Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قراءة في اساليب الدعاية للاحزاب العراقية في الانتخابات

لايخفى من العنوان انه مختص في عمل او تصنيع الدعايات الانتخابية للاحزاب السياسية والتي شاركت في الانتخابات العراقية والخاصة بمجالس المحافظات.. وقد تابعت النتائج ببالغ التدقيق والتركيز لكي ارى من حقق الاغلبية او من هزم هزيمة مخزية فيها.. ووجدت ان نسب الفوز متقاربة بين الكتل وان اختلف عدد المقاعد في كل محافظة... ليس هذا بيت القصيد وانما هو والذي سيكون محور مقالي هذا هو سلوكيات هذه الاحزاب في الترويج وعمل الدعايات لكيانتها وقوائمها وبمختلف الاصناف الاسلامية والعلمانية واليسارية وغيرها... المهم نرى في كل الدول الغربية ومنها العربية احيانا ان المرشح قبل سنة او سنة ونصف يقوم بتحضير نفسه لخوض الانتخابات وكذلك اخذ اجازة من عمله او تقديم استقالته في بعض الاحيان لكي يهيء نفسه جيدا لهذه الانتخابات والسبب هو طموحه في تكوين قاعدة جماهيرية تؤهله من الاطاحة بخصومه الواحد تلو الاخر وفي مختلف المناطق لهذا البلد... ومن بين هذه الاساليب والتي تبدا كما نوهت بفترة طويلة جدا قبل موعد اجراء الانتخابات هي المشاركة بالفعاليات الاجتماعية والمدنية حيث تقام في بعض الاحيان مهرجانات وندوات حوارية يغتنمها المرشح لكي يحضرها وبدون دعوة لكي يبين نفسه للناخب انه معه في كل الفترات سواء كانت مفرحة او محزنة .. وهناك من يتبنى انشاء مؤسسات خدمية تقدم خدماتها لابناء المجتمع في كافة المجالات والاختصاصات وان كانت اجتماعية او خدمية او طبية او مالية او علمية والخ... وتبقى هذه المؤسسات مستمرة بعملها بعد الانتخابات وان خرج المرشح المسؤول على هذه المؤسسات من الانتخابات خاسرا ولكنها تستمر بعد النتيجة لان المرشح يفكر في خوض التجربة مرة ثانية وعليه ان يبني قاعدة اوسع لكي تمكنه بالفوز بالمنصب.. وهناك من يكون تركيزه على طبقة المثقفين اي الاساتذة والطلاب في الجامعات وهذه خطوة اعتبرها اكثر من جريئة لان اصحاب الفكر يكون من الصعب اقناعهم وهم على دراية بما يخدم المجتمع اما الجهلة فمن السهل اقناعهم بمايعدهم به المرشح والذي يقدم على هذه الخطوة اعتبره شجاعا جدا... كنت اتمنى من الاحزاب العراقية التي شاركت في الانتخابات ان تكون هذه الخطوات التي يسير عليها السياسيون الغربيون في مراى او مسمع منهم .. فما الذي قدمته الاحزاب العراقية في الترويج لحملتها الانتخابية وبرامجها سؤال جيد جدا.. بعض الاحزاب استغلت طابع الدين وبدات بالترويج لقوائمها باستخدام طابع ديني وشعارات دينية بحتة وكذلك استغلالها لمناسبات دينية لكي تثبت انها الراعي الوحيد والاكيد لهذا المذهب او ذاك... وقسم استخدموا منابر الخطب لكي يروجوا عن قوائمهم وبعض اطلق فتاوي لااعلم من اين جاء بها ان الدين امانة وان هذه القائمة هي الراعية لهذه الامانة وهذا شاهدته في محافظات صلاح الدين وديالى.. اما الاسلوب الاخر والتي اتخذته بعض القوائم هو رعاية الايتام وبعض العوائل التي هي بحاجة لرعاية مستمرة وليست فقط وقت الانتخابات وبداءت المساعدات تهل وتوزع الاغطية والاطعمة والملبوسات على بعض العوايئل والتي يسمونها بالمتعففة والصراحة ان هذه الاعطيات وزعت على العوائل ولم تراعي متعففة ام غير متعففة... والاسلوب الاخر كان بتوزيع مبالغ مالية لشراء صوت الناخبين وهذا الامر تصدت له المرجعية الرشيدة المتمثلة باية الله العظمى السيد (علي السيستاني) دام ظله.. وكذلك بقية العلماء ومن كل المذاهب.. لان هذا تشويه للحقيقة وان يعطي المصوت صوته مقابل المال بغض النظر عن الشخص المنتخب فانه سيساهم في صعود هذا المرشح الفاسد وبذلك يتحمل وزر الملايين الذين سيسرقهم هذا المرشح ان فاز... وهناك من اتخذ الزيارات الميدانية لبعض المحافظات لا ليطلع على وضعها الماساوي وانما للترويج لقائمته وللاسف هذا الاسلوب اشترك فيه كل القيادات في الحكومة الحالية.. وتصور ان الوضع كله تاجل لحين انتهاء الانتخابات فالذي لديه معاملة لكي يروجها لايجد مدير الدائرة لكي يطلق توقيعه النهائي على المعاملة لان هذا المدير مشارك في الانتخابات ويبقى المواطن حائرا وضائعا ومنتظرا لكي تنتهي هذه الانتخابات وتضع اوزراها.. وانتقل هذا الامر للاسف الى الجامعات حيث احد الاساتذة ترك طلابه لاكثر من شهر وبدون اي محاضرة لان الاستاذ مشغول بالانتخابات.. وتعطلت المسيرة العلمية للبلد .. وانتقل الامر هذا الى الاطباء ايضا واجلت عمليات وعمليات والمرضى يتالمون ومنهم من فارق الحياة والسبب ان الطبيب المعني مشارك في الانتخابات.. وغيرها الكثير والكثير ..واتسال هل بقت الاعمال الخيرية وتوزيع المعونات الى مابعد الانتخابات الجواب طبعا لا.. وياليت ان يستفاد السياسيون من هذه الامور التي عملوها وباءت بالفشل وان يبدءوا من هذه الايام بتصحيح مسارهم الانتخابي وتوسيع قاعدتهم الشعبية لكي يدخلوا وبقوة في الانتخابات التشريعة المقبلة.. وان يكونوا اقرب للمواطن العراقي من هذا.. واخيرا لااملك الا الدعاء بان تصل رسالتي الى اذن السياسين وان يفهموها جيدا...

Darkmoon20092009@gmail.com




Opinions