Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قداس للدعاية والإعلان

أصبح من المألوف لا وبل من المألوف جدا أن نسمع في قداديسنا هذه الأيام قصص تتغنى ببطولات أشخاص ظهروا مؤخرا على الساحة الاجتماعية سواء كانت على مستوى الكنيسة أو الأمة . وما عاد كهنتنا الأفاضل يوفرون جهدا في غدقهم لؤلئك الأشخاص بالمديح والشكر ويتبلوها بالبركة المفرطة والدعوات الزائدة عن حدها , وبرأي لو وجهوا تلك الدعوات والبركات للشعب العراقي لكان الآن في ألف خير . ولعل ابرز تلك الشخصيات والذي يكاد يكون الوحيد هو (سركيس اغاجان )هذا الفارس الشهم الذي انتشل رجال الدين من أكبرهم وحتى أصغرهم من براثين الإيمان النقي ومهالك الضمير الحي انه ذاك البطل الذي رفعهم بيده العظيمة الجبارة من بساطة الروح إلى مفاحش الحياة وهو ذاك النبيل الذي أخرجهم من عمق قضايا المجتمع والناس ليسكنهم في قصور لم يتعود الكثير منهم لحد الآن المشي على بلاطها البراق انه المرسل لهم من ألـ ( لا ) مجهول ليحطم هياكل الرب في صدورهم ويبني لأجسادهم بيوتا سيسكونها اليوم أما الغد فهو من شانه هو وحده . وكل هذا ولا تريدون أن يرقصوا له ويتغنوا باسمه ولا تريدون أن يخصصوا عظة القداس له وحده هو ولا شريك له . ما الذي فعله الطفل يسوع لرجال الدين وهو من ولد في المذود وبين حيوانات الحقل سوى انه أورث متبعيه خلاص الروح ومقولات منها مقولة( من الأسهل على الجمل أن يدخل من خرم إبرة على أن يدخل غني ملكوت الله). أما هذا فهو يدخلهم في ملكوته دون أي مقولات ويغدق عليهم بنعمه الخضراء ومن دون أي حساب وكل هذا بثمن بخس وبسيط وهو (ضمائرهم الحية ) هل بمقدور ملك الملوك الذي دخل أورشليم على جحش بسيط أن يركبهم في واحدة من تلك السيارات الحديثة والآخر موديل من ( شيفروليت لومينا ومونيكا وكلايزر ومازدا وغيرها) أما هذا نعم والله يستطيع
لقد تحولت قداديسنا إلى فاصل إعلاني يخص للإعلان عن أهم البطولات السركيسية وآخر التطورات العمرانية التي يقوم بها( تعظم اسمه عند كهنتنا الأفاضل) وكأن قناة عشتار لا تكفي لتعلن عنه وعن أعماله الجلية لذلك هم يساعدوها فالمسكينة حملها ثقيل وكي لا ننسى فهي أيضا صاحبة فضل عليهم لأنها جعلتهم أشهر من نجوم هوليود. وحجر على حجر تكتمل الصورة وصوت مطران صليبه شبر ونصف على تملق ولواكة قس مع صوت إيوان أغازي على السيقان الشمعية البيضاء لجليانا جندو تكتمل الحملة الدعائية ومن دون أن ننسى الأوراق المقدسة الخضراء والتي توزع بسخاء على دفتر من هنا وبلوك من هناك وبهذا تتوحد الأمة فالكلداني والسرياني والأشوري يصبحون واحد في علبة (سورايا) أنيقة خفيفة للحمل أي يعني ( ثلاثة في واحد ) حالهم حال أي منتج يطرح في السوق والذي يختزل عدة أمور في شيء واحد مع عدم الاهتمام بكوننا بالأصل نحن واحد والتسميات تلك ما هي إلا اختراع من بعض الموقرين والمبجلين من قادة الكنيسة وذلك للحفاظ على الكرسي الفلاني أو المنصب الفلاني والحجة المعلنة دائما هي الحفاظ على كلمة الله عالية . ما الذي حققه لهم المسيح المخلص ولمن سبقهم , سوى انه منحهم الاستشهاد لخلاص روحهم كأفضل هدية . أما هذا فهو يحميهم من الخلاص الأبدي ويسكنهم في فسيح بنيانه ويحلل لهم كل محرم ويعدهم بكل ما لذ وطاب ويعمي عنهم كل عين صادقة ويقيهم شر كل محاسب إذا حاسب . (فله المديح) لا يتخلى أبدا عن ذيوله لان كرامتهم هي السلم الذي يرتقي بها إلى قمة سماواته .
عندما تتحدث إلى احد( المتسركسين) فأول شيء سيخبرك به هو كم إن (ابن الأموال ) هذا متواضع وبسيط بحيث لا يخرج احد من عنده إلا وهو يحمل معه دفتر أو اثنين من دفاتره الخضراء المباركة وأنا شخصيا اصدق هذا الكلام وملعون هو وهالك من يقول غير هذا فبمجرد النظر إلى اقرب قس منك ستتأكد أن هذا الكلام صحيح وبالأخص إذا كان هذا القس من معارفك أي أن تكون مطلع على (ألبير وغطاه وأين كان وكيف أصبح ) ومن ناحية أخرى فله المديح يظهر بساطة متناهية عندما يظهر في التلفزيون فهو لا يجلس إلا مع اكبر الشخصيات ولا يستقبل إلا رجال الدين وليس أي رجال , فقط من هو أسقف فما فوق ولا يرقص إلا على صوت أجمل الجميلات وصدره الحنون لا يقبل إلا ميداليات من أناس لا يعرفوه فقط هم مؤمنين بدفاتره الخضراء وجيوبه الواسعة أما رحابة صدره فهي تتسع لأكبر الشخصيات الدينية والسياسية والمثقفة والتي اثر عليهم بروحه الخضراء التي لا تنبض .
أصبح من الواجب على كل شخص سواء كان مؤمن أم غير مؤمن عاقل وغير عاقل مدرك وغير مدرك أن يشكر له المديح لان لولاه ولولا أمواله لكنا لحد ألان غير مدركين حقيقة إيمان كهنتنا الأجلاء وكيف أن تلك الأموال حررتهم من إيمانهم الزائف وأظهرت حقيقتهم المضيئة كالشمس بعد منتصف الليل فشكرا لك يا واهب الأموال لأنك خلصت كهنتنا المساكين من قيود الخلاص ووهبت لهم الحياة الزائلة وحررتهم من ثقل الأيمان الصادق لان لك المديح ولك الأموال إلى حين انتهاء زمانك
أميـــن

جوني خوشابا أوشانا الريكاني Opinions