قائمة عشتار+ المجلس الشعبي + الأحزاب الممولة – الأموال = صفر
لست واحدا من فطاحل الرياضيات ... لا ولست حتى من الماهرين فيه , بل إن الرياضيات كان ولا زال يشكل العائق الأساسي في طريق تقدمي الدراسي , لكن المعادلة المكتوبة في الأعلى هي معادلة بسيطة يمكن لأي صاحب ضمير أن يفهمها وبالأخص إذا تجرد من التحزب للغريب والعمالة لمن يدفع أكثر والركض وراء المصالح الشخصية على حساب مصلحة الأمة وقضيتها في الحصول على حقوقنا الكاملة الغير منقوصة والاعتراف بنا كشعب أساسي في ارض الرافدين والخروج من تحت رعاية الأحزاب الكبيرة والنافذة عربية كانت أم كردية , لأنه وبكل بساطة فان للقوميات والأحزاب الغريبة قضاياهمالأساسية التي تخدم قومياتهم وهم مشغولون بتعزيز وجودهم على ارض إبائنا وأجدادنا, فهم ليسوا بالسذاجة أو اللامبالاة التي نتمتع بها نحن أبناء آشور تجاه انتمائنا القومي أو حتى إحساسنا الوطني فنحن أبناء السلالة العريقة أصبحنا نتشبث بالقوميات الأخرى القديمة منها والحديثة ونتملق لهم خاضعين خانعين لدرجة إنهم جعلوا كل ما هو مهم واهم عندنا يأتي في مؤخرة أولوياتهم لا بل وأصبح اسمنا كمسيحيين عرضة لمزايدات رخيصة تعزز وجود بعض تلك الأحزاب على الساحة السياسية الحديثة في عراق ما بعد السقوط , وعوض أن ندافع نحن عن حقوقنا ووجودنا أخذنا نحلم
بأرض ما بعد البحار وكأنها ارض الميعاد منغرين بأضوائها وحريتها التي لا نفهم منها إلا ما نراه باللباس والمتع الجسدية وجدائل الرجال الطويلة وفساتين النساء القصيرة , فكل هذه القشور البالية وسطحية الحياة وتبعية الغريب هو بالضبط ما تحاول قائمة عشتار عن طريق فضائية عشتار أن تقدمه لشعبنا باعتبارها بوق الدعاية للأحزاب الغريبة ولما يتصدقون به علينا (بشروط ومقابل) ماسكين شعبنا من اليد التي تؤلمه جاعلين من ظروفنا الصعبة مدخلا ليتلاعبوا بزمام أمورنا فيسيرونا بالطريق الذي يخدم مصالحهم وقضاياهم مظهرين بان كل حقنا وحقوقنا هي فقط تلك
الأموال التي يتصدقون بها علينا لتنطلي الحيلة والخدعة على السذج من أبناء شعبنا أو الذين لا يضعون اعتبارا للانتماء القومي والسائرين خلف الأموال فكانت النتيجة أن تعودنا على العيش من الهبات كما وجعلنا من الأموال قضيتنا الأساسية التي نحارب من اجلها فسرنا خلف بريقها ولمعانها عميان مجردين من انتمائنا القومي وحسنا الوطني متجاهلين مصدرها أو السبب الذي تعطى لأجله كل تلك المبالغ الضخمة غير مدركين حقيقة أن (من يهبنا اليوم درهما فهو يستعبدنا دهرا ) لا بل وتمادى البعض الآخر منا في عدم كبح جماح طمعه لدرجة انه بـ(كارد تعبئة رصيد الموبايل
فئة 10$ ) باع قضيته ورمى بقيمه ومبادئه تحت أقدام ( الشارية ) قائمة عشتار . هذا هو احد المسارات التي تتبعها عشتار الفضائية (وعشتار القائمة ) أما المسار الثاني فهو بإغراء أبناء شعبنا وامتنا بالغرب أو ما نسميه بـ( الخارج ) فهي أيضا تظهر مدى الحرية والاستقلالية والحياة التي تنتظر أبناء آشور فيما لو انسلخوا عن أرضهم ورحلوا عنها فتحاول جاهدة بان تجعل من ارض الغربة موطن اللقاء ولم الشمل والملاذ الآمن الذي سيجمع المسيحيين من أبناء العراق أي الآشوريين أصحاب ارض الرافدين محققين بهذا خطة الغريب بإبعادنا عن أرضنا وتفتيت ما تبقى من حضارة
إبائنا وأجدادنا أو تدعونا للبقاء في منطقة يدعون بأنها ستكون محكومة ذاتيا من قبلنا لكن في الحقيقة لن نكون فيها إلا توابع ضعفاء لمسيريهم لنبني حضارتهم على ما هُدم بأيدينا من حضارة اجتهد أبائنا وأجدادنا في بنائها لنا .
