Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قضيتنا القومية والنظرة الكردية

ليس خفيا على احد ما ورد في دستور إقليم كردستان والذي صادق عليه برلمان الإقليم . حيث يلمس كل من يطلع عليه ( الحلم الكردي ) في الانفصال عن حكومة العراق المركزية وتكوين دولتهم باستقطاع أراضي من العراق (كما ذكر في الدستور) ومن كل من وتركيا وإيران وسوريا (وهذا وفقا للخريطة الكردية المطروحة في مكتبات وأسواق دهوك واربيل وسليمانية ) حيث يضمون مناطق شاسعة من العراق تصل حتى أقصى الجنوب لتضم أكثر من نصف محافظة نينوى مرورا بصلاح الدين وكركوك وديالى وواسط ما دعا هذا الأمر الى تفاجئ الأغلبية العظمى من أبناء وطننا العراق الحبيب ومن كافة
أطيافه الدينية والعرقية وحتى شريحة واسعة من أبناء الشعب الكردي وكيف إن أكثر من ثلث العراق أصبح كرديا أرضا وشعبا مؤكدين بان كل تلك الأراضي هي كردستانية وقد استقطعت منهم على مر السنين (ولا نعلم كيف هي كردستانية ؟ ومتى استقطعت منهم ؟ ومن الذي استقطعها منهم ؟ ) . لقد صنعوا دستورهم وفق ما يدعون بأنه لحماية حقوق الشعب الكردي وللحافظ على مصالحهم مصورين أنفسهم وكأنهم وسط ذئاب تنتظر نهش كيانهم وإلغاء وجودهم لا وسط شعب يشاطروه الأرض والخيرات والحقوق والواجبات حيث تحدثوا عن الحقوق فقط متناسين ما عليهم من واجبات لحماية وحدة ومصالح العراق
أرضا وشعبا فذكروا أحقيتهم بكل موارد الإقليم وما هو منها فوق الأرض أو تحتها من موارد صناعية ومائية وزراعية معتبرين انها حق من حقوقهم وليس لأحد الحق بان يشاركهم فيها وبأنهم هم وحدهم من له الحق باستخراجها او الاتفاق عليها مع الشركات العالمية هذا بالإضافة على إصرارهم وإلحاحهم على ضمان حصتهم والتي هي حصة الاسد من كل موارد العراق الاخرى والواقعة خارج أراضي الإقليم والتي حددوها في دستورهم اي إنهم يعطون لأنفسهم الحق بخيرات العراق ضعف ما لبقية الشعب العراقي ليكون دستورهم مبني على مصالحهم الخاصة وعلى حساب بقية الشعب العراقي مكتفين
بطرحه للاستفتاء داخل إقليم كردستان فقط وكأنه شأن خاص بالإقليم وحده متجاهلين وجود حقوق من يدعون بكردستانية أراضيهم مثل سهل نينوى وكركوك وديالى وواسط حاسمين قضية تلك الأراضي التي يتنازعون هم عليها لصالحهم مطالبين بوجوب إعادتها لهم حتى دون الأخذ بالاعتبار من هم أصحابها الأصليين والأساسيين وبشهادة التاريخ ولآلاف السنين. أليس لأبناء تلك المناطق التي يدعون بأنها مستقطعة منهم الحق بان يدلوا بأصواتهم بذلك الدستور ؟ فهو شان يعنيهم كما يعني من يسكن دهوك واربيل وسليمانية وهو يعني أبناء العراق ككل من شماله حتى أقصى جنوبه لأنه يتحدث
عن مناطق شاسعة من أرضهم ويخصص حصص كبيرة من مواردهم لفئة معينة وعلى حساب باقي أبناء الشعب العراقي .

