى الجبل، ويضعه في مكان مهيأ ككمين (مصيدة) لأصطياد بني قومه من الحجول الأخرى! كل ما عليه ان يعطى اصواتاً (يغرد او يغني على طريقة يعرفها جيداً الطيور المشابهة له) فتتجمع على دعوته للأكل والوليمة جاهزة، فيتوافدون زرافات ووحدانا! بعد ان سمعوا صوت رفيقهم واطمئنوا عليه! عندها يسحب الصياد شباكه المنصوب ويصطاد اكبر عدد ممكن من الطيور، ويبيعها في السوق

وفي يوم من الايام حضر تاجر الى السوق وسمع بقصة هذا الحجل، وطلب من صاحبه ان يبيعه الطير (الخائن بدون وعي) وما كان من صاحبه ان طلب سعر عال جداً لطير! ولكن التاجر اخرج المبلغ المطلوب من جيبه ودفعه الى الصياد! واخذ القفص وفيه الطير واخرج بندقيته وجندله في الحال امام انظار الجميع وقال : هذا هو مصير كل خائن لبني قومه وشعبه!

اين الخلل؟
مشكلتنا اليوم هي في انسان (شخص) او مجموعة او فئة بكامل وعيها وارادتها تقوم بدور (الحَجَلْ) وهي حرة وليست في قفص! والمصيبة الأكبر انها الى اليوم تقاوم وتصرخ وتقدم الحجة لتبرير عملها، من خلال شعارات براقة مغلفة بالمواعظ الدينية، وتارة بكلمات (الديمقراطية – الحرية - الحقوق) وتوزيع معونات رمزية تارة اخرى، وبتسييس الدين عند الضرورة ومتى شاءت! (انه تغريد الطير (الحجل) ودعوته الى الوليمة ولكن هناك فخاخ منصوبة) لذا نرى الكثيرين منا يركضون وراء هذه الاقوال وشبه الاعمال، وتدافع عنها بقلمها – واجتماعاتها – ومناصبها الرسمية والحزبية، ولا يدرون بهذا انهم يساعدون (الحَجَلْ) في استقطاب اكبر عدد من بني قومهم الى المصيدة (السياسية – الدينية) المنصوبة بعناية فائقة! لا يكشفها الا من له صفات خاصة منها (فكر ثاقب – خبرة ميدانية – قراءة للواقع – محصن من الاغراء – سقفه الوطني والشعبي اعلى من عشيرته وحزبه ومنظمته – واخيراً وليس آخراً = ان تكون ايديه نظيفة بكل ما للكلمة من معنى) فهل يوجد مثل هذه المواصفات في قائد او في مجموعة او فئة او كنيسة او حزب او منظمة؟

وجاوب احدهم : نعم كان هناك قادة ومجموعات واحزاب ومنظمات تحمل مثل هذه المواصفات، واردف قائلاً انني غير متأكد من وجودها اليوم!واستطرد : (كانَ) فعل ماض مبني على الفتح! لا يتكرر أبداً، فلا داعي البكاء على الماضي! انظر على الافق من خلال اللحظة واليوم (الان)!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ما العمل؟
*** لا يمكن ان نقتل نصف القوم! لا بل هم الذين سيقتلوننا! بسلاحهم المتعدد والمتلون والفتاك، ونحن سلاحنا هو حبنا – قِيَمنا – اخلاقنا – مبادئنا، وربما احدهم يقول : اذن اسكتوا وتحملوا كما تحمل يسوع على الصليب، نقول : هناك يسوع واحد فقط! ونحن تحملنا النير لسنين وقرون! وحان الوقت لنقول : اما ان نموت أو نعيش بكرامة