لقد انتهت انتخابات مجالس المحافظات ووفق النتائج الأولية المعلنة فقد فازت قائمة عشتار في سهل نينوى رغم أن كلمة فوز قائمة عشتار هو مصطلح خاطئ جدا لان الفوز لم يكن لعشتار القائمة بل الفوز كان للأحزاب الغريبة التي تمول عشتار وتسيرها والتي استغلتها كطعم رخيص ضمن خطة ارخص للحصول على أصوات أبناء شعبنا . فقد يقول البعض كيف هي رخيصة وهي صرفت كل هذه الأموال ؟ والجواب للذي وضع الدراهم على أعينه هو أن أي مبلغ يقدم مقابل حريتنا واستقلالية قرارنا وأرضنا هو ثمن بخس مهما كان ضخما وللأسف هذا هو الأسلوب الذي تبعته قائمة عشتار وهو أمر غير خفي على
احد فقد نادى وحذر منه البعض من سياسيينا او من كتابنا من أصحاب الضمير الحي والقلم الحر الغير مباع , فتحدثوا كيف أن الذمم تشترى والكرامات تهان بالتهديد والوعيد بقطع أرزاق الناس في حال لو فشلت عشتار بالوصول إلى مجلس المحافظة وتحدثوا عن أن كنائسنا أصبحت منابر سياسية مأجورة لمصلحة الغريب فلعب كهنتنا الدور الأكبر في خط طريق الغريب للحصول على ارض إبائنا وأجدادنا ليصبحوا خدام قضايا الآخرين رامين بقضية شعبنا تحت أقدام الزمان فيقطعها هذا ويمزقها ذاك وأبناء آشور منشغلين عنها بجمع ما نثر لهم من أموال.
إنهم يقولون إن الانتخابات سارت بنزاهة وشفافية رغم بعض الخروقات المشروعة الحاصلة وفق ما صرح به بعض المسؤولين والتي استغرب جدا من هكذا تصريح فهل هناك خروقات مشروعة وأخرى لا ؟ .لكن رغم ذلك ووفق ما رأيناه على شاشات التلفزة ووفق الظاهر الذي تراه العين فقد سارت بنزاهة وشفافية مقبولين رغم إنهما لم يكونا نتيجة حب النزاهة والسعي لتحقيق النزاهة بل خوفا من القانون ومن المراقبين والعقاب الذي سيواجهونه في حال المخالفة . أما في الحقيقة ووفق ما لا تراه العين وبعيدا عن الظاهر الجميل فهل سارت انتخاباتنا وفق النزاهة التي يفرضها الضمير والدين
والقيم والأخلاق ؟ هذا هو السؤال المهم والاهم , فقبل الانتخابات وللأسف لم يكن هناك مراقبين دوليين ولا قانون يفرض النزاهة على (الغير نزيهين) فترك القانون مسؤولية النزاهة للضمير وتركها للأحرار كي يعلنوا عن أنفسهم وعن مناهجهم وما الذي سيقدمونه للشعب ومن كان له منهاج وخطة عمل قدمها للعامة تاركا لهم حق الاختيار والتصويت لمن يروه مناسبا أما الذي لم يكن له منهاج وخطط ليعطها للشعب فقد أعطاهم أموالا ووعودا بالمزيد منها مهددا كل من لا يصوت له بأنه سيحرمه منها وسيتركه فريسة سهلة لكل من هب ودب ليتلاعبوا به كيفما تقتضي مصالحهم , وحسب رأيي
ما هكذا تُخدم الشعوب , لا وليس هذا أسلوب حر يريد الرقي لامته فهو بمثل هذا التصرف أي بشراء الأصوات يثبت بأنه لا يملك غير الأموال لإقناع شعبه في الوصول إلى كرسي السلطة أو إن هناك خطة غير معلنة لا يستطيع البوح بها لشعبه لأنها موضوعة بأيدي الغريب ولمصلحة الغريب وهو مجرد أداة لتنفيذها.
ولان قائمة عشتار المسؤولة من المجلس الشعبي والممولة من الغريب كانت السباقة في هذه الخروقات فإننا نبرهن بان قائمة عشتار مع المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري مع الأحزاب الممولة لهم ومن دون الأموال الطائلة فهم لا شيء في المعادلة الآشورية الحرة . فسلالهم خالية من الانتماء القومي الحر والنزيه لأمة آشور, وضمائرهم بعيدة عن القيم والمبادئ التي يفرضها الدين والأيمان بالله ( فباليد التي أعطوا , بها نفسها يخنقون ) كما وإنهم لا يملكون غير العبودية ليعطون .
جوني خوشابا الريكاني
15 / 2 / 2009
تلكيف