إن كل ما ذكر أعلاه شان يعنيني كواحد من أبناء هذا العراق الجريح وما يعنيني أكثر هو كيف تهمش حقوقنا نحن الآشوريين بل ويلغى وجودنا القومي حتى مع ذكرهم بما يدعون أنها حقوق الشعب الكلداني السرياني الآشوري وتثبيت حقهم بالتسمية المركبة وتثبيت حكمهم الذاتي والذي يعلم الجميع ان ذلك الحكم الذاتي يخدم القضية الكردية أكثر مما يخدم قضايا شعبنا الآشوري . كما يراد منه أن يجعل أبناء سهل نينوى مجرد أتباع للإقليم الكردي وإنهم لا يهدفون بضم الشعب بقدر ما بنيتهم ضم الأرض لما فيها من موارد نفطية ومائية وزراعية بالإضافة لما ستحققه لهم من التنوع
ألاثني والعرقي لتأهلهم كي يكونوا بمستوى الدول المتحضرة حتى ان كانت بالظاهر لتكون مقبولة من قبل الغرب في حال لو حققوا حلمهم بالانفصال .

واهم ما يعنيني في هذا الدستور هو كيف أنهم يعتبروننا مجرد أقليات في الإقليم وهم يتصدقون علينا بحكم ذاتي والذي سيدار وبكل تأكيد من قبل من هم من الأحزاب الكردية ووفق ما تقتضيه المصلحة الكردية لا وفق ما يخدم ويعزز الوجود الآشوري على ارض إبائه وأجداده فهم يذكروننا وكأننا سكنا تلك الأرض قبل يومين لا قبل أكثر من 6000 عام ويشهد لنا كل شبر من شمال العراق حتى جنوبه (والذي يسمونه الآن كردستان ) فيما لو حفرنا فيه لما يحتويه من أثار وبقايا قرى ومدن وكنائس وأديرة مدعومة بكتابات سريانية تأكد أصالة وعراقة شعبنا الآشوري على ارض العراق . ورغم هذا
التمنن والاستصغار فالمجلس (الكردي ) الشعبي الكلداني السرياني الآشوري اخذ ومن اللحظة الأولى لطرح مسودة الدستور بالاحتفال وتسيير المسيرات الاستعراضية للدعاية عن الذي يدعي بأنه مكسب لشعبنا الآشوري العريق وكأننا حصلنا عليه من العدم وهي هبة تعطى لنا من حكومة الإقليم متجاهلين ان ما نحصل عليه هو جزء بسيط من حقوقنا التي يجب ان نتمتع بها ومن دون أي شرط او قيد وهي ليست هبة تعطى لنا من الإقليم بل هي حق مشروع لنا بناه آبائنا وأجدادنا بدمائهم الزكية وعلى مر العصور والذي سلب منا ومن أطراف عدة عربية وكردية وغيرها وكل ما يدعون الآن بأنه حق
ممنوح هو بالأصل حق شرعي لنا وقد سلب منا بالماضي ويجب أن يعاد لنا ومن دون أي تنازل قومي او ديني لا كما يحاول البعض ان يعطيه لنا مرهون بتنازلات عن القومية او الاسم او الأرض . وما أظهره المجلس المحسوب علينا ظلما من أفراح ومسرات لا يراد منها الا الضحك على عقول البسطاء والمستنفعين الذين لا يهمهم من قضايانا الا ملء جيوبهم وبطونهم وليظهر للعالم بانه يحقق لشعبنا المكاسب لكن بالحقيقة فهو لا يحقق أي مكسب الا للشعب الكردي وقضاياه القومية جاعلا من أتباعه كلدان آشوريين سريان بالظاهر وأكراد حتى النخاع بالباطن والاستفادة الى أقصى الحدود من
كل الشعارات الرنانة بإعطائنا حقوقنا القومية لكسب صوت الشارع الآشوري