طيب - هذا كلام كيف السبيل الى تطبيقه؟
**كان من احد اسباب (غزوة الموصل) ودفعها الى الوجود وبهذه الشراسة! هو عدم اتفاقنا على : أي حكم ذاتي نريد!!؟؟ أو لا نريد، ووقعنا في المهاترات الكتابية الانترنيتية 5 سنوات بالتمام والكمال، دون حل! وكأن الحكم الذاتي قد قُدِم لنا على طبق من الحجول! مضى على تشرذمنا قرون وقرون، وخلال الخمس سنوات الماضية زدنا تفرقاً (صوتاً وموقفنا ورأياً وفكراً) توزعنا على احزاب وشيع وطوائف ومذاهب جديدة، وزدنا دكتاتورية وتشبثنا بآرائنا وكرسينا أكثر من السابق! رافق ذلك زيادة كمية اللون الاسود الذي يُغطي أيادينا قبل أفكارنا وقلوبنا! عليه نكرر لملايين المرات، وجوب ان يكون هناك صوت واحد وقرار موحد، نعم هذا غير ممكن من خلال قراءة الواقع، ولكن ألا نقدر ان نوحد قوانا على الاقل ضد (الموت مع سبق الاصرار) كما حدث في الموصل مؤخراً ولا زال مستمراً! انه تهديد المصير ولم نتوحد،على الاقل الحد الادنى من الحقوق! اذن الخلل ليس خارجنا، فهل وقعنا في الفخاخ المنصوبة؟

نعم بكل تأكيد
هل تنتظرون نهايتنا عندها تُقررون من هو المذنب؟ واين يكمن الخطأ؟ ومن هم وراء اضطهادنا الجديد المنظم في الموصل؟! فتشوا عن شركاء قتلة "رحو" ورفقائه، و"كني" وشمامسته، والذين صوروا جريمة القتل، اين هم الان؟ وهؤلاء الذين تم القبض عليهم مؤخراً باعتبارهم العقل المدر للإضطهاد الموصلي! سيكون مصيرهم نفس مصير الذين شاركوا وساعدوا وامروا بقتل الأسقف وثلاثة كهنة وشمامستهم ومئات الشهداء وآلاف العوائل المهجرة والبيوت المهدمة! فتشوا عن من هو المستفيد؟ القاعدة لم تكن تخاف ان اعترفت بالجريمة وكذلك ما تسمى "دولة العراق الاسلامية" وكذلك الدولة المركزية وكذلك الاكراد، جميع هؤلاء يقولون : نحن بريئون من دم يوسف الموصلي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

اذن من هم المجرمين؟!
نحن لا نشير الى الاكراد كقوم، وكحركة تحررية، وكشعب، وكأمة، وانما نشير الى تطبيق اجندة سياسية وتكتيك مرحلي لفرض واقع حال؟ بالاشتراك مع اجندة عربية ايضاً، أي أصبحنا بين جاكوج الاكراد وسندان العرب، ولحد الان لم نخرج من تحت الضربات! وعندما نخرج نكون قد خسرنا اتجاهنا وفقدنا بوصلتنا! ان كنا على خطأ، ونتمنى ان نكون، قولوا لنا من هم المجرمين؟!نعم المتهم بريئ لحين اثبات ادانته! ولكن هناك ادلة واشارات وطريقة انجاز تشير على الفاعلين! هل ننتظر ضحية اخرى تطمس الحقيقة أسوة باعدام قاتل المطران رحو، وكأننا سُذَج، لا بل يُفرَض علينا قبول الواقع، شئنا ام ابينا، ونحن نرى القتلة يسرحون ويمرحون امام عيوننا، ولا نقدر ان نفعل شيئ، لاننا قبضنا الثمن مقدماً بدون ان ندري! لكي لا نقول بعدها المصيبة اعظمُ!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

نعتقد انه لو كنا متفقين وغيورين على مصلحة شعبنا اكثر من مصالحنا الشخصية والحزبية الضيقة، لما حدث ما حدث لشعبنا، ونقولها بكل وضوح : لو كنا متفقين ككنيسة وسياسيين وشعب على اي حكم ذاتي نريد؟ او لا نريد! وعندها ان حدث اضطهاد لكان المجرمون معروفون الان! وكنا قد اخذنا موقف آخر، وفرض واقع جديد من قبلنا وليس مفروض علينا، وصل الامر الى انهاء وجود ونحن نفتش عن المجرم أو المسبب، فمتى نعرف أنفسنا قبل ان نعرف غيرنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

