فوائد العنف والعدوان/ الجزء الثاني
في الجزء الاول من بحثنا السابق (فوائد العنف والعدوان ) ذكرنا اوتطرقنا الى بعض الفوائد وفي هذا الجزء ايضا سنذكر عددا آخر من بعض الفوائد والتي تدفع الفرد الى ممارسة العنف والعدوان او بتعبير آخر يمارس الفرد العنف والعدوان للحصول على فوائد ومن بعض تلك الفوائد والتي تجعل الفرد يمارس العنف والعدوان اضافة الى ما ذكر منها في ج1 من هذا البحث ما يلــــــي :--3- أرضاء الحاجات العاطفية :-
نعم ان السلوك العدواني والعنيف له ان يخدم اغراضا نفسية وبايولوجية عديدة ومنها ارضاء التوترات والدوافع الملحة كما له ايضا ان يحافظ على تماسك وثبات شخصية الفرد والتي يمكن ان تهدد بالتداعي بفعل هذه الدوافع والتوترات كما ان لسلوك العنف ان يخفف ايضا من الضغوط والمعاناة الداخلية التي يشعر بها الفرد مهما كانت اسبابها وقد توفرت معلومات كثيرة وملاحظات عن اناس يشعرون بالمتعة والانفراج وحتى اللذة عند قيامهم بسلوك عنيف في التعامل الحياتي وحتى في العلائق الجنسية وايضا معلومات وملاحظات عن اناس يشعرون بالفرح والنشوة اذا ما أوقعوا الاذى والألم بمن اقدم على التعدى عليهم او تجاوزحدودهم وكذلك الشعور باللذة عند ايقاع الاذى والالم في حالات الثأر وخاصة الثأر من الاعداء .
4-التمتع بشعور تقدير النفس :--
ان اهم ما يهدد توازن الحياة النفسية لأي فرد هو خوفه او خشيته من ان يخسر تقديره لنفسه سواء كان ذلك في عين نفسه او في عيون الناس – والتجارب التي لها ان تؤدي الى مثل هذا الشعور عديدة ومتنوعة ومنها فشل الفرد في الحصول على المكانه التي يعتقد بأنه يستحقها في الحياة سواء كانت هذه المكانه مادية او معنوية (مثل ما يجري على ساحة وطني العزيز ومنذ امد بعيد ايضا ) ومنها ايضا ما يمكن ان يشعر الفرد بالاحباط او ان يقلل من احترامه لنفسه او كما نقول:- يشوه صورته عن نفسه لسبب ما يمكن يقع عليه من تعدي وايذاء او مساس بقدره وسمعته وهنالك كما نعلم جميعا مالا عد له من الوقائع التي كان التهديد لتقدير النفس هو الدافع للعنف والعدوان والجريمة ----
اما على الذي اوقع هذا التهديد مباشرة او على غيره ممن ارنبطوا به بصورة ما او على الغير والاشياء ممن لاصلة لهم بلامر ومن هذه الحالات فأن العنف قد يوفر للفرد المعني لحياته او يرد له الاعتبار الذي فقده نتيجة ما خسره من تقدير النفس وللعنف عند بعض الناس ان يكون الطريق الوحيد للسلوك لهدف زيادة شعور الفرد بتقدير النفس .
