Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

فعلها صقور قطر

على الرغم من خيبة الأمل التي أصابت العراقيين نتيجة خروج أسود الرافدين من خليجي 20 المقامة في اليمن إلا أن صقور قطر في زيوريخ رفعوا معنوياتنا عاليا ً و رؤوسنا أعلى.
فعلتها قطر و جعلت أحلام العرب تصبح حقيقة على الرغم من كل الحاقدين الذي أصابهم الوجوم عندما أعلن (بلاتير) اسم قطر لاستضافة كأس العالم 2022 . لقد كان إعلان اسم قطر كوقع الصاعقة لكل من كان يشكك بقدرة هذه الدولة الصغيرة لاستضافة هكذا مناسبة كبيرة و عالمية. أما الأكبر فكان طريقة عرض صقور قطر لملف المشاركة انطلاقا ً من الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رئيس الملف القطري إلى سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند التي وجهت سؤالا ً مشروعا ً للفيفا قائلة ً (متى سيأتي الوقت المناسب لتنظيم كأس العالم في الشرق الأوسط؟) ، ثم أجابت بالقول (لقد حان الوقت الآن، هذه هي اللحظة).
نعم ، لقد كانت لحظة أنستنا كل لحظات الحزن التي مرّ بها العراق و عوضت عن شباب العراق كل آهات الحسرة. و بالتأكيد فإن العرس القطري بالأمس هو عرس لكل العرب و فخر لكل من يرى في قطر سفيرا ً لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها.



إن الاستضافة القطرية الفريدة لمونديال 2022 تمنح منطقة الخليج العربي برمتها وجها ً جديدا ً و تعطي دفعة قوية للتفكير بالسلام الحقيقي القائم على جيل جديد من الشباب الذي لا يفكر إلا بمستقبل مشرق و زاهر و مليء بالعديد من الفرص و النجاحات.

كما يشكل نقلة نوعية في المفاهيم التي بني على أساسها ملف الفيفا لكؤوس العالم و التي كانت تمنح شرف الاستضافة للدول الكبرى و مزيدا ً من الثقة للدول الأخرى كقطر التي وضعت ثقتها بإمكانياتها و شعوبها و تخطط لدخول عصر جديد من التطور و التقدم باتجاه العالمية.



إن ما حدث مع قطر هو قصة نجاح يمكن أن تتكرر في مكان آخر من المنطقة و لا ننسى هنا تجربة الإمارات العربية الناجحة في مجال الاقتصاد و جذب رؤوس الأموال و الاستثمار بالموارد البشرية . إذا ً فالسؤال المطروح هو هل سوف يكون هناك يوم نرى فيه دولة كالعراق تستضيف كأس العالم كما فعلت قطر؟

و هل هذا النجاح يأتي وليد الصدفة أم أن وراءه إرادة قوية و إدراة أقوى و أساسا ً راسخا ً من الثوابت التنموية و الكوادر البشرية الراغبة في النجاح بالإضافة إلى الشعور الصادق بحب الوطن و المواطنة.



لقد استطاعت قطر أن تصل إلى العالمية عندما وضعت أساسا ً صلبا ً محليا ً فبنت الإنسان قبل الحجر و كذلك فعلت دولة الإمارات العربية المتحدة في حين أننا في العراق ما زلنا نردد كنا و كان فلا يجيبنا إلا الصدى.

مبروك لقطر حكومة و شعبا ً و مبروك لنا كعراقيين فوز قطر باستضافة كأس العالم 2022 .

sadekalrikaby@gmail.com


Opinions