Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

فضائية عشتار وقضية شعبنا

لقد أستبشرنا خيراً عند تأسيس وأفتتاح قناة عشتار الفضائية لكونها ملتقى أبناء شعبنا المسيحي العراقي من الكلدان والسريان والآثوريين وبكافة قومياته ومسمياته ، ودخلت القلوب قبل أن تسمعها الآذان وبدون أستئذانوما زالت كذلك ، ولكن من المؤسف له أن تبدأ هذه القناة بالأنحياز ( ولربما من دون أن تدري ) إلى رأي فئة معينة أو إنها بدأت تحسب نفسها على تيارٍ ما من تيارات شعبنا وخاصة بعد دخولها المجال الذي يدور الكل فيه في دائرة مغلقة ، ألا وهومجال التسمية القومية لشعبنا المسيحي في العراق .

فكما هو معروف ومعلوم وواضح وواقعي أن شعبنا المسيحي في العراق أنقسم على ذاته مذهبياً ( مع أحتفاظه بالتسمية القومية له وهي الكلدانية ) ونتيجةً للإنقسام المذهبي الذي حصل في كنيسة المشرق الكلدانية إلى تسميتين مذهبيتين وهي النساطرة والكاثوليك ولأسباب معروفة شرحناها أكثر من مرة أتخذ الجانب النسطوري تسمية دخيلة له ألا وهي الآثورية بينما بقي معتقدي المذهب الكاثوليكي على تسميتهم الأصلية القديمة وهي الكلدانية بالرغم من إيمانهم بالمذهب الكاثوليكي . أي بالنسبة للكلدان لم تهتز لديهم المشاعر القومية حينما تحولوا إلى المذهب الكاثوليكي ، وفي هذا المجال نقول ، لا يمكن مطلقاً أن ترى راهب من القومية الكلدانية معتنقاً المذهب النسطوري بينما هناك رعية آثورية من المذهب الكاثوليكي ، وغبطة أبينا البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي هو بطريرك الكلدان والآثوريين الكاثوليك وهذا موجود وواقع فعلاً ولا يجادل فيه إثنان .

نعود إلى قناة عشتار الفضائية والتغيير الذي حصل في سياستها أو الأصح التغيير الذي حصل في نهجها الحيادي تجاه قضايا شعبنا منذ أن نادى الوزير سركيس آغا جان بالتسمية الجديدة لشعبنا المسيحي العراقي وحذف الواوات كما فعل الشيخ همام حمودي رئيس لجنة كتابة دستور العراق وهي ( الكلدانيون السريان الآشوريون ) .

ولكن هل هذا جائز في اللغة العربية ؟ هل يعني بأنها ثلاث تسميات ؟ أم ينسب أحدها إلى الآخر ؟ ومثلها مثل الذي يقول :

الطويل السمين الأصلع !!!!!!!!!!!!

فلن يفهم أي من خلق الله معنى هذه التسمية ! هل أنت كلداني أم آثوري أم سرياني ؟ والعالم كله يعرف قراءة التاريخ .



نسجل على قناة عشتار هذا التغيير المفاجئ ، فنشاهد ونسمع منها رعاية برامج وتبث ندوات ومؤتمرات من النوع الذي يدمج هوية قومياتنا ويحذف الواوات من بين أبناء شعبنا لكي يجعل منا شعبناً غريباً على تسميته وبالتالي ينبذه من الوطن كله .

لقد رعت قناة عشتار الفضائية مؤتمراً أقيم في السويد أقامه بعض الأخوان ممن أختلطت لديهم المقاييس وتمازجت عندهمالألوان ولم يعد الواحد منهم يميز بين الأحمر والأصفر والازرق فأخذ يخلط الحابل بالنابل ويقول ( الأحمر الأصفر الأزرق ) ولا يفهم منه المقابل أي لون يقصد .

نقول بأن قناة عشتار نقلت وقائع ذلك اللقاء الخاص بحذف الواوات من بين أسماء قومياتنا الجميلة وحسناً فعل المجلس القومي الكلداني في السويد وحزب الأتحاد الكلداني بعدم حضوره هذه الندوة ، لقد جعلوا من موضوع التسمية نكاتاً يتندر بها القاصي والداني ، وكأني بهم بحذفهم الواوات من تسمية شعبنا بقومياته قد حذفوا كل هموم شعبنا وأزاحوا عنه شبح القتل والتهجير والذبح ، وكأني بهم بحذفهم هذه الواوات الثلاث قد أنقذوا كهنتنا الأجلاء من الخطف والذبح وتغيير الدين بالقوة !!! وكأني بهم بحذفهم الواوات قد حذفوا كل ظلامٍ من حياة أبناء شعبنا ، فقد وفروا له الماء والكهرباء وأعادوا لهم دورهم المغصوبة منهم في زمن الحرية والديمقراطية والسلام ووفروا له لقمة العيش الشريف ، بحذفهم الواوات أنهوا معاناة شعبنا من خطف بناتهم وقتل آبائهم والأعتداء على أمهاتهم ، وكأني بهم بحذفهم الواوات حذفوا كل منغصات العيش التي يعاني منها أبناء شعبنا ، فطيروا برقيات إلى المسؤولين السويدين يبشرونهم بهذا الأعجاز البديع وطيّروا برقيات تهنئة إلى القيادة الكردستانية لحصولهم على هذا الأكتشاف الرائع وطيروا برقيات إلى القيادة العراقية ليبشروهم ببشارة الخلاص من أكبر مشكلة عويصة عانى منها شعبنا المسيحي في العراق ألا وهي إشكالية التسمية . نقول لقد أتخذت قناة عشتار من هذه التسمية نهجاً أخذت تروّج له فنرى المذيع في نشرة الأخبار يقرأ أسماء شعبنا مصرّاً على حذف الواوات وكأنما قد أقرّت التسمية وفُرضت على الشعب سواء شاؤوا أم أبوا .... فهل هي مجاملة للسيد الوزير لكونه طالب بها كتسمية أم إنها ستراتيجية جديدة لهذه القناة الفتية ؟