**السبب الثاني للإضطهاد الاربعيني الموصلي، هو خوفنا من اتخاذ القرارات المصيرية! خوفنا من نفسنا ومن ضميرنا ومن تاريخنا، نخاف من الآخر ونواياه! لعدم وجود الثقة وانعدامها احياناً بسبب التجارب المُرًة السابقة، والسبب الرئيسي لهذا الخوف المزمن هو (اننا لا نستحق ان نجلس على كراسينا!) لم يحن الوقت بعد لوضع النقاط على الحروف، لكن سنقول لكم يا قادتنا الروحيين والعلمانيين - السياسيين (المدنيين) : ستلتأم سينهوديساتكم – ومؤتمراتكم الحزبية – واجتماعاتكم الثقافية والحقوقية قريباً أو بدأت بالفعل! عندها امامكم طريقان لا ثالث لهما! اما الرجوع الى شعبكم وانتم رافعي الراية البيضاء (الاستقالة الجماعية) وتسليم الراية للإنسان المناسب! او عدم الرجوع والالتحاق بالدكتور يوسف حبي!!!!!!!!!!!

**السبب الثالث هو عدم كفاءة وجرأة القائد الميداني في قراءة الواقع من جهة! ووجود حوله رجال متلونيين بألوان متعددة! كل فصل من السنة لون! لا بل في كل موقف لونان ورأيان او سكوت مطبق!من جهة اخرى فالقائد هنا يفقد شرعيته حين يتخذ قرارات اقل ما يقال عنها انها ليست لصالح قومه، ويفقدها اكثر عندما يطلب منه السكوت ويفعل! كأنه من اهل الكهف! وكيف لا ان كانوا يستلمون رواتبهم من جهة حزبية! والانكى من ذلك ان قسم منهم يستلمون راتبين! من نفس الجهة! وثالث من مصدره الرسمي! متى كان رجال الدين يطردون المؤمنين بسبب انتماءهم السياسي؟ او ابعادهم من صنع القرار لمجرد اختلاف في الرأي؟

** الرابع هو سيرنا في نمط واحد من منهج للقيادة! اي ان الاوامر الصادرة قبل 100 عام هي نفسها تطبيقات اليوم، وان اراد احدهم اصلاح او تغيير او محاولة لفعل شيئ ما! التهم والاجراءات حاضرة وسريعة، والامثلة لم يحن وقتها بعد!!!!!!!!!!!!!!!

***إذن الاسباب الداخلية هي الاساسية والرئيسية على ما وصلنا اليه اليوم، وفي كل منعطف نرى قفص لحجل مزروع على الشارع وبداخله (شبه انسان) مهزوز، خائف، هارب من المواجهة، متشبث بمنصبه كأننا امام مُلك صرف، وملحوم بماكنة (الولدن)! يقرأون هذه الاسطر ويقولون في قرارة انفسهم ولبعضهم البعض : ليتكلموا ويقولوا ويفعلوا ما يرغبون فيه! ونحن نعمل ما يحلوا لنا!!! وان سألنا سائل كيف تعرف ذلك؟

نجاوب ونقول : كان هذا جوابهم نصاً على مقررات وطلبات التي اصبحت امنيات المؤتمر الكلداني الاول 16 – 20 ت1 / 1995، وبالفعل أجهضت كافة محاولات تطبيقها، بدليل (مثال بسيط جدا مكرر) قرار انشاء المجالس الخورنية في جميع كنائس العالم! تم اضافة جملة خبيثة الى نهاية قرار انشاء المجالس (مشاركة العلمانيين في الكنيسة – النظام الداخلي وضعه كل من المرحوم د. يوسف حبي – المطران لويس ساكو – كاتب هذه السطور – الاخت ماركريت سكرتيرة لجنة التعليم المسيحي / بغداد – وهناك اخت اخرى لا اتذكر اسمها من الموصل) حسب مقررات المؤتمر المذكور! والاضافة هي : (على راعي الخورنة صلاحية الغاء المجلس الخورني متى شاء!) انها (التريالتورية)


فهل كانت فكرة "الحكم الذاتي" مصيدة وقعنا فيها،؟ وحان وقت قتلنا ونحن نُجمع على صوت (الحَجَلً) بل الحجول الدينيسياسية!؟ الجواب بالتحاور الثقافي
shabasamir@yahoo.com
Opinions