فضيحة تهز الضمائر في ملجأ الاطفال المعوقين ببغداد.. الوزير يتفرج ولا يستقيل
20/06/2007الزمان/
كشفت محطة "سي بي أس" الأمريكية أمس عن فضيحة مروعة ضحيتها أطفال عراقيون أيتام ومن أصحاب العاهات في عهدة ملجأ حكومي مخصص لايوائهم في بغداد. وعززت مراسلة المحطة لارا لوغان تقريرها بصور لهؤلاء الأطفال، وهم في حالات مأساوية بعد ان اكتشفت أوضاعهم المزرية عن طرق المصادفة دورية امريكية.
ويثبت التقرير علي ان هؤلاء الأطفال عراة ويعيشون من دون ملابس، وقسم منهم تعرضوا الي اعتداءات وانتهاكات جنسية من قبل مجهولين، حيث لا توجد أي حماية علي أبواب الملجأ، فضلا عن غياب الخدمات الإدارية والأشرافية . وذكر التقرير ان الإداريين الخمسة المفترض إشرافهم علي الملجأ، يقومون بالاستحواذ وسرقة المواد الغذائية المخصصة للأطفال، ووجدت القوي الأمريكية بعض العاملين يقومون بإعداد وجبات الطعام في مطبخ الملجأ لهم منها حارمين الأطفال من الحد الأدني من الغذاء، او مما هو مخصص للأطفال. وتظهر الصور سوء التغذية المؤثر علي الأطفال، حيث وصف احد الجنود حالة أحدهم بأنه بامكانه ان يتلمس كل عظم في جسم ذلك الصبي، وبدت اعراض الإسهال. وظهر قسم منهم مكبلاً في الأسرة، والقسم الآخر ينامون قريباً من فضلاتهم او تحتها. وشبه احد الجنود ما شاهده بقوله، كان علي ضبط كل عضلات جسمي حتي لا تفلت اعصابي وأصب جام غضبي علي المسؤولين والقائمين علي هذا الملجأ. فيما يبدو مكتب مدير الملجأ مبردا ومؤثثا بطريقة تثير الانتباه. وأشار التقرير الي غياب شبه تام للرقابة الحكومية علي هذا المركز، حيث لم يزره اي مسؤول منذ ان تولي نوري المالكي رئاسة الوزراء. تقرير لوغان لا يتحدث عن مأساة إنسانية يعيشها أطفال، من الأيتام والمعوقين، ومن الأكثر هشاشة في المجتمع، بل هو صرخة مدوية، تهز الضمير الإنساني. ولا تقل تداعياتها الإنسانية والسياسية عن تلك التي جرت في سجن أبو غريب قبل حوالي ثلاث سنوات أو حولها. ولئن كانت صور هؤلاء الأطفال الأيتام تقول شيئاً، فإنها توثق عذابات طفولة بريئة. وتقول صور لوغان المقززة لكنها مكاشفة علنية تقطع الشك باليقين. أما الراوي فهو جندي أمريكي راح يسرد القصة أمام ذهول المراسلة. وتلك قصة اخري يكشف أسرارها جنود أمريكيون وليس طرف عراقي. فيما لم يصدر أي رد فعل عن وزير العمل والشؤون الاجتماعية الذي تقع ملاجيء الايتام ضمن مسؤولياته في حين طالبته جماعات حقوق الانسان بالاستقالة كما طالبت حكومة المالكي باجراء تحقيق عاجل ونشر نتائجه علناً ومحاسبة المتسببين بالجريمة الجديدة ضد الطفولة العراقية.