Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قصة قصيرة (حكاية حب )

الليلة ثقيلة بساعاتها الشتوية الباردة ,والريح تعزف أجمل الإلحان متخللة مسامعي ,ألان فقد تراقصت عند امتداد بصري تلك الأنجم اللامعات في سماء صافية أنها ليلة من الليالي البيض التي لم اخرج جمال صورتها من مخيلتي ,وحالة الهام تنتابني وشعور غريب بان امسك القلم لأدون ما يجول في خاطري ,الظلمة ولبعد الأوراق عني هذه اللحظة منعني من فعل أي شيء سوى تلمست بأطراف أصابعي القلم الذي لم يفارق جيب قميصي ذو اللون الحاكي ,أردت أن اخبر كل العالم بحكاية حبي الكبير ,الذي ولد قبل أربعين عام ,انه الحلم الرائع الذي أكون بين ثناياه والتي تكون فيه فارسته الأبدية هي بوجهها الدائري وبسمتها العذبة وطيبة قلبها الذي ظل لي مخلصا حد هذه الساعة ,أنها حبيبة الأمس وزوجة اليوم ورفيقة العمر المتبقي ,أنها أم أولادي الأربعة ثلاثة ورود وزهرة فواحة واحدة ,إني نادما وعلي أن اسحق بقدمي كل الصفات التي حملتها لنفسي عن جهالة ودون معرفة ,وان استقبل الحياة بنبعها الصافي المتدفق بالخير والعطاء ,اغلي شيء عندي يستحق أن أبقيه نظيفا ناصع البياض وان لا أدنسه بأفعال وذنوب قد أكون مجبرا القيام بها متجاهلا نتائجها الوخيمة ,أني انتبهت إلى براعم أشجار حديقتي الدائرية الشكل وكل شيء فيها اخضر اللون مثل أحلامي التي تتراقص في ذاكرتي وتزيدني طربا,وشوقي أن تأتي شمس الغد متلئلا وان يطرق الفجر أبوابه سريعا بشعاع بهي ,ذكرياتي تلتف حولي كوقفة جنود حول قائدهم ,الذاكرة حبلى بأجمل الصور ,عذرا حبيبتي ,عذرا زوجتي أن لم اقل لك أن الله سبحانه و تعالى قد رأف بنا وحقق أحلامنا وما علينا ألا الاستمرار والتواصل ليدوم هذا الحب الخالد ,تكتكة الساعة اسمع صدى له في أذني حدقت فيها بعدما استدرت إلى الوراء ,أنها معلقة على الجدار الذي ورائي فقلت بصوت سمعته لوجدي
_الثالثة بعد منتصف الليل ...ولم اخلد إلى النوم ماذا أصابني ....؟
أمنياتي كانت أجراس ترن في دواخلي ,أردت أن اوقض من تاه قلبي في ذكراها فناديت بصوت كان شبيها للذي لم يسمعه ألا غيري
_يا حبا لن أنساه ,وقلبا عطوفا لن اشعر ألا به ,انهضي يا زوجتي ...؟
كان صوتي ذائبا بين السكون والهدوء ,ولا ادري أن قدرة الخالق إن يبدل الجو من حال الصافي إلى إن تلبدت غيوم سوداء داكنة وبسرعة لم احسبها وجدت المطر يهطل بغزارة وكل قطرة منه صار في عيني حلما جميلا يعانق أحلامي الماضية ,فصوت بلبلي المسجون هو الأخر يشدو ويتحرك بين القضبان يريد الحرية ,او لعله تذوق بحاسة شمه رائحة التراب حينما يسقط المطر عليه أو يطلق مرددا ورائي أغنية حبي الكبير وكأنه وجد فرحه المنتظر ,كلمات صدقي النابعة من الأعماق قد امتزجت مع صدى الهدوء الذي ملا المكان ,كم أصبحت تواقا لسماع صوت المطر ,سيمفونية رائعة تود إن تعانق ألوان الشمس المنتظرة بشعاعها الذهبي ,أنها قادمة بعد وقت ليس بطويل ,ولا اعلم هل ستظهر أم تبقى مختفية خلف هذه الغيوم ,وهامتي ستبقى مرفوعة وجبيني وضاء وروحي تستبشر كل الخير من القادم المجهول ,ولوحة حبي العظيم أتقنت بأنامل فنان ماهر ودقيق بكل التفاصيل ,إني تائه بل وضائع في دوامة التفكير وأنفاسي تعانق أنفاسك أيتها الماسة والياقوتة الثمينة ,يا حبيبة القلب المتعب ,أني ادعوا من الله وألان بعدما سمعت صوت الأذان لصلاة الفجر وبكل خشوع نطقت
_اللهم امتني قبلها ..لأني لا أتحمل فراقها أبدا
حاولت أن افتح عيني بعدما نظرت سجادتي مفترشة على الأرض قد نسيتها بعد ايداء الصلاة وفي مخيلتي صورة أجمل حكاية حب ....

هادي عباس حسين
Opinions