ان هناك نظرة كردية باتجاه وجودنا وحقوقنا خارج تلك النظرة التي يرقص لها مجلسهم الشعبي او سماسرة الكنيسة من رجال الدين والمتملقين والمستنفعين من ابناء امتنا وهي تتحدث عن ان سهل نينوى يهم الكرد كسهل كوردي لا كسهل آشوري حتى إذا ما سموه آشوري فهو سيكون كوردي التوجه ولعل ما حدث في مجلس البلدي في قضاء تلكيف اكبر دليل للنظرة الكردية تلك , فبعد انتخابات مجالس المحافظات وفوز قائمة الحدباء بالأغلبية الشعبية في نينوى وبعد مقاطعة قائمة نينوى المتآخية لمجلس المحافظة جرت خلافات على إدارة المجلس البلدي في تلكيف والتي كان يديرها العضو الكردي (
درمان ) و بعد انتقاله الى مجلس المحافظة ضمن قائمة نينوى المتآخية ليكون خلفا له وبالوكالة العضو المستقل (عادل ميخا ) وهو مسيحي من تلسقف وما ان استلم الأخير إدارة المجلس حتى جن جنون الأعضاء الأكراد الذين يصرون على كردية المنطقة فاخذوا يعقدون الاجتماعات بأعضاء المجلس وبعد مشاورات ومشادات كلامية طويلة لم يستطيعوا ان يسحبوا منصب إدارة المجلس البلدي ولا حتى أختامه من العضو عادل ميخا بسبب تمسك الأخير بشرعية وجوده في ذلك المنصب وبعد ان استنفذ الأعضاء الأكراد كل ما لديهم من حجج والتي لم تساعدهم بشي قاموا وبتاريخ ( 17/5/2009) بالتوجه الى
بيت السيد عادل ميخا في تلسقف ومعهم قوة من البيشمركة مدججين بالأسلحة ليهددوه كي يسلمهم الأختام فاقتادوه وبالتهديد الى بيت احد المسيحيين من أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني وهو المعروف بـ(أبو ناطق ) وبسبب ما مارسوه من تهديد ووعيد على السيد ميخا اجبر وفي اليوم الثاني والمصادف (18 /5 /2009 )الى تسليم الأختام والمنصب إلى السيد بشار كيكي وهو كردي وعضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني ليكون مسؤولا على المجلس البلدي لقضاء تلكيف لكن قبل ان يمارسوا التهديد على السيد ميخا كانوا قد استدعوا وقبل عدة أيام من هذه الحادثة السيد حازم زورو وهو
عضو في المجلس البلدي كما انه احد أعضاء الحركة الديمقراطية الآشورية لاستجوابه حول مساندته شرعية وجود السيد عادل ميخا بمنصبه كرئيس للمجلس بالوكالة ليبرهنوا بهذا التصرف ان الأحزاب الكردية لا تهدف من خلال دعمها للحكم الذاتي لأبناء شعبنا بان يحكموا أنفسهم بأنفسهم وفق ما تقتضيه مصلحتهم كأبناء المنطقة بل غايتهم هي وضع من هو كردي او مستكرد من أبناء شعبنا ليخدم الإقليم ومصالحهم بالدرجة الأساس ولا يرضون بارتباط ذلك الحكم الذاتي بغير الإقليم بل يسعون لربطه بالإقليم إداريا وسياسيا . فمرت هذه الحادثة بصمت دون ان يتحدث المجلس الشعبي
(القرة قوزي ) بأي شيء رغم انه يدعي بأنه يسعى للحفاظ والدفاع عن حقوق الشعب الكلداني السرياني الآشوري بإدارة نفسه وأرضه لان ما حدث لم يكن يصب في مصلحة مموليه من الأحزاب الكردية كما وأعاتب هنا وبشدة على كل المؤسسات القومية والدينية لشعبنا والتي تعمل وبصدق لخدمة قضايا امتنا للصمت الذي أبدوه تجاه هذه الحادثة ولم يحركوا ساكنين لحماية ابسط حق من حقوقنا

