في ذكرى يوم الصحافة الكلدواشورية حدث مهم تجاهلته الصحافة العراقية والصحف والمواقع الاشورية
تابعت عن كثب الصحف العراقية وكذلك الصحف والمواقع الكلدانية الاشورية خلال الايام المنصرمة والتي اغلبها غطت الذكرى السابعة والخمسون بعد المئة ليوم الصحافة الكلدواشورية والتي يحتفى بها عادة في اليوم الاول من نوفمبر من كل عام . في هذه السنة تم استذكار الصحف والمجلات وابرز الاقلام التي واكبت عملية التواصل في تعزيز دور الصحافة والدور الرائد للآشوريين في تغطية الاحداث وتوثيقها ، وحدثت فعاليات بالمناسبة جرى فيها تقييم وتكريم المؤسسات الاعلامية والصحف والمجلات التي تصدر حاليا في الوطن ، واعتقد انها كانت التفاتة مهمة وضرورية وخاصة تلك التي أحياها المركز الثقافي الاشوري في محافظة دهوك . وما يثير استغرابي عدم الاشارة الى أهم حدث حصل هذا العام والذي أعتبره نصرا للصحافة والاعلام العراقي ومن ثم الاشوري ، والذي جاء متزامنا مع الاستعدادات للأحتفاء بيوم الصحافة الكلدواشورية ، لكن للأسف لم يجرالتركيز والاهتمام به ولم يعط الحجم الذي جرى الاهتمام به دوليا .ففي 27تشرين الاول 2006 أي قبل ثلاثة أيام من يوم الصحافة تم منح الاعلاميان العراقيان وليم وردا وسلوى زكو جائزة الصحافة الدولية الايطالية لحرية وامن الاعلام ، والتي تمنح سنويا لأحد الصحفيين في العالم بعد ان تقوم لجنة من المحكمين المتألفة من كبار الاعلاميين والصحفيين والمحررين الايطاليين وبالتنسيق مع مجلس مدينة سيينا الايطالية في اختيار المرشحين وانتخاب من يستحق الجائزة . وقد اشارت مؤسسة حرية وامن الاعلام الايطالية في بيانها اثناء منح الجائزة والذي نشر في عدة صحف ايطالية ، وقد التقطته عن طريق الانترنيت انها كرست جهدها هذا العام لتمنح الجائزة لأعلاميين عراقيين لما ابدوه من شجاعة وتضحية من اجل تغطية الاحداث وحرصهم لنقل الحقيقة الى العالم بالرغم من التحديات والمصاعب التي يواجهونها يوميا والتي كانت سببا لمصرع اكثر من مئة صحفي عراقي منذ بداية الحرب وعشرات اختطفوا ولا زال القسم منهم مجهول المصير ، وما لبث هذا الرقم يتزايد يوميا نتيجة الاحداث الدامية وما تفرضه متطلبات تغطيتها ، حيث ان التاريخ الانساني لم يشهد خطورة ومأساة في مجال الاعلام كما يشهدها الاعلام والصحافة في العراق . كما أكدت المؤسسة الايطالية انها اختارت زميلين من العراق من الذين لا ينتمون الى المكونات أو الاطراف المتنازعة فيما بينها في العراق ، ويلتزمان بالحيادية والتوازن في تحليلهما للوضع في العراق ولهما ثقافة ومهنية عالية يؤمنان بحرية التعبير والاعلام الحرالمستقل، ولهما تاريخ نضالي من اجل الحرية والديمقراطية ، وكلاهما مستمران في العمل في العراق بالرغم من الظروف الصعبة . ووفق هذه المعاييرالمجردة والنادرة في العراق هذا اليوم وقع الاختيار على صحفيين واعلاميين عراقيين بغض النظر عن انتمائهم القومي أو الديني بل اعتمدت المؤسسة الايطالية المعايير المهنية المجردة ودون علم او تحسب لذلك ، لكن انه من دواعي الفخروالاعتزازلجميع العراقيين وخاصة الكلدواشوريين السريان لتوفر هذه المعايير المهنية في صحفيين ينتمون الى هذا الشعب ، دون ان تتدخل العوامل الاخرى في اختيارهم . فالاعلامية سلوى زكو تعتبر عميدة الصحافة العراقية ، عملت في صحيفة الجمهورية وطريق الشعب ومجلة الفكر الجديد ، عندما منعت من قبل نظام صدام من ممارسة عملها الصحفي لجأت الى التدريس في المدرسة الدولية في بغداد حتى سقوط النظام . لكن بعد التغيير في العراق، نائبة رئيسة تحرير صحيفة المدى ثم رئيسة تحرير صحيفة النهضة ، وحاليا رئيسة تحرير مجلة التواصل التي تصدرها الهيئة العليا للأعلام والاتصالات ، وهي من محافظة نينوى – برطلة .
اما الاعلامي وليم وردا فهو ينتمي الى الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية من محافظة نينوى – تلكيف ، وهو معروف بنشاطه الاعلامي والسياسي ، قاد المؤسسات الاعلامية للحركة الديمقراطية الاشورية منذ عام 2000 ، رئيسا لتحرير صحيفة بهرا ومديرا عاما لأذاعة وتلفزيون اشور ومسؤولا للأعلام المركزي للحركة ، ومؤسسا ومديرا عاما لفضائية اشور التي تسعى الحفاظ على الثقافة والادب واللغة السريانية لأقدم حضارة في تاريخ البشرية ، الفضائية التي تعتبر صوت الاشوريين السريان الذين يبلغ تعدادهم مليون عراقي . بعد التغيير في العراق اصبح عضوا في الهيئة العليا للأعلام في العراق والتي ساهمت في وضع اول القوانين الخاصة بالاعلام ( قانون 65،66)، واستمر في الاشراف على المؤسسات الاعلامية للحركة الديمقراطية الاشورية حتى سبتمبر2006 ، وحاليا يعمل مع مجموعة من الصحفيين والاعلاميين العراقيين لتشكيل مؤسسة للأعلام الحر ، هذا بالاضافة الى ادارته لمجلة الهدف الرياضي وصحيفة سبورت نيوز المستمرتان بالصدور في بغداد.
أعتقد ان الاعلام السرياني لم يعط لهذا الحدث اهميته وحجمه اللآئق ، خاصة انه تزامن مع الاحتفاء بيوم الصحافة السريانية وذكراها ، سوى ما نشره موقع عنكاوا الرائد نقلا عن موقع نركال كيت الحديث والحيوي ، وموضوع مقتضب في موقع سويدي يدعى حويادا، وكل ما نشر لا يعد سوى اسطر قليلة لا تساو الحدث، خاصة اذا ما قورن بما نشر في الصحف الايطالية بعد ان ساعدني برنامج كوكل من الوصول الى بعضها باستخدام البحث عن طريق الاسم . فأن منح صحفيين عراقيي جائزة دولية تحظى بأهتمام الصحافة في ايطاليا كان ينتظر من الاعلام العراقي ابرازه لأنه يعد امرا يستحق ان تعتز به الصحافة العراقية وأي عراقي يطمح تحقيق الحرية في العراق لأن حرية التعبير وضمان صحافة حرة هي المعيار الحقيقي للديمقراطية ، وعلى هذا الاساس لا ديمقراطية في ظل غياب حرية التعبير وحرية الصحافة .
يونس ذنون - نينوى