هل يجوز يا قناة عشتار الأنفراد بالرأي وفرض اللتسمية حسب ما يعجبكم والذي ما يعجبه يشرب من مَي البحر !!!!!

هل هذه هي الديمقراطية المنشودة ؟ هل الخروج من دكتاتورية والدخول إلى دكتاتورية مسيحية هو الحل البديل ...

أليس من المنطقي والمعقول أن نلجأ إلى صناديق الأقتراع لنرى رأي الأكثرية ؟ ألا توجد أحتمالات متعددة مطروحة على الساحة في هذا المجال . لا أعتقد أنه من الصحيح أو من المنطقي أن نحذف الواوات ونفرض أسماً على شعبنا ، فكما أن بعض المنظمات أو الأشخاص قد وافقوكم على هذا الرأي فهناك الكثير الكثير من أبناء شعبنا وتنظيماتهم السياسية والأجتماعية يختلفون معكم في الرأي ، نأمل من قناة عشتار الفضائية أن تعود إلى الخط الذي تعودتم السير عليه ولا تجاملوا أحداً على حساب التاريخ أو على حساب مصلحة الشعب ، فمصلحة الشعب يجب أن تكون هي الهدف الذي تناظلون من أجله ، لأن الإنسان في زوال أما التاريخ فهو خالدٌ باقٍ . لتكن لكم ستراتيجية ثابتة تجاه القضايا القومية لشعبنا ، ولا نقبل المساس بها فهي في مرتبة المقدسات عندنا ، القومية الكلدانية كانت منذ القدم هكذا وسوف تكون هكذا إلى أنتهاء الزمن .

ماذا تقولون لأبونا إبراهيم ؟ هل سوف تجردونه من هويته الكلدانية زتقولون للمسيحيين خرج أبونا إبراهيم من أور الكلدانيين الآثوريين السريان ؟ وهل نقول عن بابل بأنها عاصمة الكلدانيين السريان الآثوريين ؟ وحمورابي ونبوخذ نصر وغيرهم من ملوك الكلدان ؟ هل يحق لنا أن نمسح هويات ونستبدل قوميات لمجرد أن هناك بعضاً منّا لا يحب ذلك أو تحت ذريعة توحيد الأسم القومي ؟ وهل هي وحدة أسماء أو إننا ننشد وحدة شعوب ؟ وهل نجحت وحدة القادة في كل الأزمنة ؟ أم أننا ونزولاً عند رغبة البعض نحاول جاهدين لنغير مجرى التاريخ ؟

لماذا لم يفكر أحداً من المنادين بحذف الواوات بالعودة إلى عمق التاريخ بدلاً من أن يخرج بهذه الخلطة العجيبة !!!!

ألم يكن بإمكان مثقفي السويد عقد مؤتمرهم تحت شعار " الكلدان والسريان والآثوريين هم مكونات الشعب البابلي "

ونفس الشئ بالنسبة لقناة عشتار الفضائية فهل لأنكم مدعومون من قبل الأستاذ الفاضل سركيس أغاجان يجب أن تحابوه ؟ هل يجوز محاباة أحداً على حساب التاريخ ؟ لا نريد الإطالة ولكن للتذكير فقط فقد كان ضيف قناة عشتار لهذه الليلة 21/11/2006المطران توما إيرميا كوركيس مطران أبرشيتي الموصل ودهوك وهو من دعاة حذف الواوات وتكلم وكان غاية كلامه إيصال رسالة للمستمعين بأنه من مشجعي ( الچرز القومي – بالمناسبة فإن أهل نينوى عندما يخلطون الحب الأبيض والأحمر مع الحمّص مع الفستق مع اللوز يسمون التركيبة الجديدة بأسم چرز .)

نرجو من قناة عشتار الأنتباه إلى هذه النقطة لأنها غاية في الأهمية ، مع تقديرنا العالي لهذه الفضائية التي كانت في القلب وستكون في القلب دائماً لو عادت إلى خطّها ونهجها الحيادي .

وتقبلوا مني أخلص التحايا الكلدانية .

نزار ملاخا / الدنمارك

Opinions