وهناك حادثة أخرى بسيطة حدثت معي وهي تعطي صورة أخرى واضحة للنظرة الكردية لوجودنا وارتباطنا القومي فقبل أكثر من شهر اتصل بي احد أقاربي ليخبرني بان احد المسؤولين من الحزب الديمقراطي الكردستاني يود الحديث معي فوافقت على الحديث معه وعبر الهاتف لأنه من منطقة بعيدة عن تلكيف فهو من منطقة عمادية في محافظة دهوك فاتصل بي ذلك المسؤول وعرف عن نفسه بانه النقيب ( فتاح محمد علي ) وبعد سؤالي واستفساري عن الجهة التي يعمل لأجلها لم يخبرني بالكثير فقط انه يعمل لصالح جهة عسكرية تابعة للاقليم . وطيلة حديثه معي أبدى احترام ومودة كبيرين معطيا لي الحق
بالإجابة على ما أريد من الأسئلة والامتناع عن ما لا أريد الجواب عنه اي انه كان تحقيق هاتفي لبق يخص كتاباتي وتوجهاتي . لكن رغم الهدوء واللباقة التي تحدث بها إلا انه اظهر وبجملة واحدة طبيعة النظرة الكردية لوجودنا القومي في الإقليم وانتمائنا العرقي فبعد ان عرف عن نفسه سألني فيما لو نود ان نكمل الحديث بالعربية ام بالكردية ولأني اجهل اللغة الكردية طلبت الحديث بالعربية فاستغرب من عدم معرفتي باللغة الكردية وقال جملة كانت أكثر من كافية لتلخص نظرتهم حول وجودنا وتاريخينا في هذا العراق حيث قال ( كيف لا تجيد الكردية الست ريكاني كردي ؟ )
وهذه الجملة ليست بجديدة علي فقد أعادتني إلى ما قبل أكثر من عام وتحديدا عندما اعتقلت من قبل قوات الاسايش وكيف إنهم كانوا يحاولون إقناعي بان كل ساكن كردستان هو كردي وما يميزهم عن بعضهم البعض هو الدين فقط , فإذا ما سرنا وفق هذه النظرة والتي تعتبر من المسلمات عند الكرد فان كل برواري مسيحي هو كردي وان كل نيروي مسيحي هو كردي وان كل مسيحي من ابناء صبنا وزاخو واربيل ودهوك هو كردي إذا أين أبناء القومية الكلدان السريان الآشوريين في شمال العراق او نينوى او حتى الجنوب الذي حدده دستورهم ليكون إقليمهم ؟

قبل ان نرقص للدستور وقبل ان نطالب بحكم ذاتي تحت إدارة كردية يجب ان نعد حتى الألف ولألف مرة لأننا أمام مفترق طرق لنحدد مستقبلنا في هذا العراق وفيما لو أردنا ( أن نكون كما يجب ان نكون ... او... ان نكون كما يريدون منا ان نكون ) متمنيا ان نختار ما يحقق لنا العيش بكرامة وحرية ضمن عراق واحد موحد شعبا وأرضا ولنعيش بمودة وسلام كإخوة بالأرض رغم اختلاف الأديان والقوميات والانتماءات





جوني خوشابا الريكاني

15 /7 / 2009

تلكيف


Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
بعد ان أغرقتهم لجة الكهف ..صحوا متأخرين !!! رد على هذا الكتيب أفرط بوحدة شعبنا ( http://www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=1183 ) حبيب تومي من الكتاب الذين أثارت كتاباتهم شجون الشعب حينما تعمد الاستفاقة في هذا الوقت بالذات ليبدأ بنثر سمومه الفكرية إزاء مشروع حيوي عمدت زوعا الى البدء بالإ الثقافة العراقية عانت من الاهمال خلال عام 2006 أصوات العراق/ إتفقت اراء المثقفين والمسؤولين الثقافيين في العراق على ان الثقافة العراقية هي الخاسر الأكبر هذا العام بعد أن عانت من الإهمال والتهميش نائب رئيس مجلس نينوى يبحث مع مدير شركة المواد الغذائية سبل تأمين مفردات البطاقة التموينية شبكة أخبار نركال/NNN/الموصل/ بحث دلدار الزيباري نائب رئيس مجلس محافظة نينوى سبل تأمين مفردات البطاقة التموينية وأسباب العثور على اسلحة وجوازات سفر ووثائق مزورة في الديوانية الملف / بعث مراسل الملف في بغداد تقريراً خبرياً عن أحداث الديوانية تحدث فيه عن مقتل ابن عم حسين الشعلان احد شيوخ عشيرة الخزاعل في الديوانية.
Side Adv1 Side Adv2