5-العنف كوسيلة لحل الصراعات :--
يتعذر على الكثيرين من الناس التوصل الى حلول لصراعاتهم النفسية ومشاكلهم الحياتية وقد لايكون لهؤلاء
اما المقدرة او المثابرة لأيجاد هذه الحلول وهم لذلك قد يجدوا في العنف الوسيلة الوحيدة والمرضية في تجربتهم لحل هذه الصراعات ومن الناس من تّعلم بالتجربة بان العنف هو سلوك مقبول( لابل العديد من الاباء والامهات يشجعون العنف ويوجهوا اولادهم على هذا الاعتبار بقصد او من دونه بوعي او من دون وعي وهي ظاهرة يعرفها الكثيرون ) ويكافأعليه وبأنه وسيلة ناجحة لحل الصراعات او المشاكل او ابعادها عن ذهنه وعاطفته ومما يلاحظ هو ان بعض الافراد وخاصة من الاحداث والمراهقين يجدون في سلوك العنف والعدوان وسيلة للتخلص من القيود النفسية التي حملوها في صغرهم لما وقع عليهم من اذى وحرمان وامتهان وهم يتشبهون بمن اعتدى عليهم ويمارسون مثله على غيرهم
6- مشاهدة العنف او التعرض له
نعم يتعرض الفرد وخاصة في ادوار حياته الاولى في الطفولة والحداثة والمراهقة كما يعلم ذلك كل من اجتاز تلك المراحل بسلام الى مشاهد متنوعة لابل ومتكررة من العنف اما عن طريق التجارب الحياتيه في بيته ومدرسته ومجتمعه او عن طريق ما يصور له من مشاهد وتجارب العنف في وسائط الاعلام المتعددة لاسيما في بلدي الحبيب العراق العزيز وبمختلف الصور والمشاهد والتجارب ومعظم هذه التجارب والمشاهد تعطي الفرد الشعور بأن العنف مجدي وبان صاحبه يكافأ ماديا ومعنويا على ممارسته وينمو الطفل على مثل هذا الشعور والذي يتأصل في نفسه مما له ان يدفعه ولو بصورة غير واعية وغير مقدرة او محسوبة الى ممارسة نوع من انواع العنف والعدوان على الغير على امل ان يتحقق له ما توقعه من جدوى العنف وفائدته ---
وبعد كل هذا اجد من المفيد والضروري ان نتطرق ولو بشكل موجز وبسيط عن كيفية السيطرة والنهي عن العنف والعــــــــدوان :--
لما كان العنف والعدوان كما اسلفنا في بحثنا هذا هو من المظاهر السلوكية للفرد والتي تتقرر بفعل او تفاعل عوامل عديدة ومختلفة الاهداف فأن من الواضح ان من الصعوبة بمكان التوصل الى وسيلة او وسائل تمكن من السيطرة التامة على دوافع العنف والعدوان في الحياة وتزداد هذه الصعوبة في الانسان بالمقارنة مع الحيوانات كما انها تزداد ايضا كلما تعقدت وتقدمت اوجه الحياة الانسانية وما يصاحب ذلك عادة من زيادة في دواعي العنف وتفنن في وسائطه وبمقارنة وسائل السيطرة والنهي عن العنف في حياة الحيوان بمثلها في حياة الانسان نجد بأن الكثير من الحيوانات هي( اكثر) نجاحا من الانسان في تفادي العنف والعدوان فهي اكثر مقدرة وممارسة لسلوك الهرب في حالة التهديد بالعنف كما انها تعمد الى اساليب التوقف من الحركة والتمويه بأتخاذ حالة تشبه الموت واحداث حالة الصرع كوسائل تثني المعتدي عن ممارسة العنف والامعان فيه ثم ان الكثير من الحيوانات تمارس طقوسا معينة في مواقف النزال مما لها ان توقف العنف عند ظهور بوادر الخضوع والاستسلام والاعتراف بالهزيمة من الحيوان الاضعف وهذه الحالة من شأنها ان تمنع وصول العنف والعدوان الى حدود القتل والفناء وهذه ظاهرة( قل) ان يعمل بها في السلوك العدواني بين الانسان وهو سلوك له ان يتطور الى نهاية مدمرة لطرفي العدوان او احدهما ----
اقول هنا لابد ان الانسان قد حاول منذ القدم الحد من ظاهرة العنف والعدوان وقد تواصلت هذه المحاولات حتى الان واتخذت مسارات عدة من عقابية واجتماعية واصلاحية وتربوية وتنفسية وعلاجية وسلوكية وعقاقيرية ايضا وغيرها من الوسائل والطرق والتي يجري تطبيقها اما بصورة مفردة او بالجمع بين اكثر من طريقة منها ومع تعدد هذه الطرق واختلاف مساراتها فأنه لايمكن القول بأنها في مجملها قد افلحت كثيرا في الحد من ظاهرة العنف والعدوان في حياة الانسان المعاصر مما له ان يفيد بان الدافع العدواني ((هو اكثر تأصلا من ان تنفع في النهي عنه اية وسيلة للسيطرة عليه ))او ان تعدد العوامل المثيرة للعنف هي اكثر تنوعا وتعقيدا من ان تفيد الوسائل العلاجية الحالية في السيطرة عليها .
وسيليه الجزء الثالث لبيان وتوضيح ولو بأيجاز بعض طرق السيطرة والنهي عن العنف والتي استعملت او تستعمل حاليا للحد من هذه الظاهرة لكنها---!!! وانشاء الله سيكون ذلك بعد يوم 7-7 اي بعد السابع من تموز 2011 وفي بغداد الحبيبة ايضا ما احلاك وما اجملك يابغداد----!!
بلادي وان جارت عليّ عزيزة وأهلــي وأن شـــحوا عليّ كرام
عادل فرج القس يونا ن
تركـيا في 5تموز 2011